عالم الدين والرجوع للآخر
المتخصص الشهيد الصدر والدكتور زكي نجيب محمود مثالاَ
أبومحمد –
5 يناير 2019
حين عزم السيد
الشهيد محمد باقر الصدر "صاحب الفكر الشمولي" على
تأليف كتاب الأسس المنطقية للاستقراء (عام ١٩٦٥) وحين فرغ من مطالعته كل الكتب
العربية والإسلامية في هذا المجال قام بخطوتين:
الأولى: الاستشارة حول آخر الكتب
والنظريات الغربية التي ألفت في جانب الاحتمالات والرياضيات، فكان التواصل بين
المستوى الأول في الحوزة مع كبار الدكاترة في العالم الإسلامي من المتخصصين.
الثانية: خطوة تعلم
الرياضيات حيث كان يذهب يومين في الأسبوع الخميس والجمعة لأساتذة بجامعة بغداد
لتعلم الرياضيات والمعادلات الرياضية.
ففي الخطوة الأولى:
كتب الشهيد محمد باقر الصدر رسالة الى الدكتور المصري/ زكي نجيب محمود يسأله
ويستشيره حول مقترحاته لأفضل الكتب الغربية الخاصة "بحساب الاحتمالات"
ليطلع عليها فأجابه الدكتور/ زكي نجيب محمود بقراءة الفصل الخامس من كتاب
"المعرفة الإنسانية...مداها وحدودها" لبرترندان راسيل.
ومن هذه الخطوة
يتبين أنه ليس هناك ممانعة عند السيد الصدر في سبيل المعرفة والتعلم من التواصل مع
الآخر وهو درس في التواضع للعلم وطلب
العلم وفي سبيل الاطلاع على كتاب برترندان راسيل طلب من دكتور عراقي ترجمة الفصل
الخامس من الكتاب وعند اطلاع الشهيد الصدر على الترجمة التي قام بها
الدكتور العراقي، وجد
مسألة رياضية فيها خطأ فقال من المستبعد ان يخطئ راسيل مثل هذا الخطأ فستدعى
المترجم وبعد الاطلاع قال المترجم صحيح ما ذكرتم لقد اخطأت انا في الترجمة.
الخطوة الثانية: لأجل وقوف الشهيد الصدر على الجانب الرياضي عند نظرية
الاحتمالات اتفق مع بعض الأساتذة في بغداد لتدريسه الرياضيات ومعادلاتها وكان يذهب
للتعلم يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع وبعد فترة قصيرة جداً وصل الى المستوى
العالي في الرياضيات فقال له اساتذته "الآن نعطيك بحسب لغتكم إجازة اجتهاد في
الرياضيّات" جاء هذا التعبير في كتاب محمد باقر الصدر السيرة والمسيرة.
وهذا درس يقدمه الشهيد الصدر لنا في التواضع لطلب العلم والاستفادة من
المتخصص والرجوع اليه وهو مبدا أخلاقي في احترام الآخر علميا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق