أبو محمد ملف19 أكتوبر 2018
في الجزء الثالث نواصل طرح بعض مسببات الإلحاد وما هي هذه
المسببات، فتشخيصها بدقة مقدمة للوقاية والعلاج لهذه الظاهرة.
يذكر (الشيخ
حسن الصفار ) أن توجهات الإلحاد جاءت نتيجة ورد فعل على التشدد الديني، ويؤكد
الصفار أن هناك "تيارات تثير الشكوك والشبهات حول الهوية والانتماء الديني،
لكي يعيش الشباب حالة من الضياع والتشتت الفكري، وفقدان بوصلة القيم والمبادئ، بما
يقود إلى الإلحاد والتنكّر للدين".
ويعيد ليؤكد الصفار
رايه حول اثارة الشبهات والتساؤلات بالقول "إنه لا مشكلة في طرح التساؤلات
والنقد لأفكار وتشريعات دينية، فالدين يدعو إلى التفكير، وإثارة العقل في الإطار
المنهجي الموضوعي، ليصل الإنسان إلى الاقتناع والاطمئنان بعقيدته عن معرفة ووعي"،
ويبين الصفار انه "لا غضاضة في الاعتراض على ممارسات المؤسسات الدينية، وواقع
المتديّنين، فهي تعبّر عن حالتها البشرية، التي قد يشوبها النقص والخلل، ولا يمكن
لها ادّعاء العصمة والكمال"، وأنها يجب أن "تستقبل برحابة صدر، وأن ترتقي
بالجهات الدينية إلى مستوى التحدّي".
فيما يذهب (الشيخ حسن العالي) أن أحد أسباب الإلحاد هو "موضوع الفتنة أي ما يفتتن به الإنسان
فيسبب له انعطاف عّن الحق قد يكون جماعي أو شخصي وأخطرها شبهات المعرفة والعقيدة،
حيث يقول الامام علي (ع) (إنما بدء وقوع الفتن أهواء تتبع وأحكام تبتدع) إذا كان
أساس الإنسان هوى وبدع سينشأ الإلحاد". ويبين العالي ان للفتنة جانب أخر مضيء
حيث يقول "الفتنة لها جانب مضي مثل أن يكون لرد الشبهة معرفة بالبراهين وزيادة
التدين، يقول الامام علي (ع) (لا تخشوا الفتن فإن فيها البصائر) وذلك بشرط الرجوع
للمصادر الحقيقية للعلم والتعلم".
وبشأن أسباب الإلحاد
يعدد (الشيخ بشار العالي) بالقول بعضها يعود "لضعف الثقافة والوعي الديني،
وضعف التربية الدينية في البيوت، وسائل التواصل الاجتماعي سلاح ذي حدين، الضعف
النفسي والاحباط"، ليعيد التأكيد أن "ديننا الإسلامي دين قوي لدرجة
تقينا خطر الوقوع في مثل هذه الشبهات، في ظل توفر الاستدلالات التي تخاطب العقل".
وبشأن التعامل
مع الملحدين قال "أنا أدعو لفتح حوارات عصرية وشجاعة معهم، بحيث يتواجد رجل
دين بمعية المتأثرين بالإلحاد أو حتى الملحدين، ديننا دين قوي، وعلينا ألا نخشى
المواجهة الفكرية المباشرة، وخصوصاً أن الإشكالات كافة مردود عليها".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق