مظلومية الامام عبدالكريم الزنجاني (العالم الذي ضاع بين جهال)
بقلم أبومحمد
23/4/2018
هذا العالم العبقري والفيلسوف والمفكر شيعه حين وفاته عدد لا يتجاوز (17) شخصاً فقط! ودفن
في غرفة رقم (53) بصحن امير المؤمنين وتوفي جراء سوء التغذية.
هناك عدة جهات اشتغلت على اسقاطه عبر الدعاية والاعلام وهم
(المعارضين للوحدة الإسلامية) و (المعارضين لتدريس الفلسفة) و (المعارضين للحراك
والخطاب السياسي) و(الشيوعيون).
- المعارضين
للوحدة الإسلامية: ذكروا انه أقرب للسنة من الشيعة وانه يريد تضييع ثوابت المذهب
وأن عقائده ضعيفة.
- المعارضين
لتدريس الفلسفة: ذكروا انه يريد ان يأتي بأفكار إلحادية غربية الى داخل الحوزة.
- المعارضين
للحراك والخطاب السياسي: يرون انه يجب على عالم الدين في ذلك الوقت ان يبتعد عن
السياسة وعدم الانغماس والمباشرة فيها.
- الشيوعيون:
لأنه انتقد وأعلن موقفه منهم وحرم الانتساب لهم وناقشهم فكريا وانتقد بعض الموضوعات في الاقتصاد
الاشتراكي وغيرها (فاشاعوا عنه انه يشرب الخمر في داخل بيته وانه عميل وجاسوس).
كل هذا التسقيط أدى لأغلاق درسه في الفلسفة ومحاضراته وابتعاد تلامذته عنه.
ترى من هو الامام عبدالكريم الزنجاني الذي ظُلم كل هذا الظلم؟
1- فقيه وفيلسوف
عراقي من أهل النجف الاشرف ( 1968 - 1887).
2- رد وناقش
نظرية (اينشتاين - نظريه النسبية) حيث كان في بداية ظهور هذه النظرية، المجموع الذي يستطيع شرحها في العالم هم تسعة علماء فقط وهو احدهم.
3- ردّ على أسس
النظرية وعلق عليها ثم أرسله للعالم اينشتاين بوساطة العالم الباكستاني "محمد إقبال" ونال استحسانه وثناءه.
4- زار القدس
وخطب فيها ابان وعد بلفور وتأسيس الدولة العبرية وكان لسفره سبب وهو ان علماء
الامامية تحركوا قبل ان يتحرك غيرهم من علماء المذاهب الاخرى لنصرة القضية
الفلسطينية وزار أيضا لبنان والاردن ودمشق وزار القاهرة.
5- زيارة القاهرة إذ أحدثت هذه الزيارة صوتا مدويا ابان حكم الملك فاروق،
والقى خطبته الشهيرة في ذلك المهرجان الازهري انذاك متحدثاً مرتجلاً باسترسال مدهش، كان موضوع محاضرته عن البعد الرابع في نظرية النسبية بين صدر المتأهلين واينشتاين
وابدى رايه فيها و عندما انتهى من محاضرته قام "الدكتور طه حسين" وقبل
يده قائلا (أول يد وآخر يد اقبلها بعد يدي والدي، سمعت محاضرة الإمام الزنجاني فنسيت
نفسي ورأيتني في حياة غير الحياة التي أعهدها وظننت أن ابن سينا حي يخطب ).
6- زياراته لمعظم البلدان العربية وذلك لتوطيد العلاقات والدعوة
للوحدة الإسلامية ولم شمل المسلمين ومد جسور حوزة النجف والازهر الشريف والسعي
لأنشاء المجلس الإسلامي الأعلى للقضاء والتصدي للمؤامرات.
7- في زيارته لفلسطين تم الطلب من الامام الزنجاني من قبل علماء
فلسطين بعدم القدوم وذلك لعدم استقرار وضعها الأمني وازدياد عمليات الاغتيال فرد "نِعم الشهادة" التي تكون في فلسطين ولم يكترث للتحذيرات وذهب وخطب هناك وحذرهم من
وعد فلور وحرم عليهم بيع الأراضي لليهود ودعا لمناصرة الشعب الفلسطيني.
8- تقدم بطلب الى الحكومة العراقية (الملكية) بإعلان الجهاد ضد
الصهاينة عبر السماح وتسهيل ذلك للعراقيين.
9- من تلاميذته السيد الخوئي والشيخ مجتبى اللنكراني.
10- يسكن في بيت ايجار ويعيش في حاله بسيطة جداً وتوفي جراء سوء التغذية وذهب عن الدنيا وهو مديون
بثلاثين دينار وبيع اثاثه وهو جل ما يملكه فكان مجموع قيمه اثاثه عشرة دنانير
آنذاك أي لم يوفي حق دينه حتى.
""الدرس"": ان لا تشارك في إسقاط اي شخص معين؛ فيوم القيامة الله لم يسألك لماذا
لم تسقط فلان وعلان، بل ستسأل لو تبين انك اسقطت فلان وظهر بعد ذلك أنه ليس كذلك
لمجرد سوء فهم فماذا انت فاعل؟!
المصادر:
- مقال فلاسفة منسيون – الشيخ مازن المطوري
- محاضرة للشيخ فوزي آل سيف - الإمام الزنجاني عبقرية مجهولة وعالم ضاع
-كتاب: صفحة من رحلة الإمام الزنجاني وخطبه في الأقطار العربية والعواصم الإسلامية، محمد هادي الدفتر، مطبعة الغري، 1366 هـ 1947 م.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق