السبت، 27 أكتوبر 2018

السيد منير الخباز في حديث حول موضوع "تراث أهل البيت (ع) أمان للأمة"




أبو محمد – متابعات 26 أكتوبر 2018

قال سماحة السيد منير الخباز أن "90% من التشريعات وردت عن أهل البيت، كتفاصيل العبادات والمعاملات، وأبواب الديات والحدود والمواريث والقضاء، ومجال الأخلاق والقيم، ومجال التربية الأسرية والنظام التعليمي، فلو ألغينا هذا الباب وعزلنا هذا المصدر، فماذا بقي من التشريع؟ فلكي يكون التشريع الإسلامي منتظمًا، ويتحقق نظام الملة، فلا بد من الاعتقاد بإمامة أهل البيت، والاعتقاد بمرجعية روايات أهل البيت في مجال التشريع، وإلا فسوف يبقى التشريع ناقصًا" جاء ذلك في محاضرة له خلال الأيام الفاطمة هذا العام 2018 بعنوان "تراث أهل البيت (ع) أمان للأمة".
وعمن يعزل تراث أهل البيت قال السيد الخباز أنه "لن يستطيع أن يربط أطراف التشريع بعضها ببعض، ولن يستطيع أن يربط الكتاب بالسنة، لأن قرائن الربط مفقودة لديه ومغيبة عنه، حيث أنها موجودة وكامنة في التراث الروائي الوارد عن أهل البيت (ع)".

وأكد السيد الخباز على محورية الثقلين كما قال النبي (ص):"إني مُخَلِّفٌ‏ فِيكُمُ‏ الثَّقَلَيْنِ‏ كِتَابَ اللَّهِ وعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي"، فالمحورية لركنين: للكتاب وروايات أهل البيت، وليست للكتاب فقط، فنحن نحتاج إلى هذين المحورين لكي يتحقق انتظام التشريع، فكيف نلغي محورية أهل البيت بدعوى الاختصاص والاقتصار على محورية القرآن، إذن لا يمكن أن تنتظم الملة بمعنى التشريع الإسلامي إلا بطاعتهم التي هي مظهر إمامتهم، ومرجعية تراثهم الروائي عنهم.
وقدم السيد الخباز سؤالا: هل نعمل بكل الروايات الواردة والمنسوبة لأهل البيت؟
فقال" نعمل بالرواية بشروط منها"
1- إثبات الصحة: التي ثبت صدورها عنهم إما لوثاقة رواتها، وإما لقيام القرائن على صحة صدورها عنهم.
2- ألا يكون للراوية معارض.
3- ألا تكون مخالفة الكتاب.
4- ألا تكون مخالفة لحكم عقلي فطري، وليس شخصيا أو ذوقيا.
ومن ثم قدم سؤلا ثانيا ألم ينتهي زمن هذه الروايات؟ فأجاب:
أولا: الحكم بيننا حديث الثقلين: وعزل تراث أهل البيت عن الحياة مصادمة واضحة لحديث الثقلين، فهو يقول: أن لدينا محورين: محورية القرآن ومحورية الروايات، ولا يمكن فهم القرآن فهمًا واقعيًا دون الرجوع إلى روايات أهل البيت، ولا يمكن العمل بروايات أهل البيت إذا كانت الرواية مخالفة صريحة للقرآن الكريم.
ثانيا: هنالك فرق بين منهج الهدم، وبين منهج الإنتاج والبناء، فمنهج الهدم سهل، إنما المهم هو منهج البناء والإنتاج، كمنهج الشيخ المفيد والسيد المرتضى والشيخ الطوسي والعلامة الحلي وصاحب الجواهر والشيخ الأعظم والسيد الخميني والسيد الخوئي والسيد الصدر «قدس الله اسرارهم»، فهل وجدنا من هؤلاء الأعاظم من ألغى الروايات؟!
 المنتج الذي أنتج لنا نتاجاً معرفياً على ضوء روايات أهل البيت، وممزوجة بالمرتكزات العقلائية كما في كتاب اقتصادنا للشهيد الصدر المستقى من الثروة المعرفية لتراث أهل البيت، فيتبين لنا من هو المنتج ومن هو الهادم، فليست القوة والإبداع في الهدم، بل هي في الإنتاج والبناء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مراجعة لكتاب د. محمد مجتهد شبستري "نقد القراءة الرسمية للدين"

مراجعة لكتاب د. محمد مجتهد شبستري "نقد القراءة الرسمية للدين" أبو محمد – مراجعة كتاب – 17 مارس 2020 في البداية يجب ع...