الجمعة، 12 أكتوبر 2018

الإلحاد ما قبل وبعد الحداثة



الإلحاد ما قبل وبعد الحداثة

أبو محمد – 12 أكتوبر 2018
الالحاد بمعناه البسيط عدم الاعتقاد او الايمان بوجود إله، الملحدين في الإسلام كانوا يعرفون بالزنادقة مثل ابن أبي العوجاء أبو شاكر الديصاني ومحاوراتهما معروفة مع الامام الصادق (ع).

الالحاد ما قبل وبعد الحداثة:
كانت النواة الأولى للإلحاد التشكيك في الاله وانه ليس هناك خالق، ثم تطور الالحاد مع الحضارة اليونانية حضارة سقراط، ارسطو، أفلاطون في اليونان فبدا يتبلور الالحاد كمدرسة فلسفية وأن قسما من فلاسفة اليونان اختاروا الالحاد وهو انكار وجود الاله وقدموا تنظيرات وادلة على ما يعتقدونه بشأن عدم وجود الاله وقدموا مجموعة من الإشكالات على ما يعتقده غيرهم من الاله الخالق وطرحت نظرية "العدل الإلهي" ومن الفلاسفة الذين نظروا لذلك الفيلسوف المعروف "أبيقور".
الإلحاد بعد الثورة الفرنسية والنهضة الأوربية "عصر التنوير"، جاءت فكرة الحداثة عبر تغيير استراتيجي وهو إزالة وعزل "الاله" من المشهد وجعل مركزية الكون هو “الانسان" بمعنى هو مصدر للحقوق والواجبات والقوانين والتعاليم الخ، بدلا عن الاله ويكون دوره فقط ان تعبده لا أكثر فهو خلقنا فقط ولا يتدخل في حياتنا اليومية.
وقد حافظ الالحاد على الصبغة الفلسفية حتى العصر القريب وانتهى الالحاد الفلسفي مع الحركة الشيوعية بداية القرن العشرين وبدأت النقلة النوعية في الإلحاد مع الاكتشافات والتطور العلمي، فذكروا بأن الدين يؤخر العلم والنهضة وان الدين والعلم "ضدان" لا يمكن ان يجتمعا وحصروا مصدر المعرفة على "التجربة والحس" واخذ اسم الالحاد يسمى "بالإلحاد العلمي".

وبدأت مرحلة هؤلاء تتطور لطرح مسالة التناقض بين الدين والعلم، فلغة الالحاد العلمي بدأت تجذب الكثير لأنها أسهل من لغة الفلسفة، ويتم طرح التشكيكات التي تدخل من كل جانب ومكان عبر شبهات تبتني على نقاط فيزيائية ورياضية وهذه اللغة الكل اليوم يتعامل معها في حياته اليومية، لذا يتصدى للإلحاد العلمي اليوم كبار الشخصيات العلمية مثل العالم المعروف ريتشارد دوكينز الذي قال ان هناك شخصيتين (انهو الإله) الأول: "كارل داروين" بنظريته الذي اخرج الاله من علم الاحياء، والثاني ستيفن هوكينج" الفيزياء وبداية الكون بنظرية الانفجار العظيم" الذي نستطيع ان نفهم بداية الكون ونهايته ولا نحتاج لفكرة الاله.

اليوم نحن نواجه الإلحاد العلمي لذلك تسمعهم يقولون إن العلم شيء والدين شيء اخر.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مراجعة لكتاب د. محمد مجتهد شبستري "نقد القراءة الرسمية للدين"

مراجعة لكتاب د. محمد مجتهد شبستري "نقد القراءة الرسمية للدين" أبو محمد – مراجعة كتاب – 17 مارس 2020 في البداية يجب ع...