الخميس، 28 يونيو 2018

الاخوة كارامزوف/المفتش الكبير (عودة السيد المسيح) دوستويفسكي أرثودكسي الديانة


الاخوة كارامزوف/المفتش الكبير (عودة السيد المسيح) دوستويفسكي أرثودكسي الديانة

بقلم أبومحمد
28/6/2018

اخترت الحديث بشكل مغاير هذه المرة لفهم طرق الإعلام المعارض والمصحح في تلك الفترات من القرون الماضية، لذا اخترت الحديث عن فصل (المفتش الكبير) من رواية الاخوة كارامزوف والذي هو من اهم فصول الرواية لما يحمل من مكنونات ديوستويفسكي الدينية خصوصا.

في القرون الخامس والسادس والسابع عشر انتشرت كتابة الروايات بشكل لافت وهي رسائل إعلامية حاول المفكرون والفلاسفة نقل أراءهم ووجهات نظرهم العلمية والدينية على هيئة روايات وتلك الفترة هي ذروة سيطرة الفتك الكنيسي والديني وانتشار (محاكم التفتيش) التي حرقت واسرفت في القتل خاصة في اسبانيا، هذه الرواية هي كلمة فيدور دوستويفسكي الأخيرة حيث بعدها توفي بأشهر بعد كتابته لها والتي اعتقد انها واقع حياته وواقع حياة شخصيات حقيقة حيث الشخصيات الرئيسية لعائلة كارامزوف متطابقة مع دوستويفسكي:

أ‌- الأب: فيدور كارامزوف: بلا أخلاق وسكير وشهواني وعابث.
ب‌- الكاتب فيدور دوستويفسكي: اسمه الأول متطابق مع اسم الاب وكان كذلك في بعض فترات حياته سكير وشهواني.
ت‌- الابن الأكبر ديمتري: المقامر والعبثي والشهواني وكرهه لوالده، دوستويفسكي كان في بعض فترات حياته (مقامرة،عبث،نساء) وكرهه لوالده.
ث‌- الابن الثاني إيفان: ملحد ومثقف ومفكر، دوستويفسكي كان في بعض فترات حياته (ملحد مفكر ومثقف ومتحفظ وفلسفي ووجداني).
ج‌- الابن الثالث أليوشا: المؤمن الصافي النفس، دوستويفسكي كان في نهاية حياته أقرب للمؤمن صافي النفس وهذه الشخصية أقرب لابنه الذي توفي بالصرع.
ح‌- الابن غير الشرعي للاب سمردياكوف: مصاب بالصرع، دوستويفسكي كان مصاب بالصرع وكذلك ابنه ألكسي.

نقاط حول فصل المفتش الكبير:

1-     يتحدث الفصل عن عودة السيد المسيح "التخيلية" في القرن السادس عشر ميلادي واختار المنطقة في اسبانيا وبالتحديد في مدينة اشبيليا (يوجد في الاناجيل الأربعة إشارات للمجيئ الثاني للسيد المسيح) واختار دوستويفسكي القرن السادس عشر لهذه العودة لهول ما حصل من نزف دماء باسم المسيح وانحراف عن تعاليم المسيح.
2-     كانت الكنيسة الكاثوليكية مسيطرة في اسبانيا واروبا وترتكب جرائم بشعة بحق الأقليات والمخالفين وانتشرت المحارق وقتل العشرات من العلماء والمفكرين بتهمة الهرطقة او الإساءة للسيد المسيح وقتل ما يقارب 8 الى 9 مليون انسان في الحروب الدينية والتي تحولت الى سياسية.
3-     انقسمت الديانة المسيحية الى ثلاثة اقسام رئيسية هم أرثوذكس، كاثوليك، بروتستانت. ويرجع الاختلاف الى التفسير غير الموحد للنصوص غير الواضحة عن السيد المسيح في الأناجيل الــ (4) المختلفة (متى، مرقص، لوقا، يوحنا).
4-     دوستوفيسكي أرثوذكسي الديانة والأرثدوكسية هي الديانة الرسمية في روسيا وأنجيل لوقا ويوحنا الأقرب لهم لذا جاءت كلمات بعض رواياته من هاذين الإنجيلين وحتى قبرة كتب عليه عبارات من انجيل يوحنا.
5-     قصة المفتش الكبير تتحدث باختصار انه في أحد الأيام من الحرق والقتل اليومي للكردينال العجوز امر بحرق مائة انسان وفي تلك الاثناء ظهرت شخصية اتجهت لها جميع القلوب وصاح أحدهم انه المسيح وللتأكد انه هو ذهب اليه ضرير فارجع بصره وذهبت له ام توفيت ابنتها فتحيا بعد تمتمته بكلمات بعد ذلك يظهر الكردينال العجوز وبكلمة واحدة تخضع له الجموع ويأمر باعتقال المسيح وفي الليل يذهب الكردينال الى السيد المسيح في سجنه ويٍسأله: أهذا أنت؟ أنت حقاً؟ وعندما لم يسمع جواباً تابع بسرعة: لا تجب! وما الذي يمكن أن تقوله؟ لماذا أتيت تعيق عملنا؟ والسيد المسيح صامت!
6-     يتحدث الكاردينال عن مسائل ثلاث وهي مأخوذة من (انجيل لوقا) في الاصحاح الرابع وهذه المسائل كانت بين أبليس والسيد المسيح، وهذه الأسئلة الثلاث تشتمل على تاريخ البشرية المقبل في ثلاثية المال، السلطة، قدرة الله "القضاء والقدر"، واذكر هذه الاختبارات الثلاثة باختصار:

أ‌.        (أبليس): قل لهذه الحجارة أن تتحول الى خبز، تهرعُ إليك الإنسانيةُ كقطيع جائع. (المسيح): ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة من الله.
ب‌.    (أبليس): أعطيك السلطة على هذه الممالك كلها وما فيها من عظمة، فإنها قد سُلمت إليّ وأنا أعطيها لمن أشاء. فإن سجدت أمامي تصير كلها لك. (المسيح): للرب إلهك تسجد وإياه وحده تبعد.
ت‌.    (أبليس): القِ نفسك من فوق الجبل، فإنه قد كتب: يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك، فعلى أيديهم يحملونك لئلا تصدم قدمك بحجر؟ (المسيح): لا تُجرب الرب إلهك.

7-     الرسائل التي أراد ايصالها دوستوفيسكي من خلال هذه القصة الخيالية كانت للكنيسة وللناس وهي:

أ‌- ان الكنيسة لا تسير على نهج وعدالة وأسلوب السيد المسيح وأنها حرفت الرسالة الحقيقة للمسيح.
ب‌- أنكم يا جماهير وصلتم لدرجة من الخنوع والاذلال والترويض وتعطيل العقل والقلب بحيث لو امر كاردينال باعتقال المسيح بنفسه امامكم لما عارضه أحد!
ت‌- ان الكنيسة استخدمت أسلوب ابليس في محادثته بالمسيح من استخدام سلاح "الخبز " لجعل الناس كقطيع واستغلال جوعهم وحاجتهم.
ث‌- ان الله يختبر الناس وليس العكس ان الناس تختبر الله في القضاء والقدر، وانه مهما فعلتم فمشيئة الله هي ما ستكون في النهاية وليست ارادتكم.
ج‌- أن المسيح في رجوعه الحقيقي سيرفض اعمال الكنيسة وسيزعزع ايمان الناس المصطنع بالكنيسة وسيذكرهم بكلماته في الانجيل "أريدكم احراراً" وسيقتلع كل الحرية المزيفة والطاعة العمياء التي صنعتها الكنيسة للناس والتي كانت باسم المسيح!
ح‌- توجيه ضربة واهانة للديانة الكاثوليكية بصورة الكاردينال العجوز على لسان ايفان خاصة وان الصراع الديني لم ينتهي بعد الافتراق الأكبر في القرن الرابع ميلادي وبالتحديد 451 م بين الكنسية الشرقية (أرثوذكس) والغربية (كاثوليك) وان الأخيرة انقسمت أيضا في القرن الخامس عشر لتنتج ديانة ثالثة بروتستانتية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مراجعة لكتاب د. محمد مجتهد شبستري "نقد القراءة الرسمية للدين"

مراجعة لكتاب د. محمد مجتهد شبستري "نقد القراءة الرسمية للدين" أبو محمد – مراجعة كتاب – 17 مارس 2020 في البداية يجب ع...