أبو محمد – 15 يناير 2020- تغطية للمحاضرة والحوار المفتوح حول (الحراك الفكري المعاصر ...أسبابه ونتائجه) للشيخ أحمد سلمان – مكتبة الغدير سند بالبحرين
أقامت مكتبة الغدير الإسلامية بقرية سند محاضرة
بعنوان " الحراك الفكري المعاصر ...أسبابه ونتائجه" ليلة السبت الموافق 10
يناير 2020 بمشاركة عالم الدين والباحث الضيف من السعودية (الشيخ أحمد سلمان) حيث قدم
سماحته عرض مفصل لدور الحراك الفكري المعاصر واسبابه ونتائجه ومن ثم أجاب على
الأسئلة التي اثارتها مقدمته وعنوان محاضرته واليكم تغطية اللقاء كاملا.
الحراك الفكري أسبابه ونتائجه:
طبيعة المجتمعات البشرية وطبيعة الانسان انه يعيش تحولات
مختلفة، فكل هذا العالم يتغير ويتبدل باستمرار وهذا الانسان هو رائد هذا التغيير
وهذا امر طبيعي في الانسان، الان وانت جالس في هذه القاعة الخلايا تتغير والاعصاب
تتغير وكل شيء فيك يتغير فمن الطبيعي ان الفكر أيضا يتغير لذلك السؤال عن سبب وجود هذا الحراك الفكري هو
سؤال خاطئ لان الحالة الطبيعية هو وجود عملية تغيير في الأفكار
ووجود حالة تغيير مستمر ودائمة في كل شيء، الحالة الغير طبيعية هي حالة
الجمود فالمفترض ان نقول ان الحالة السابقة التي كان فيها مجتمعنا هي حالة غير
صحية والحالة التي نعيشها اليوم هي الحالة الصحية لان الحراك الفكري يساوي الاثراء
والنماء وقوة في الأفكار، في السابق كانت الأفكار تتوارث وتنتقل من الإباء الى
الأبناء كما تنتقل الأموال والعقارات والاملاك، فالان "لا" أصبحت
الأفكار يتملكها الانسان بناء على الدليل والبرهان وهذا هو الحراك الصحي وهناك أسباب
لهذا الحراك:
السبب الأول: هو ان طبيعة المجتمعات البشرية تأبى الجمود وطبيعة هذه
المجتمعات التغيير والتجدد لدخول هذه الأفكار الجديدة في مجتمعنا وهذا أمر طبيعي
جدا بل هذا هو الأصح.
السبب الثاني: هو الوضع العالمي والإقليمي فإذا ننظر إلى أحدث النظريات
التي تحكم العالم في الجانب السياسي فلا يمكن أن نتجاوز الولايات المتحدة
الأمريكية في هذا البلد منظرو السياسة يتبنون نظرية اسمها "صدام الحضارات"
وهي نظرية صاغها السياسي والمفكر الأمريكي صامويل هنتنجتون وإن كان المعلن هو "حوار
الحضارات وتلاقح الحضارات وتكامل الحضارات" لكن الذي يجري على الأرض فعلا هو
صدام الحضارات فما هو المقصود بصدام الحضارات؟ يقول صامويل هنتنجتون ان مآل الحالة
الموجودة الان في العالم هو حصول صدام ولكن هذا الصدام ليس كصدام بالأسلحة الحرب
العالمية الأولى والثانية وليس كصدام تجاري أو اقتصادي بل الصدام الحقيقي هو صدام
الحضارات؛ فمن هي الحضارة التي ستطغى؟ والتي ستسيطر؟ فهو يعتبر أن الهيمنة الحقيقية
على العالم لا تكمن في الجانب العسكري او الاقتصادي او التوسعي أنما كل هذه الأمور
تابعة للهيمنة الثقافية، فمن يملك عقول الناس وثقافة الناس ويستطيع التصرف فيها هو
الذي يملك العالم.
لذلك هو يقول ان الحضارة الغربية امام حضارتين قويتين
منافستين وهما(الحضارة الصينية) غول اقتصادي و تجاري و(الحضارة الإسلامية)، لكي
نتجنب هذا الصدام الحتمي ماذا علينا أن نفعل قال دورنا نحن ان نصدر حضارتنا ونقوم "بتذويب
الحضارة الإسلامية" بمعنى أن يقوم المسلم بتبني هذه الثقافة الغربية بكافة
معطياتها بدءا من القضايا البسيطة كقضية اللباس ماذا تلبس هل تلبس لبس وفقا
لحضارتك وثقافتك او تلبس لبس وفقا للحضارة والثقافة الغربية المتمثلة في الموضة
العالمية وأيضا مرورا بقضية الاكل وصولا إلى رؤيتك الكونية والتي تشمل قضية الدين؛
من هنا هذه الدولة العظيمة والكبيرة سخرت كل إمكانياتها وقوتها الإعلامية في هذا
الجانب وهو جانب "ضرب الحضارة والثقافة الإسلامية بكافة جوانبها وإحلال الحضارة
الغربية محلها" ولذلك هذا العالم الذي نشاهده الان يدور حول هذه الدائرة وهي
دائرة ضرب الثقافة الإسلامية وتشييد الثقافة الغربية ولذلك نشاهد نتيجة طبيعة لهذه
الهيمنة الإعلامية ان الانسان المتابع لهذا الاعلام يتأثر والشباب هم ضحية هذا
الاعلام بسبب عدم وجود "اعلام بديل"، فانت الان سجين برامج، مواقع،
وسائل تواصل كلها تدار من نفس الجهة، فطبيعي جدا انه يوميا تضخ ألاف المعلومات
التي تجذبك نحو الثقافة الغربية بكافة تفاصيلها وهنا تبدا المشكلة.
شاب تربى في ثقافة إسلامية وهذه الثقافة رضعها في لبن
امه وثقافة أخرى يراها في الاعلام ووسائل التواصل بل يراها على الواقع انها هي
الأفضل والاقوى وهي المهيمنة والمسيطرة على العالم فيقع في هذه الازدواجية وهذه
الجدلية وهي أيهما الأفضل هذه الثقافة او هذه الثقافة، فتبدا هذه الأسئلة التي عند
الشباب مثل ماذا قدم لنا الإسلام؟ فقط صراعات والغرب ماذا قدم لنا؟ قدم لنا هذه
الانارة التي لولاها لكنا على الشموع! قدم لنا هذا المكيف وقدم لنا كل الاجهزة
الالكترونيات والكهربائية ولم يبقي شيء! فنحن "عالة" على الحضارة
الغربية بما انها هي تقدم ونحن لا نقدم شيء، إذا هذه الثقافة هي الثقافة التي يجب
ان تتبنى في هذا الزمن فتبدا لديه حالة صدام وتبدا الأسئلة، وهذه حالة طبيعية
يعيشها الشاب والتي هي الان يصطلح عليها (بالصدمة الحضارية) فالشاب يتربى في هذا
المجتمع فيكبر فيجد ان المسلمين في ركب الحضارة ويجد الحضارة العالمية وليس فقط
الغربية متقدمة لاسيما الحضارة الغربية التي تصدر لنا كل شيء! فينصدم فيقول على أي
أساس نحن حضارة أصلا! والحال اننا عالة
عليهم في كل شيء فيبدأ يسحب الأسئلة في هذه المسالة الى ان يصل الى وجود الله
والانبياء والى القران والى الاحكام الشرعية فتبدا هذه المسالة تزيد وتنقص واغلب
الشباب منشأ هذه القضايا الفكرية والاسئلة الفكرية المعاصرة الموجودة عنده أتت من حالة
(الصدمة الحضارية) الموجودة عندنا وهذه من اهم الأسباب.
هل مثل هذه القضية نحتاج ان نخاف منها او
لا؟
هذه المسالة فيها جانب إيجابي وجانب سلبي:
الجانب الايجابي:
الجانب الإيجابي هو ما ذكرناه في المقدمة وهي ان طبيعة
المجتمعات انها تعيش هذه الحالة وبالتالي وجود حالة الجدلية وحالة الاصطدام بين
الثقافتين عادة تكون مثرية للساحة، حتى التشيع ما الذي جعل التشيع قويا في بنيته؟!
بالصدام، الطبقة الأولى من علماء الشيعة اصطدموا بالمعتزلة فكان الشيعة يتحدثون
والمعتزلة يشكلون فيرد الشيعة فيصبح بناء محكم فلذلك نرى ما كتبه الشيخ المفيد
والشريف المرتضى والشيخ الطوسي بناء محكم جدا لماذا؟ لأنهم اصطدموا بعتات في حين
لو نشاهد كتابات المدرسة القميه في ذلك الزمن ما كانت كتابات قوية وليست بقوة
الكتابات الموجودة في المدرسة البغدادية لماذا لان المدرسة البغدادية يحصل فيها
هذا الصدام الفكري الذي قوى واثرى الساحة العلمية والمدرسة القميه كانت مدرسة
شيعية بحته فما كان فيها هذا الاصطدام لذلك كانت مدرسة أضعف من المدرسة البغدادية.
ونفس الشيء في الوسط الإسلامي فلماذا الفخر الرازي يعتبر
ذو قيمة هل لقيمة آرائه؟ بل لأنه قدم مجموعة كبيرة من التشكيكات والتي استوجب الرد
عليها من العلماء والفلاسفة بحيث تقدمت الفلسفة خطوات للأمام فحالة الحراك الفكري
أو الاصطدام الفكري فيه جانب إيجابي كبير ويثري الساحة ويقوي البنية الفكرية
والعقدية للمسلمين، نحن لولا الحراك والمد الشيوعي الذي حصل في منتصف القرن
العشرين لما كان عندنا كتاب فلسفتنا وكتاب أصول الفلسفة والمنهج الواقعي ولولا هذا
المد لما كان الشهيد مطهري أمدنا بهذا الكم الهائل من المحاضرات وصاغها بصورة حديثة
فهذا الحراك هو الذي دفع نحو الإنتاج.
الحراك الذي نعيشه اليوم في مجتمعاتنا نتاجه سيكون في
الجانب العلمي انتاج جيد سترون انه ستكتب كتب كثيرة وستلقى محاضرات كثيرة في هذا
الجانب من شانها ان تثري الساحة وثانيا الشباب سيكونون أكثر تدينا من قبل لماذا؟ لان
هذا الحراك سيولد طبقة شبابية تدينهم نشأ على دليل وبرهان وبناء فكري كامل وبالتي
سيكون هذا الجيل افضل بكثير من الأجيال السابقة في هذا الجانب وهذا جانب إيجابي
جدا.
الجانب السلبي:
وهو عدم مواكبة هذا الحراك، قلنا الحراك حالة طبيعية
فاذا جاء مجتمع من المجتمعات فيقول أنى لا اريد ان اتغير وأريد ان أبقى كما انا
وعلى ما جاء به الاباء والاجداد وسابقي المساجد كما هي والحسينيات كما هي وخطاب
المنبر كما هو والكتب كما هي والنشاط الديني في المجتمع كما هو بدون تغيير فهذا
خطر ليس فقط على الشباب الذين يعيشون حالة الحراك بل على المجتمع كله!
لان المجتمعات الجامدة تموت، فمعنى الحياة هو التغيير
والتجديد فبمجرد المجتمع يقول لا اريد التغيير فهذا يعني الموت!
وامير المؤمنين (ع) أشار الى هذا الجانب "من استوى
يوماه فهو مغبون، ومن كان اخر يوميه شرهما فهو ملعون" فهنا يشار الى ان حالة
التغيير مستمرة وانت اذا لم تتغير الى الأفضل فقطعا ستتغير الى الأسوأ فحالة
الثبات غير موجودة، وهذا الدعاء الذي يقوله اجدادنا "الله لا يغير
علينا" ليس بصحيح لأنه مخالف للسنن الإلهية فالتغير حتمي لذلك يجب ان تسعى
بان يكون هذا (التغير إيجابيا) واذا لم يكن إيجابيا قطعا سيكون تغييرا سلبيا.
المجتمع لابد ان يعي هذا الامر ان هناك حراك فكري وان
الشباب لديهم أسئلة واسئلة ملحه واسئلة تحتاج الى أجوبة في أقرب وقت فهذا المجتمع
عليه ان يوفر الأجوبة بالآليات التي تستعمل في هذا الزمن، فلا يكفي القراءة من على
المنبر وكلمة بعد الصلاة في المسجد فالان الزمن يتطور فعندنا آليات كثيرة ويكفيك
انه عندنا عالم جديد وهو العالم الافتراضي والذي هو الان اليوم تأثيره على الناس
اكثر من العالم الحقيقي!
فلذلك في كل المجالات: الاجتماعي والاقتصادي والسياسي
والفكري تكون في العالم الافتراضي اقوى! وعندنا الموجودين لو نسألهم الان الكتب
تقارئونها ورقية او pdf او كتاب مسموع فترى الأكثر هو الكتاب
المسموع فأصبح العالم الافتراضي هو الأهم، لذلك المجتمع ومؤسسات المجتمع لابد ان
تتحمل هذه المسئولية وان تكون هي الراعية لهذا الحراك ولا تتخوف منه!
الان بعض الشباب إذا قلت له لماذا انت لا تسأل؟
يقولك نخاف!
بعض المصطلحات لو تذكرها في بعض المجتمعات المتدينة
مباشرة انت كافر! ومرتد ومشرك! في بعض الأماكن تطرح هذه القضايا الفكرية وتناقشها
مجرد ان اذهب الى هذا المكان تصبح مرتد! والمفروض انه كمجتمع متدين هو يرعى هذا
الحراك الفكري لا ينتظر انه جهات أخرى غير متدينة تصبح هي راعية لهذا الحراك فيحصل
ما لا يحمد عقباه! فدور المجتمع ان يتصدى لهذا الامر وان يكون هو الراعي لهذا
الحراك الفكري وان يؤسس للشباب فضاء حرا يتيح لهم ان يعبروا بما شاءوا ويطرحوا ما
شاءوا وان يعتقدوا بما شاءوا فالباب الحر عادة هو الذي يولد الابداع ويحل المشاكل،
واما الطريقة القديمة ممنوع وهذا امر سيئ وأنك إذا كنت تعتقد بهذا الشيء فلا اراك
ولا تراني فهذا امر غير صحيح وغير صحي وله ارتدادات كبيرة جداً.
فقرة الأسئلة:
س١: هل من نماذج لهذا الحراك الفكري الذي
ذكرتموه؟
الان مثلا الصراع الالحادي/الايماني هذا الصراع قضية في
كل العالم تطرح وفي العالم الغربي قضية تطرح في الجامعات وكتب تؤلف في هذا الجانب
وهناك مناظرات عالمية وهناك حضور بالألاف وبعضها بعشرات الالاف وتكون بين عراب
الايمان وعراب الالحاد وكل يدلي بدلوه والناس احرار بان يعتقدوا بما شاءوا، العالم
اليوم فيه حراك سريع جدا فالان من بعد احداث 11 سبتمبر 2001 الى يومنا هذا الفت في الغرب مئات الكتب
حول الإسلام ونقد الإسلام ولعل ما اؤلف في هذ الفترة فقط اكثر مما كتب في التاريخ
الغربي عن نقد الإسلام و لكن اين نحن من هذا الحراك؟!
س٢:هل نحن نعاني من ازمة مناهج ام مشاريع فكرية
ام الاثنين معا؟
نحن نعيش اكثر من ازمة، فالازمة الأولى ازمة منهج لانه
الى هذه اللحظة لا توجد صورة واضحة لكيفية بناء الشاب المثقف المحصن، فلو تسأل شخص
وتطلب منه ان يعطيك منهج دراسي متكامل لبناء شخصية مثقفة فستجد ان الجواب على هذا
السؤال من اصعب الأسئلة لماذا؟ لانه لا يوجد الى الان تصور واضح، فلو اخدنا مثلا
المسار الحوزوي المعروف تدرس المواد والعلوم وتدرس في العقائد مثل عقائد الامامية
في الباب الحادي عشر والتجريد الذي الان قل ما يدرس هذا الكتاب ولكن من درس هذه
الكتب الثلاثة يعتبر ذو حض عظيم! فهل هذه الكتب تغطي ما يطرح اليوم من إشكالات؟!
لذلك الحوزة ولد فيها مخاض نتج عنه علم جديد اسمه
"علم الكلام الجديد" في مقابل علم الكلام القديم وهذا اعتراف ان المناهج
القديمة لا تغطي ما يطرح اليوم فهذه ازمة أولى.
الازمة الثانية: وهي المشاريع الفكرية وقبل ذلك لدينا
مشكلة اللغة! هل عندنا لغة مناسبة يمكن ان نخاطب بها القاعدة الشعبية لاسيما
الشباب؟! فالحوزة لها لغتها الخاصة وكل علم له لغته الخاصة ولكن هل اللغة الحوزية
هذه لو طرحتها على الشاب يقبلها؟! فما هي اللغة المناسبة التي يمكن ان تعيد صياغة
المناهج الحوزية لكي تقبل وهذا كان عمل الشهيد مطهري فهو قام بصياغة المطالب
الحوزية بلغة أكاديمية فوجد تقبل كبير وغيره طرحها بلغة الحوزة ولعله أفضل منه
ولكن ما وجد قبول، وبعد اللغة لدينا (ازمة المشروع) فهل سنبقى على طريقة التدرسي
التقليدي ام لا؟
فيجب ان نخوض في الوسائل الحديثة ووسائل تتعتمد على هذا الزمن، فالان مقطع بسيط في الانستغرام بدقيقة واحدة سعة الانتشار تصل الى ملايين يمكن ان يؤثر اكثر من الساعات الطويلة التي قدمها ذاك الخطيب او قرئها من ذاك الكتاب! ولذلك نحتاج الى مشروع واضح في معرفة الأدوات التي ينبغي لنا استخدامها في إدارة هذا الحراك وهذه نماذج.
فيجب ان نخوض في الوسائل الحديثة ووسائل تتعتمد على هذا الزمن، فالان مقطع بسيط في الانستغرام بدقيقة واحدة سعة الانتشار تصل الى ملايين يمكن ان يؤثر اكثر من الساعات الطويلة التي قدمها ذاك الخطيب او قرئها من ذاك الكتاب! ولذلك نحتاج الى مشروع واضح في معرفة الأدوات التي ينبغي لنا استخدامها في إدارة هذا الحراك وهذه نماذج.
س٣: أليس من المفترض ان تكون الحوزة منفتحة على
الاخرين ومنفتحة على المجتمع لتواكب العصر؟! أليس نحن أكثر الناس من يحضر لسماع
المحاضرات من على المنبر ولكن لا ينعكس إيجابا على المجتمع والطائفة؟ وهناك نماذج يمكن الاشادة بها مثل الداعية احمد ديدات وذاكر نايك وغيره كيف يؤثر على الاخرين حتى من الطوائف
الأخرى.
المقارنة غير سليمة لسبب لان الأسماء التي ذكرتها
الوسادة ثنيت لهم لسبب وكان عندهم قبول في كل مكان ودعمتهم دول فمثلا هذا الذي
ذكرته نايك لما طلع من الهند هناك اكثر من دولة استقبلته رغم انه متهم بالإرهاب في
الهند! في المقابل العكس انت مضيق عليك كثير
لأسباب فانت لو تسافر من بلد الى بلد بالعمامة قد يرجعونك من المطار فنحن
ما اعطينا هذه الفرصة فحن لا ننكر وجود تقصير منا فكلامي حول المقارنة غير صحيحة
وقياس مع الفارق، فنحن لم تعطى لنا هذه الفرصة التي أعطيت لهؤلاء واعطيك مثال:
انا كنت قبل أسبوع في تونس وكان لي تسجيل لمقابلة في
قناة رسمية تونسية وهي القناة التاسعة في حوار لمدة ساعة ولعل بعض الاخوة شاهدوة،
انتهى الحوار فرفعت قضية على القناة ومحضر القضية موجود لدي والى اليوم طالبوا
القناة بعدم بث الحلقة والقناة الحمد الله بثتها فرفعوا قضية على القناة وعلى مذيع
القناة عجيبة هذه المسالة والسبب اعجب! فهناك فرق بيننا وبينهم للأسف الشديد لم
تعطى لنا مساحة الحرية التي أعطيت لغيرنا.
ناتي الى الحوزة نعم الحوزة تحتاج الى تغيير وإصلاح
وموجود هذا الامر، فالان هناك في الحوزة حراك في كيفية تأسيس المبلغ الذي يمكن ان
يقدم مادة تناسب وتواكب هذا العصر فمثلا في حوزة قم اصبح عندهم ابتعاث خارجي فبعض
مراجع قم يبتعثون طلاب العلم الى بعض الدول الأوروبية ويدخلون جامعات اللاهوت
ويحتكون بالأديان والمذاهب الأخرى وأيضا في النجف قبل فترة كانت ستأسس مدرسة علم
الكلام الجديد فهناك موجود مشاريع من هذا النوع ونعم لازالت في بداياتها صحيح ولكن
هذا الامر له أسبابه الأخرى فمثلا حوزة النجف تنفست الحرية مند 17 سنة فقط وهذه
مدة جدا قصيرة وانت تتحدث عن حواضر علمية اصبح لها اكثر من 300 سنة متواصلة وإلا
النجف مثلا قبل 70 سنة كانت منفتحة وكان ياتيها من الازهر وأماكن أخرى وألفت كتب
مثل مع رجال الفكر والادب في القاهرة وكانت هذا الحالة موجودة ولكن الأوضاع
السياسية اثرت، نعم لازلنا متأخرين ونحتاج مزيد من العمل والتقدم واتفق معك في هذا
الجانب.
س٤: المطالبة بعلم الكلام الجديد سواء في بعدها
الفلسفي او الفكري يطرح إشكالية وهي ان ما يقدمه الدين في النهاية هو إعادة
صياغة وانتاج للتراث نفسه ولكن بلغة جديدة ومفردات جديدة بينما في الجانب الاخر
ممن يتحدثون عن علم الكلام الجديد يتحدثون عن أطروحة قد تكون بكر ومن انتاجهم فكيف
نعالج هذه الإشكالية؟
لو جئنا من زاوية الثابت والمتغير هذا الطرف الثاني الذي
يطرح هذا الاشكال يؤمن بوجود ثوابت؟ او يعتقد ان كل شيء متغير؟! هذا أولا فاذا يؤمن بوجود الثابت فالثابت قد يكون قضية عقلية وقد يكون امر نقلي تراثي ففي
البداية انا وانت نتفق بوجود الثابت ولكن نختلف فيما هو الثابت، نعم إذا اردت
مناقشتي تعال وناقشني في انه لماذا اعتبر هذا الشيء من الثوابت وليس من المتغيرات
وانا من حقي ان اسالك هذا لماذا تعتقد هذا الشيء من الثوابت؟!
وإلا لا توجد عقيدة او أيدلوجية في العالم الا ولها
ثوابت، فالآن انت تأتي الى الليبرالي الذي يدعو الى التحرر من سلطة النص وغيرها
ونفس مفهوم الحرية عنده ثابت ام متغير؟ ثابت وتجعله غير قابل للمساس لماذا تجعل
لنفسك الحق بان تكون هناك ثوابت وتمنعني ان اقترب منك وترفض حتى الإله لانه يضع
حدود لهذه الحرية! هنا تجعل لنفسك هذه المساحة من الثابت ولا تجعل لي أي مساحة لاي
ثابت بل تريدني ان اترك كل ثوابتي وابني على ثوابتك؟! هذه إعادة تدوير للعبة!
من البداية نحتاج للبحث في نظرية المعرفة بحث أبستمولوجي فالفكر البشري والمعرفة البشرية تبنى على ماذا؟ نرجع الى ثوابت المعرفة البشرية ونثبت انا الأمور التي نعتقد انها من الثوابت ثبوتها مبني على كونها من منتجات ثوابت المعرفة البشرية فنحن بهذا عندما نقول هذا ثوابت ليس لمجرد ارتباط تاريخي وتقيد تاريخي بهذا النص لا، فله مبرراته العقلية ولكن انت عندما ناتي الى ثوابتك هناك يأتي الكلام.
من البداية نحتاج للبحث في نظرية المعرفة بحث أبستمولوجي فالفكر البشري والمعرفة البشرية تبنى على ماذا؟ نرجع الى ثوابت المعرفة البشرية ونثبت انا الأمور التي نعتقد انها من الثوابت ثبوتها مبني على كونها من منتجات ثوابت المعرفة البشرية فنحن بهذا عندما نقول هذا ثوابت ليس لمجرد ارتباط تاريخي وتقيد تاريخي بهذا النص لا، فله مبرراته العقلية ولكن انت عندما ناتي الى ثوابتك هناك يأتي الكلام.
س٥: ما هي المقاييس التي نضعها من اجل تقييم
حراكنا الفكري وعلى أساسه نخلق تطويرا له؟
الحراك الفكري على قسمين:
تارة يكون حراك فكري بريء، فكرة وصلت للشباب وتداولوها
ولديهم أسئلة اثباتا ونفيا وغيرها وهذا الحراك هو الذي يثري الوجود.
وتاره يكون هناك حراك فكري غير بريء: وهو الحراك الذي
يستبطن مشروعا، شخص لديه مشروع فيغلف هذا المشروع بقضية فكرية فتكون هناك دعوة
لهذه الفكرة ولكن هذه الدعوة تستبطن مشروعا ومآل هذا المشروع هو لضرب الثواب
الدينية والمذهبية هذا الحراك خطر على المجتمع لماذا؟ لان مثل هذه المشاريع الذي يدعوا الى هذا المشروع لا يكون الدافع عنده هو الاقتناع الذاتي بل يكون اما المادة واما
سلطة من شغله ووضعه في هذا المنصب فمثل هذا الحراك خطير لأنه مهما جئته بالأدلة
والبراهين لم يقتنع لان القضية أصبحت ماذا؟ وظيفة ويسترزق منه، فالامر الأول الذي
نقيم فيه أي مشروع هو هذا: هل هذا مشروع برئ؟ وليد الساعة وليد فكرة مطروحة في
الساحة الان ام هو مشروع موجه من جهات لها أغراض ونوايا خبيثة. فلا يمكن ان تقيم
أي مشروع وتضع استراتيجية التعامل مع هذا المشروع ما لم تنتهي من هذه القضية أولا.
س٦: ما هي آليات الحراك الفكري المحصن للشباب لكي
لا يذهبون بعيدا وهل هناك مشروع فكري يمكن الاستفادة منه؟
المجتمع يحتاج الى قبله الحياة لماذا؟ لان هذا التحفظ هو
سبب المشكلة فالمشكلة أصلا موجودة عندنا في خوف المجتمع وتوجس المجتمع من الحراك
الفكري، فالحراك الفكري يبدا بمجموعة أسئلة عند الشاب والشباب يبحث في المجتمع فلا
يجد أجوبة ولا يجد من يجيبه ويحتوية فيبحث عن الأجوبة في مواقع أخرى وهنا تبدا
المشكلة، فعندما يذهب الشاب للبحث عن الأجوبة في جهات أخرى ويتلقى أجوبة من مصادر
غير مأمونه وموثوقة فتبدا عملية التغير في تفكيره ولكن لو كان المجتمع حاضرا ويرعى
هذا الحراك ويحتوي هذا الشباب ويوفر للشباب فضاءات حره للتعبير ولإظهار ما عندهم
من أفكار لكان الوضع مختلف.
ترى دائما نحن العرب في المجتمعات ننتقد الحكومات وانها
حكومات دكتاتورية تمنع من التعبير ونفس هذا المجتمع تجد فيه دكتاتورية اشد من أي
دكتاتورية أخرى فيمنع من التعبير ولا يقبل باي اختلاف راي بسيط ولذلك ترى اغلب
مساجدنا تجد فيها مشاكل من هذا النوع فحتى لو شخص خالفك في مستحب تصبح مشكلة
وتفترق الجماعة ويذهبون للصلاة في مسجد اخر ، فهناك مشكلة في المجتمع فلا يوجد
عنده (ثقافة الاختلاف) ولا توجد عنده فكره ان الاختلاف هي سنة بشرية كونية فالمجتمع
يحتاج صدمة ليستيقظ ويعرف ان هذا العالم تغير
وان الاختلاف امر حتمي وان اغلاق الأبواب الان غير ممكن وانه لابد ان ننزل
للميدان وندخل في هذا الحراك ونحن من نرعى هذا الحراك.
المشاريع توجد مشاريع فكل منطقة لها مشاريعها مثلا
العتبات في العراق لديها مشاريع فكرية في بعض اقسامها ترعى طباعة كتب مهتمة بالشأن
الفكري وتؤسس له فهناك مثلا تصدر مجموعة كتيبات من العتبة بعنوان مفاهيم معاصرة
مثلا العلمانية كتيب والليبرالية كتيب والتعددية الدينية كتيب الخ وأيضا تقوم
بترجمة ما يكتب في الغرب ولدينا في مقابل "الاستشراق"،
"الاستغراب" وهي جهات ترعى وتترجم ما يكتب في الغرب لمعرفة الغرب كيف يفكر.
س٧: كيف نزرع ثقافة الاختلاف في المجتمع؟
فقط نطبق تعاليم اهل البيت (ع) فقط بهذا المقدار كافي،
بيننا كمؤمنين لا يوجد افضل من قاعدة أحمل المؤمن على الصحة وحمل المؤمن على محامل
حسنة واحسان الظن واجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن اثم هذا بيننا، ونحن لا!؛ فأول
شيء النية السيئة والمحمل السيء بعدها اذا جبت أيمان مغلظة ممكن افكر احملك على
محمل حسن فنحن نعيش بخلاف ثقافة اهل البيت (ع)، أيضا مع المذاهب والديانات الأخرى
اهل البيت (ع) رسخوا التعايش السلمي وكيفية التعامل مع الاخرين "خالفوهم بما
يعرفون" ، "دعوا ما ينكرون" ، "عودوا مرضاهم" ،
"احضروا جنائزهم"، فأهل البيت (ع) رسخوا هذا الامر ونحن ابتعدنا
فالمشكلة فينا، مقومات التسامح والتعايش السلمي اهل البيت (ع) هم من نظروا له ولدي
محاضرة مقارنة بين التسامح الديني عند أمير المؤمنين (ع) وبين جون لوك فامير
المؤمنين (ع) رسخ كل هذه المبادئ ونحن ابتعدنا عنها فهذه مشكلة فينا وفقط يكفينا
لإشاعة هذا الجو ان نعود الى تعاليم أهل البيت (ع) وسترون المجتمع يتغير راسا على
عقب.
س٨: لماذا لم نستفيد من تجربة الإسلام الأولى
أيام الرسول (ص) وكيفية التغيير الذي احدثه حيث تعتبر تجربة رائدة؟ وأين مركزية
المسجد في الحراك الفكري الثقافي؟
أولا في حياة الائمة (ع) كان الحراك واضح وصريح سواء من
النبي (ص) والائمة (ع) وحواراتهم مع المخالفين فأئمة اهل البيت من المؤسسين لحوار
الأديان وحوار المذاهب بل مؤسسين لأخلاقيات هذا الحوار والتعايش مع المخالف والا
فالامام في بيته يأتي اليه زنديق (ملحد) فيتغدى معه وبعد ذلك يتحاوروا وينتهوا من
الحوار وكل شخص يذهب في حال سبيله فاين نحن وبين هذه الثقافة؟!
المسجد هو المؤسسة الرسمية في الإسلامية وتسميته بالجامع
فالجامع ليس فقط يجمع الناس بل يجمع أيضا كل ما ينفع الناس فالمفروض المسجد ومنبرة
هو الذي يقود هذا الحراك ويعرض للناس ما يوجد في الساحة ويبين وجهة النظر
الإسلامية ولكن نحن نعامل المسجد اننا نصلي فيه ونستمع لأدعية واذا في حراك فكري
فهو دورة تعليم وضوء وصلاة واكثر من هذا قليل جدا.
س٩: كيف نواجه الغزو التكنلوجي الذي غزى بيوتنا؟
وكيف نسلك بهذا الجيل الى الجانب الإيجابي وبذلك يتطور المجتمع؟
أنا اعتقد وهي تجربة شخصية ان اول طريق للإصلاح هو ربط
الجيل الجديد بالكتاب وان يصبح هذا الجيل محب للقراءة، آليه تحبيبه للقراءة بأمور
كثيرة مثل انشاء نوادي للقراءة ويمكن الاستفادة من اندية القرى فكل قرية تنشى نادي
قراءة وتكون فيها مكتبة بعيدة عن المسجد والحسينية، مكتبة عامة فيها كتب دينية وغير
دينية من كل التوجهات ويكون هناك مجموعة منخرطين فيها وتكون فعالية كل أسبوع او
شهر يختار كتاب يقرا ثم تكون له حلقة نقاش حول هذا الكتاب ويكون اختيار الكتاب بدقة وتكون هناك لجنة تعرف ماذا تختار ويكون لديها هدف واضح من اختيار الكتاب
وبعد فترة على هذا النسق تبدا الحالة الفكرية والوعي يرتفع عند الشاب والشابة
خصوصا اذا المكتبة أسست بطريقة عصرية من تصميم/كوفي شوب وتكنلوجيا وشيء راقي وان
لا يكون مقيد ببرتوكول معين ويكون مستقل وبذلك يتعلق الشاب بالكتاب فالقراءة ادمان
فهو لماذا الان مدمن على هذه الأجهزة؟ اعطيه بديل يدمن عليه ويستمتع بهذا الإدمان وهو الكتاب، انا جربت وعن تجربة ومع أجيال صغيرة وشابة انه بمجرد ان يتعلق بالكتاب
مداركه تتسع وتغيير القراءة من عقل الشاب والطفل فيصبح امام عالم اخر لذيذ ألذ من
عالم اللعب ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها فلو نظرنا للنوابغ في العالم نجد من
عوامل نبوغهم القراءة المبكرة، وأيضا تكون هناك حملة ودعم لتشجيع الشباب سواء عبر
جوائز فانا عملت قبل فترة لترغيب الأطفال للصلاة في المسجد فذكرنا لهم ان الذي
يلتزم بـ30 صلاة مغرب في المسجد متواصلة يأخذ جوال المسجد في اليوم الثاني زحمه!
وأكملوا فلابد من وجود عنصر التحفيز وهو مهم جدا والله ما خلاك تصلي إلا لمن اعطاك
محفزات! وهي لا تكلف شيء يمكن اقل من عشاء ليلة واحدة في مأتم.
س١٠: هل تجدون اننا امام ازمة فهم للانتقاد
والخطاب الديني الذي يحاول الإجابة على الإشكالات العلمية الغربية؟ فحين نلاحظ
مثلا ان الخطاب الديني يتعرض خاصة للقضايا العلمية ومساحة التداخل نجد ان هناك عدم
فهم للآخر والموضوع فتكون الإجابة عليها إجابات (هشة) بسبب عدم الاطلاع فحن امام
ازمة فهم لما يريده الله عزوجل الذي يقول "فبشر عبادي الذين يستمعون القول
فيتبعون أحسنه"؟
ما يطرح في الغرب بعضه (علمي بحت) مثلا ستيفن هوكينغ عالم
فزيائي توصل لعده نتائج لا يمكن لاحد ان يشكك في نتائجه، بخلاف ريتشارد دوكنز الذي
هو عالم احيائي فهو صاحب مشروع وهو يصرح بذلك فهناك فرق.
ما يطرح في الغرب لا يمكن وضعه في سلة واحدة، فكل شخص له
خلفياته وله اما رؤيته او مشروعه بغض النظر عن التسمية فنحن لا يمكن ان ننكر ان
اللحاد المعاصر هو "الحاد علمي" ويعتمد بالدرجة الأولى على النظريات
العلمية هنا نرجع الى سؤال الأخ، هذا الالحاد تراه نبحث نفس النظرية مثلا
"الانفجار العظيم" big bang او مثلا نظرية النشوء والارتقاء وتاره نبحث
ربط هذه النظرية بالدين وهنا امرين مختلفين، فالمشكلة التي تحدث عند البعض وانا
استمع لبعض الخطباء وبدوري أوصل لهم هذه الفكرة وهو "انك كخطيب ليس من شانك
ان تبحث ان هذه النظرية صواب او خطا" بل حتى عرض هذه النظرية ليس من شانك
فإما تقول هذا فهمي او نقلا عن فلان عن هذه النظرية فهذا الخلل الأول.
الخلل الثاني: عند مناقشة تطبيق هذا النظرية واسقاطها
على الدين، الخطا في التطبيق ليس منشاة نفس النظرية منشاة شيء اخر خارج عن العلم
التجريبي وهو ما يعبر عنه "بمنطق البحث العلمي" وهي قضية معرفية أبستمولوجيا
بحته، هل فعلا العلم التجريبي الموجود الان يثبت او ينفي القضايا اللاهوتية؟
المشكلة والخلط الذي يقع ان الصورة ليست واضحة في شان
هذا المتكلم وفي عقله، فيخلط بين اصل النظرية وبين تطبيقها وبين اصل إمكانية
دخولها في هذا الجانب، سبب هذا الامر، الخلل في التاسيس انه من غير الواضح عنده
منطق البحث العلمي الذي يشمل مباحث نظرية المعرفة وثانيا: "تجاوز الحدود" فنظرية
علمية مشكلة فانا ولا مره دائما أسأل من كثير من الشباب عن نظرية داروين صحيحة او لا؟
"لا اعرف" فلست احيائيا نعم تسألني سؤال هل هذه النظرية تنفي وجود الاله
او لا؟ من شانها لو ثبتت ان تنفي وجود الالة او لا؟ انا كرجل دين هذا دوري، اما ان
أثبتها او لا فليس من شأني وأيضا هناك مشكلة أخرى وهي ربط العلم (بنظرية المؤامرة)
وهي قضية ملينه منها، نعم انا مع الرجوع ((لأهل التخصص)).
انا مثلا سأتكلم عن نظرية الانفجار العظيم فانا شخصيا
مهما قرات في كتب الفيزياء فهمي لم يكون سليما لهذه النظرية مثل لو جنابكم لو اخذت
كتاب الكفاية في أصول الفقه تفهم ولكن ليس معلوم ان هذا الفهم فهم سليم نفس الشيء
فانا أرى في هذه الموارد ليس عيبا ان ارجع لمتخصص في هذه الجوانب واتعلم منه وهذا
الذي ينبغي ان يكون في الحوزة.
س١١: هل الخطاب الحوزوي يعاني من نقص علمي؟
كل علم له لغته الخاصة، لا يفهمها الا أهله انت خط
الدكتور ما تفهمه مو لغة الدكتور فالدكتور حين يكتب انت لا تفهم شيء الصيدلي يفهم
لماذا؟ لأنهم تعودوا على هذا الخط خاص ولغة خاصة والدكتور حينما يتكلم ويشرح
الحالة غير لمن يتكلم معك كمريض فتسمعه يقول للدكتور كلام وللمريض كلام لماذا؟ لان
طبيعة كل علم له اصطلاحه الخاص وهذه الحالة الطبيعية، المشكلة حينما تأتي بهذا
الاصطلاح الخاص وتطرحه للإنسان من خارج هذا الفهم فمستحيل يفهم.
س١٢: ألسنا بحاجة اليوم للإنتقال من المشاريع
الفكرية الفردية الى مشاريع المؤسسات ومراكز الدراسات؟ خاصة وانها أحد المشاكل في
تأخرنا فكريا فالمشاريع الفرية بغياب صاحبها تتوقف او تقل وتيرة العمل عليها بعكس
مراكز الدراسات التي تستمر وتبني على ما تتوقف عنده؟ ثم لماذا لا توجد مراكز دراسات
مشتركة إسلامية وفي دائرة أوسع لمواجهة الفكر الغربي وهناك تجربة فردية في الستينات
بين الشهيد الصدر والدكتور زكي نجيب محفوظ؟
نحن أولا نحتاج ان نرمم بيتنا الداخلي، قبل ان نفكر على
المستوى الاوسع فحن لدينا مشاكل داخلية وهذه المشاكل الداخلية هي من اهم المعوقات
التطور النوعي في المجتمع، فلازلنا في انقسامات ومازلنا على مشاكلنا الجزئية الخ.
الى الان ليس لدينا مركز دراسات شيعي محل اجماع! اغلب
مراكز الدراسات تابعة لجهات ففي وسطك الشيعي ليس هناك مركز دراسات يجمع الكل ويكون
مظلة للكل فمن باب الأولى أنك ستعجز عن انشاء مركز دراسات يجمع المسلمين! ومن باب
الأولى انشاء مركز دراسات ادياني! فالمشكلة هي من البداية نحتاج ان نغير تغيير
يبدا من الحالة الاجتماعية العامة، طبعا هناك مراكز دراسات موجودة في العراق وإيران
ولبنان وفي لبنان هناك دار المعارف الحكمية للشيخ شفيق جرادي نشاط جميل وتطبع كتب
باستمرار ويقوم بمحاضرات حتى في الجامعات اللبنانية وغير اللبنانية وهذا هو العمل
الذي يحتاجه هذا الزمن فالمشكلة عندنا في الوسط الخليجي الذي هو فعلا جامد ويحتاج
الى تحريك وهذا التحريك يحتاج ان نتجاوز الكثير من مشاكلنا واخطائنا السابقة التي
ارجعت المجتمع 20 او 30 سنة للوراء.
س١٣: اليس الله في محكم كتابة يدعو للتدبر في
الكون؟ فالعلم طريق للوصول لله وتجربة انتوني فلو في كتابة ليس هناك إله خير شاهد
فما رايك؟
هذا صحيح وسليم ولكن هذا ليس دور رجل الدين هنا يأتي دور
التخصص فرجل الدين قد يكون له دور الموجة لمثل هذه المشاريع ولكن مثل هذه المشاريع
يقوم بها انسان من ذلك الحقل ومن ذلك الفن مثلا يريد ما وصلته له الفيزياء الحديثة
وانها تقود الى الايمان بالله فهو اعلم بالمصادر واعلم بما وصل له العلم واعلم
بلغة ذاك العلم او في الاحياء او غيرها او حتى في العلوم الإنسانية هنا
"نحترم التخصصات"، اذا يكتب رجل الدين في هذا الجانب مهما كان متمكن
يبقى عامي مثل لو يأتي انسان عادي مهما كان قارئ في كتب الفقه وكتب كتاب في الفقه
الاستدلالي سيكون كتاب ضعيف جداً، نفس القضية هنا نحتاج للشباب المؤمن المتخصص ان
ينبري لهذه المشاريع مثلا لما كتب فرانسيس كولينز كتاب "لغة الله" the language of god رجل من قلب التخصص وهو تخصص الجينات والجينوم البشري لما كتب هذا
الكتاب اخرس الجميع لان الجميع يسلم له انه على عرش علم الاحياء وتحديدا فيما
يتعلق بالجينات فكتب واثبت ان هذه الجينات تثبت وجود إله، لكن لو كتب احد اخر
ليس من نفس التخصص فلم تكون له قيمة، فرجال الدين دورهم التوجيه والشباب أصحاب
التخصص هم الذين بيدهم قيادة الدفة.
هل هناك توصيات ونصيحة تقدمها لنا يا شيخ احمد سلمان في نهاية هذا اللقاء الحواري؟:
انا تجولت في البحرين في الأجواء الايمانية بين الشباب
المؤمن، والشباب البحريني واضح انهم جبلوا على الايمان والايمان يجري فيهم مجرى
الدماء في العروق، نعم الواقع يفرض على هؤلاء الشباب ان تكون عندهم أسئلة واسئلة
ملحه جداً.
وصيتي الى الشباب هي ان لا تجعلوا الأسئلة تتراكم ابحثوا
عن جواب لها ولا تقفوا عندها ولا تسكتوا عن السؤال ولو كان سؤال بسيط وصغير جداً.
توصيتي للمجتمع ولأقطاب المجتمع هي احتواء الشباب
والاهتمام بالشباب والاستثمار في بناء الشباب، للأسف نحن نرى اهمال للشباب ولا
أدرى الى متى سيستمر هذا الحال على هذه الصورة، فينبغي الاهتمام بالشباب لاسيما
الجانب الفكري من جه وفي الجانب الأخلاقي السلوكي من جهة أخرى وفي الجانب الحياتي
وهي ان توفر للشاب حياة كريمة وهذه القضايا هي أمور اجتماعية لا تكون إلا بالتكافل
والتعاضد والتكامل الاجتماعي.
"انتهي"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق