الأربعاء، 5 فبراير 2020

مراجعة / ملخص كتاب (إيران من الداخل) للكاتب المصري د. فهمي هويدي



أبومحمد –مراجعة/تلخيص كتاب- 6 فبراير 2020:

كتاب (ايران من الداخل) للكاتب المصري د. فهمي هويدي، كتاب مكون من 420 صفحة صدر في سنة 1987 وهذه الطبعة التي اقرئها هي الرابعة وصدرت في 1991، أسلوب كتابة الكتاب أسلوب صحفي مشوق ومعايش للوقائع بشخصيته وبتواصله المباشر لحظة بلحظة، كان من اول العرب الذي زارو ايران بعد انتصار الثورة وكان في طيارة كويتية هبطت في مطار مهراباد له أربع زيارات لإيران واستغرق كتابة عمل دؤوب لمدة (7 سنوات)، يشير الكاتب في مقدمته الى الضغوط التي يتعرض لها الشخص الذي يكتب بحيادية عن ايران لوجود الحرب العراقية الإيرانية تلك الفترة ووجود جبهتين سوفيتية وامريكية تجعل من الكتابة صعبة، حتى احتاج لتغيير بعض المصطلحات في اشارته بان العراق هو المعتدي حيث قال في الفصل التاسع (أنني لا أقر الذي قامت به العراق في الابتداء (يقصد العدوان). ولم اجهر به الا بعد عدوان العراق على الكويت وتحسن العلاقات العربية الإيرانية.
يشير الكاتب في مقدمته ان التغييرات بعد وفاة الخميني لم تمس الأصول كما حدث للاتحاد السوفيتي ومس العقيدة الشيوعية وتراجع عنها انما فقط مست الفروع في أساليب العمل السياسي وبقت اصول واساسيات الدولة الإسلامية باقية لم تمس او تتغير.

كما أشار الى نقاط عديدة منها:
أ- محاولة الانتقال من مرحلة الثورة الى مرحلة الدولة. (لغة الخطاب السياسي، إلحاق حرس الثورة بوزارة الدفاع واخضاعها للقواعد الانضباطية، ضم لجان الثورة بوزارة الداخلية).
ب- التحول في الأولويات من الثورية والسياسية الى الاقتصادية.
ج- محاولة التعايش والتوافق مع المعادلة الدولية.
د- فك الارتباط بين المرجعية الدينية والسياسية في قم ممثلة في الخميني الى المرجعية السياسية ممثلة في الخامنئي.

وهنا نشير الى (65) نقطة ركز عليها الكاتب في كتابة:
1- الكاتب هويدي، ذهب في اول طائرة لزيارة طهران وكانت في اول شهر من انتصار الثورة لطائرة من الكويت تكفل بمصاريفها السيد المهري.
2- بعد قتل نواب صفوي قضي على حركة فدائيان اسلام وظهرت بعدها (علماء الدين المناضلين / روحانيان مبارز).
3- انقسم العلماء لواجهتين في تلك الفترة هما: ايه الله بهبهاني وهو من جماعة الخميس يعقدون اجتماعهم كل ليلة جمعة في بيته وهم من ذيول النظام الذين حاولوا جذب المؤسسة الدينية الى البلاط بحجة مواجهة الشيوعية، وجماعة الأربعاء وهم جماعة بقيادة ايه الله الطالقاني الذين يرون حركة مصدق والانتخابات الحرة مخرجا للإيرانيين وعليه تنشر فتاوى وكلمات المرجع النائيني الداعية للحكم الدستوري ودعمهم مرجع الطائفة آنذاك السيد البروجوردي ووقف ضد جماعة الخميس.
4- عدد الاستشاريين الأمريكيين في إيران بلغ 40 ألف.
5- بلغت تكاليف احتفال الشاه بمرور 2500 سنة على الملكية في إيران مهرجان باسم برسوبوليس 120 مليون دولار.
6- لكي يضفي الشاه على نفسه الديمقراطية انشا حزبين وهميين باسم (مردم/الشعب) ومليون/الوطنييون) ولكن بعد فترة حلهما وصنع حزب واحد باسم (رستاخيز ملت/ البعث الشعبي).
7- الانفتاح على الغرب لم يقتصر على التسليح والاقتصاد بل على مجمل الحياة فأنشى الشاه في طهران وحدها 86 نادي للاجتماعات الرخيصة، 8 صالونات لعرض البرامج الخليعة، 7 مدارس لتعليم الرقص، 2075 حانة لبيع الخمور، 82 متجر لبيع الخمور الأجنبية الفاخرة، وانتشرت بيوت الدعارة غير المرخصة الى 1876 طبقا لسجلات الشرطة، عدد مدمني الافيون وصل مليون في سنة 1972 تحت اشراف شقيقة الشاه أشرف بهلوي.
8- استبدال التقويم من الهجري الى الشاهنشاهي المجوسي وأصدرت وزارة التعليم العالي أوامر بعدم تسجيل النساء التي يرتدين الشادور في الجامعات.
9- استمرت الحملة على الإسلام من البهائيين والماسونيون واليهود الى تغيير القسم على القران الى أي كتاب سماوي اخر وأجرى التعديلات ضمن تعديلات في حزمة واحدة ومنها ترشيح النساء في سلة واحدة في حركة خبيثة ومكشوفه فاذا عارض الفقهاء هذا التعديل بالقسم على غير القران فان الرفض سيقدم للجماهير ان الفقهاء معارضون لترشيح النساء! وعليه جاء اول بيانات للخميني شديدة اللهجة والمتحدية وجعلت الجماهير تتجه اليه وعليه ألغيت القوانيين بعد عاصفة جماهيرية بالتهديد بالأضراب.
10- الخميني جاء بعد استاذه المرجع عبدالكريم الحائري مؤسس حوزة قم ليأخذ مكانه ضمن مدرسي الحوزة في عمر 27 سنة.
11- أطلق على الخميني لقب محطم الاصنام في بداية حراكه ولم يخاطب الشاه بلقب صاحب الجلالة كما يفعل غيره من الفقهاء.
12- المواجهة المباشرة مع الشاه الخميني بدأت بتحريم الاشتراك في استفتاء الشاه على بنود ثورته البيضاء.
13- مارس 1969 في المدرسة الفيضية وفي مناسبة استشهاد الامام الصادق (ع) قامت قوات الشاه بالهجوم على طلاب العلم وقتل بعضهم ونندد الخميني بتلك الإجراءات وقال ان النظام يفضح نفسه.
14- في محرم بعد حادثة المدرسة الفيضية جاءت فتوى الخميني الشهيرة بتحريم التقية وفي يوم العاشر خطب خطاب ثوري وتحدث لأول مره عن علاقة الشاه بإسرائيل.
15- اعتقل الامام الخميني في 12 محرم ال 15 من خرداد وخرجت المظاهرات وسقط فيها 15 الف مواطن حسب تقديرات الحكومة وقالت الصحف ان الرئيس عبدالناصر هو وراء مظاهرات طهران! وانهم تلقوا ملايين من الخارج لتحريكها.
16- نفي الخميني لخارج إيران وبالتحديد الى تركيا في 4 نوفمبر 1964 بعد خطابه الناري عن قانون حماية الأمريكيين وسماه قانون العار.
17- تشيع ايران رسميا ودستوريا كان من القرن 16 ميلادي في يوم من عام 1501 اعلن الشاه إسماعيل الصفوي بان يصبح المذهب الجعفري المذهب الرسمي لإيران، عصر البويهيين (شيعة زيدية) 10 ميلادي، عصر السلاجقة 11-12 ميلادي وفيه الوزير إبن العلقمي، الصفويين (1722-1501) ، القاجار (1925 – 1795) ، بهلوي (1925 – 1978 ).
18- فتوى تحريم التبغ: المرجع الميرزا محمد حسن الشيرازي في عهد الشاه ناصر الدين، فيعد عدم تنفيذ ناصر الدين ما طلبه منه الشيرازي بإلغاء عقد حصر تجارة التبغ للبريطانيين أعلن فتواه في سنة 1891 (التدخين الان حرام وبمثابة محاربة لأمام الزمان) وفي سنة 1892 تنازل ناصر الدين مرغما وألغى الاتفاقية.
19- المشروطة (3 علماء ايدوا الدستورية) "خراساني/مازانداراني/طهراني" ومن ضمنهم النائيني صاحب كتاب "تنبيه الامة وتنزيه المله" وهو يعتبر وثيقة تعبر عن النظرية السياسية الشيعية، وفي 1906 اعلن الشاه مظفر الدين ايران دولة دستورية لأول مره في تاريخها.
1921 -20رضا خان يقوم بانقلاب ويستولي على السلطة في 1925 وقد تصدى السيد حسن المدرس للسياسة الاستعمارية ولرضا خان الذي ارسل بعض جنوده لقتلة عبر خنقه.
21- برز اسم أبو القاسم الكاشاني ومصدق في فترة الاربعينيات ولكن كاشاني اختلف معه لأنه اتجه نحو العلمانية واتهم كاشاني مصدق بخيانة الاسلام.
22- وضع شريعمداري بعد الثورة رهن الإقامة الجبرية ليس لمعارضته الفكرية والفقهية لولاية الفقيه بل ذلك راجع لعلاقته بمؤامرة استهدفت قتل الامام وقلب نظام الحكم والتي اعترف فيها صادق قطب زاده وزير الخارجية الأسبق وأعدم بسببها في سنة 1983. هناك فقيهين الكلبيكاني والمرعشي النجفي معارضان لولاية الفقيه المطلقة ولكن لم يتخذ بشانهما أي اجراء.
23- كانت هناك خلافات واراء مختلفة لموقع القيادة بعد الامام الخميني ولكن مجلس الخبراء حسم هذا الخلاف ونصب منتظري كنائب للخميني، المرجع صادق روحاني لم يكتم مشاعره وقال بعد تنصيب منتظري "تلك سقيفة جديدة" وقال "ان مجلس الخبراء بقراره تنصيب منتظري، اغتصب حق غيره في خلافة الامام الخميني، كما اغتصب حق الامام علي في خلافة النبي في اجتماع السقيفة".
24- تجمعين في قم ورائهم حكاية: السيد منير نور الدين مدير اكاديمية العلوم الإسلامية هو والشيخ الراستي انضموا لجماعة مدرسي الحوزة، السيد اليعقوبي كان من العسكر وادعى انه باب للأمام المنتظر!.
25- حكومة بعد الثورة: رفض قانون احتكار التجارة الذي رفضه مجلس صيانة الدستور وقال فيه انه اذا ارادت الحكومة احتكار سلعة عليها الذهاب للقضاء للحصول على ذلك.
26- الاحتكار للحكومة كان فيه مؤيدين ومعارضين منهم الذي ايده مجلس الشورى/البرلمان ورئيس مجلس الشورى رفسنجاني ورئيس الوزراء مير حسين موسوي، الرافضين والمؤيدين لحرية السوق للناس هم مجلس صيانة الدستور ورئيس الجمهورية الخامنئي. رفسنجاني أعلن في جلسة مجلس الشورى عام 1984ان راي مجلس صيانة الدستور المكون من الفقهاء للاستشارة فقط وليس لهم ان يرفضوا قانون من مجلس الشعب!.
27- حسم الخميني الامر في قضية الاحتكار لصالح مجلس صيانة الدستور وقال أن مجلس صيانة الدستور هو التجسيد العملي لفكرة ولاية الفقيه وإذا تجاهل مجلس الشورى راي فقهائه في ذلك يعد اهدارا للولاية المفترضة، التي هي ركن أساسي في دستور الثورة الإسلامية.
28- الخميني كان يرى في بداية الامر ان الفقهاء يقومون بالإشراف والتوجيه ويدلل على ذلك اختياره لمهدي بازركان رئيس للوزراء والموافقة على ترشيح أبو الحسن بني صدر لرئاسة الجمهورية ولم يختر فقيها لهذا المنصب، في المقابل منع الشهيد بهشتي من ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية قبال بني صدر وقال امام عدد خاص ان اهل الخبرة ممن حسن اسلامهم، لا اهل الفقه والدعوة، هم الذين ينبغي ان يتصدوا لشغل هذا المنصب.
29- الخلاف بين الإسلاميين والتكنوقراط والليبراليين وصل للتصفية الدموية وهو ما أدى لقتل 60% من رموز الثورة، هذه التصفية لها وقعها المفاجئ على الامام وهو ما أدى لسحب ثقته من بني صدر بعد عام من دعمه.
30- خلو بعض المناصب بعد الثورة جعل الدينيين يستلموا فيها وذكر رئيس الوزراء مير حسين موسوي ان 80 ألف وظيفة توفرت بعد هروب مرتزقة الشاه وسقوط نظامه.
31- ينقل صاحب الكتاب "هويدي" عن هذا الفراغ الذي ملئ بأناس يتبعون الثورة تأييدا ولكنهم بعيدين فكرا عن الثورة، فيقول حدث أن تولى الفقهاء مناصب القضاة، بعدما نص الدستور في المادة 163 بتحديد صفات القاضي وشروطه طبقا للقواعد الفقهية ولما كان رجال الثورة المحدودين قد استغرقتهم مهام القيادة السياسية والتنفيذية فان الذين شغلوا مناصب القضاة كانوا من أبناء الحوزة التقليدية، الذين ربما تجاوبوا مع الثورة سياسيا لكنهم من الناحية الفكرية كانوا بعيدين عن منطق الثورة، وربما أهدافها أيضا.
32- خرج "هويدي" من مدينة قم بانطباع ان هناك مشاكل برزت بعد 6 سنوات من الثورة هي غياب الكوادر البشرية المستوعبة لفكر الثورة وتعاليمها والمعبرة بصدق عن حقيقة توجهاتها وأهدافها وقد تنبه لها الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل في باريس عندما قال للخميني اني اسمع دوي مدافعك لكني لا أرى اثرا لمشاتك. كانت "الكوميتات" لجان الثورة تعبيرا عن مازق الكوادر التي عانت منه الثورة في عامها الأول.
33- كانت هناك 3 تيارات بعد الثورة:
أ- تيار (إيران أولا): وهو من شرائح مثقفين وليبراليين ومن رموزه شهبور بختيار اخر رئيس وزارة الشاه وحفيد رئيس الوزراء الأسبق محمد مصدق وهو متين دفتري وكريم سنجابي اول وزير خارجية بعد الثورة ومهدي بازركان اول رئيس وزراء الثورة وهو الأقرب الى التيار الإسلامي، وكان لهم عدد (4) صحف.
ب- تيار (المجتمع أولا): مجموعة من فصائل اليسار ذوي الميول الماركسية السوفيتية/الصينية من رموزه د. نور الدين كيانوري رئيس حزب توده وحفيد الشيخ فضل الله النوري، مسعود رجوي رئيس منظمة خلق، لديهم عدد (25) صحيفة ومجلة، استغل الحزب فترة الفوضى في 10-11 فبراير 1979 وطلبوا من اتباعهم جمع السلاح والاستيلاء على مخازن السلاح وعندما امر الخميني بتسليم جميع الأحزاب السلاح ما كان من حزب تودة إلا ان عمم تعميم بذلك ولكن شفويا وعمليا امر اتباعه بعدم تسليم السلاح.
ج- تيار (الإسلام أولا): وهو تيار يحاول نشر خط الامام الخميني ولديهم عدد (2) صحيفة واحدة جمهوري إسلامي رئيس تحريرها الخامنئي والثانية انقلاب إسلامي رئيس تحريرها بني صدر.

34- تمرد الاكراد كان تحركهم بعد شهر واحد من الثورة في مارس 1979.
35- الإسلاميون في مجلس الشورى فرضوا محمد علي رجائي رئيسا للوزراء في حكومة بني صدر وهم من تمكنوا بأغلبية الأصوات من سحب الثقة في بني صدر في 21 يونيو عام 1981.
36- تيار (إيران أولا) او الجبهة الوطنية كانوا على راس وفد وساطة بين الشاه والخميني في باريس حيث تضمن الوفد كل من: مهدي بازركان وناصر ميتاشي ومن قم المقدسة حسن شريعتمداري ابن المرجع وصهره احمد عباس، يقضي العرض بتسليم السلطة للأمام وبقاء العرش والملكية ورفضه الامام الخميني مما اثار استياء بازركان وغادر باريس دون توديع الامام او اخباره ورغم ذلك عين رئيسا للوزراء من قبل الامام وكذلك ميتاشي عين وزير للإرشاد.
37- التصفية الدموية من قبل التيار ات الأخرى للإسلاميين، حيث بدا في سبتمبر 1979 باغتيال مطهري رئيس مجلس قيادة الثورة ومحمد قرني اول رئيس للاركان بعد الثورة ود. محمد مفتح والفقهاء طباطبائي ودستغيب وصدوقي وغيرهم وبعد أسبوع واحد من عزل بني صدر كانت العملية الكبرى بتفجير مقر الحزب الجمهوري الإسلامي يوم 28 يونيو 1981 وقتل 72 من رجال الثورة وعلى راسهم الشهيد بهشتي عضو مجلس قيادة الثورة وتفجير أصاب السيد الخامنئي وتفجير اخر في مكتب رئيس الوزراء باهونار اثناء اجتماعه برئيس الجمهورية محمد رجائي فقتل الاثنان فتم تصفية 60% من رجال الامام الخميني وهذه النسبة حسب مكتبه و80% حسب المعارضة المسلحة. وتبين بعد التحقيقات ان الأشخاص الضالعين في التفجيرات من أحزاب يسارية وحزب توده من ضمنهم ومنهم قائد قيادات القوات البحرية الجنرال افضلي كان من حزب تود يسرب مخططات إيران في حربها مع العراق الى قيادة حزبه وتقوم الأخيرة بتسريبها لموسكو وتقوم موسكو بتسريبها الى بغداد! فلجات السلطة الى القبضة الأمنية! خاصة سنة 80-81-82.
38- الخلاف بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الشورى أي بين الخامنئي وبين رفسنجاني من نفس الحزب الإسلامي كان على منصب رئيس الوزراء فبينما أراد الخامنئي الدكتور علي ولايتي فرض مجلس الشورى بالقوة بقيادة رفسنجاني د. مير حسين موسوي والذي يحظى بتأييد رفسنجاني على خامنئي في 1985 كرئيس للوزراء، حدث نفس السيناريو في الفترة الثانية لرئاسته بفرض مير حسين موسوي على خامنئي الذي رفضه مره أخرى لعدم تعاونه معه ولوزرائه الذين اعتبروا غير متعاونين معه ومشكوك في ولائهم له وكذلك سحب الثقة في ابرز وزيرين مقربين من خامئني وهما وزير النفط والداخلية.
39- بعد الثورة حاول هويدي التواصل مع شخصية السيد هادي المدرسي للمعرفة اكثر حول موضوع تصدير الثورة فعلم ان المدرسي طرد من البحرين التي كان وكيلا فيها عن الخميني وطرد أيضا السيد المهري من الكويت وبعد وصولهما الى ايران تناقلت وكالات الانباء تكوين الجبهة الاسلامية لتحرير البحرين وكان الوجه البارز المشار اليه هو المدرسي، عندما ذهب هويدي للسؤال عن المدرسي في ايران سال احد كبار المسئولين في الاعلام الإسلامي في ايران عن الرجلين المهري والمدرسي فقال: المدرسي رجل متطرف يسبب ازعاجات كثيرة لنا وهو عبئ على الثورة ونصح هويدي بعدم مواصلة البحث عنه! ويفهم من كلام المسئول انه لم يعد له نشاط في البحرين او الخليج باستثناء مطبوعات يصدرها وإذاعة ما يلاقونه من اضطهاد من جانب السلطات هناك إعلاميا فقط، وفي المقابل امتدح المسئول السيد المهري ووصفه بانه رجل عاقل وعندما التقيت السيد هادي واخوه محمد تقي المدرسي أكدوا ان كلام المسئول صحيح وان علاقتهما بالمسئولين محدودة وصلتهما بقم اكبر.
40- في حوار صحفي بين هويدي ورفسنجاني "نرفض العمليات التخريبية الداخلية في البلدان وهي تعد من قبيل الإرهاب وما جرى في البحرين والكويت بالأخص من عمليات إرهاب لم نكن طرفا فيه باي صورة وقد ابلغنا الحكومات المعنية ذلك"، ويكمل "نعم لا ندين تفجير مقر مشاة البحرية الامريكية في بيروت، لكننا نعرب عن دهشتنا وانكارنا لحماقة زرع القنابل في بعض مقاهي الكويت"!.
41- هناك 35 تنظيما يمينيا في ايران وقد ثبت اشتراكهم في 8 محاولات للانقلاب عام 1983 واشهرها محاولة أحبطت في قاعدة "نوجه" الجوية وثبت ان البهائيين واليهود اهم عناصرها.
42- ما من ثورة تولد الا وتحاط في بدايتها بظروف غير طبيعية فالثورة غضب وانفجار لا يستطيع ان يضبط كل شيء فيهما حسب الأصول وفي إيران هناك خصوصية ان الشارع انفجر كالبركان الذي أطلق حممه في كل اتجاه عندما نعلم ان السافاك قد قتل ما مجموعة 60 ألف مواطن فكيف ستستطيع ضبط كل هذه الجماهير التي تطالب بالثأر؟! ولولا سرعة محاكم الثورة في محاكمة رموز النظام الشاهي لحدث ما لا يحمد عقباه.
43- يقول الشيخ محمودي : حدثت أخطاء وتجاوزات لكنها كانت من نتائج الضروريات التي اكرهنا عليها لقلة الحيلة وقلة الخبرة.
44- في ذروة الثورة وعند قتل قيادات الثورة كان لا بد من بعض التجاوزات لمعرفة أماكن المتفجرات وكمائن الموت ولكن بعد اجتياز هذه المرحلة الحرجة من عمر الثورة لم تكن تلك الأساليب مرفوضة وقد تصدى منتظري لعمليات التعذيب التي كان يباشرها اسد الله لاجوري في سجن ايفين بطهران بعد تأكد موفد منتظري من عمليات التعذيب وعليه اقيل لاجوري وألحق الى التحقيق.
45- كانت لدى قيادات الثورة قله في الكوادر وخاصة في السجون ومن مسكها هم العوام فكانت هناك مشاكل الصقت بالثورة بسبب تصرفاتهم الشخصية.
46- السيد الخميني يمنع عملية اغتيال كان مخطط لها من قبل شاب مصري لزوجة الشاه في قصرها بمصر، ينقلها السيد هادي خسرو شاهي سفير إيران في الفاتيكان.
47- السيد الخميني يمنع طلب لعمل عملية اغتيال في باريس الى بني صدر جراء مقالاته المهاجمة للثورة والى ولاية الفقيه وقال الخميني "هو عبر عن رايه ضدي ولم يرتد او ينكر"، ينقلها السيد هادي خسرو شاهي سفير ايران في الفاتيكان.
48- حل الخلاف بين حرس الثورة (مجموعات اسلامية مسلحة قبل الثورة) ولجان الثورة (ولدت بعد الثورة من العوام) جراء انهيار كل النظام الأمني بعد الثورة واللجان هي التي تولت الأمور النظامية في المدن ولجان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وبعد المشاكل وضعت اللجان تحت مظلة وقيادة وزارة الداخلية للحد من تصرفاتها المستقلة في عام 1983.
49- الخيار الكربلائي اسم أطلقه هويدي على الحرب الإيرانية العراقية وبين الشباب الذين اخذوا الاستشهاد هدف وليس وسيلة.
50- مقطع زيارة هويدي لمقبرة جنة البقيع مفجعة جداً وكتابته رائعة وعاطفية عما شاهدة.
51- احكام الإعدام التي صدرت في البداية ضد رموز النظام كانت تحت ضغط الشارع ولو لم تأخذ المحاكم زمام المبادرة السريعة لتفجر الوضع.
52- قضية ايران كونتر ا/ مسألة السلاح الإسرائيلي عبر توريده من أمريكا سنة 1986، يقول هويدي حصلت على عدة إجابات حول الموضوع وهي:

أ- الخميني في بيانة بمناسبة الحج 1401/11/7 ذكر بانه يستحيل ان تكون هناك علاقة مع إسرائيل وإيران هي أكثر بلد يكن عداء لها والخلاف مع الشاه كان لعلاقته مع إسرائيل ناهيك غيرها من بيانات التنديد بإسرائيل مند سنوات وان المذكور حول الموضوع مجرد اكاذيب.
ب- ما كتبه سفير إيران في الفاتيكان السيد هادي خسرو شاهي بالقول انها مجرد أكاذيب لتشويه صورة الثورة الإسلامية، وان إيران رغم دفع الشاه لإسرائيل 500 مليون دولار قيمة الأسلحة ورغم تواصل إسرائيل عبر أطراف متعددة لإيران لاستلام السلاح الا ان إيران رفضت استلام السلاح وطالبوا باسترداد الأموال المدفوعة من قبل الشاه.
ث- الاخبار انطلقت من مقابلة نشرت في "المجلة" السعودية العدد 82-83 بين مسعود رجوي وبني صدر وايدهما شارون الإسرائيلي، فقالا فيها ان إيران اشترت من إسرائيل أسلحة بقيمة 50 مليون دولار ووزن الأسلحة 360 ألف طن وتم نقلها في 12 رحلة جوية وهو ما يصطدم مع أي عملية حسابية لأي عاقل، فاذا عملنا عملية حسابية فسيصبح ثمن الطن الواحد للأسلحة 136 دولار وهو اقل من سعر الحديد ووزن الأسلحة في الرحلة الواحدة 30 ألف طن وهذا ما تعجز عنه السفن الحربية.
ج- ان إيران كانت تشتري السلاح من السماسرة الدوليين وبأسعار السوق السوداء فاذا كان هناك سلاح إسرائيلي قد تسرب فهو عبر السماسرة وتم الغاء الشراء من السماسرة في اخر سنتين من الحرب.

53- تشبيه رحلة الطيران على الخطوط البريطانية لهويدي اثارني من الضحك وكيف تحول الطاقم كله لأشخاص تبدوا عليهم الصلاح عند الاقتراب من الأجواء الايرانية وكيف ان المسافرين بدأت عليهم ملامح وكأنهم ذاهبون للعمرة!.
54- الكومنات او اللجان الثورية المسئولة عن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ارتكبت أخطاء لكونهم من العوام ومن الأرياف الذين ليس لديهم الوعي الإسلامي الكافي حتى تحدث عنهم الخميني بمناسبة الذكرى الثالثة لتأسيس الجمهورية  سنة 1981 بقوله" ان بعض حراس الثورة يتجاوزون وظيفتهم الرسمية، ويجافون أسلوب الشرع والاعتدال، ويتدخلون في الأمور التي تخص المحاكم وغيرها من الهيئات وعلى المجلس الأعلى لحرس الثورة أن يراقب بدقة كل هذه التحركات، حتى لا تفقد هذه المجموعات المؤمنة سمعتها بين الشعب، وحتى لا تنفذ العصابات المنحرفة بين صفوف الثوار"، جاء خطاب الخميني بعد قيام الثوار التابعين لمحاكم خلخالي بإعدام 6 راقصات/ دعارة ملاهي ليلية بتهمة انهن مفسدات في الأرض بدون محاكمة ودون علم السلطات فتم اعتقالهم ومحاسبتهم، وبعد عده حوادث اصدر الخميني بيان من 8 نقاط في تاريخ 15 ديسمبر 1982 شدد فيها على "ضرورة احترام حرمات الناس، النهي عن اقتحام البيوت والتجسس عليها وضرورة سلطة الدولة وعقاب من يثبت في حقهم الانحراف او الخطأ".
55- معضلة أخرى كانت للثورة وقياداتها وهي التعامل مع الأصوليين المتشددين الذين ليسوا بوعي الثورة ومتطلباتها، فهم تشددوا في كثير من الأمور في البساطة الزائدة بالمكاتب الرسمية وعدم احترام الدرجات الوظيفية بحكم انها تصنع طبقية وطاغوتيه والاجتهاد أحيانا في أمور معينة دون الرجوع لقادة الثورة والتشدد في البرامج التلفزيونية بحيث أصبحت رتيبة الخ من مشاكل داخلية.
56- فتاوى الخميني للتقريب بين المسلمين:

أ- السنة الأولى للثورة 1979: وجه خطاب للحجاب بالصلاة خلف السنة والالتزام بالوقوفين بعرفة وبمزدلفة والدعوة للوحدة الإسلامية.
ب- السنة الثانية للثورة 1980 الموسم الثاني للحج: الدعوة لمد اليد للمسلمين وتحت مظلة الاخوة الإسلامية لإحباط محاولة الأعداء زرع الفتنة.
ث- 2 يوليو 1980: الدعوة الى اجتناب الخلاف السني/الشيعي لان الخلاف لصالح الأعداء فنحن جميعا مسلمون واتباع قرآن واحد ورب واحد.
ج- السنة الثالثة للثورة 1981 الموسم الثالث للحج: ان اثارة الخلافات بين المذاهب السلامية تعتبر من الخطط الاجرامية التي تديرها القوى المستفيدة.
د- عقد مؤتمر يضم جميع المذاهب في 6 ابريل 1984.

57- العلاقة الإيرانية بالقضية الفلسطينية كانت منذ الستينات: فقد كان يمثل الإيرانيين كل من (الشيخ محمد منتظري ابن المرجع، الشيخ حسن كروبي، السيد محمد صالح الحسيني، جلال الدين الفارسي، عباس زماني)، السيد موسى الصدر لعب دورا بارزا في وصل الليبراليين الإيرانيين وهم امتداد لمصدق بالقضية الفلسطينية 71-1972 ومن أبرزهم (إبراهيم يزدي، قطب زاده، السيد صادق طباطبائي).
58- السيد موسى الصدر في حركته لأنشاء حركة المحرومين (حركة امل) في لبنان استعان ببعض الإيرانيين ومنهم مصطفى شمران الذي أصبح وزير الدفاع بعد الثورة ولكنه اغتيل.
59- الرئيس ياسر عرفات التقى رسميا مع الإسلاميين الإيرانيين وغيرهم في حفل الأربعين لوفاة د. علي شريعتي تحت رعاية السيد موسى الصدر في بيروت.
60- اقترح الإسلاميين الشيعة على ياسر عرفات ارسال برقية تعزية للخميني في 1977 لوفاة ابنه مصطفى وكان اول اتصال مجاملة بين الطرفين وكان رد الخميني قويا لصالح القضية الفلسطينية.
61- كان السيد هاني فحص حلقة الاتصال الرئيسية بين ياسر عرفات والخميني بالإضافة للسيد محمد صالح الحسيني وجلال الدين الفارسي.
62- الخميني طلب من ياسر عرفات بذل الجهود لمحاولة العثور على السيد موسى الصدر بعد اختفائه في ليبيا 1978.
63- انصدم الحرس الإيراني من تصرفات الوفد الفلسطيني الذي استقبل استقبال الابطال والفاتحين حيث ذهبوا إليهم صباحا في مكان سكنهم ليوقظوهم لصلاة الصبح فاذا بهم يرون ان الوفد سكارى وظلوا ساهرين طول الليل بلعب الورق ورفضوا إيقاظهم لصلاة الصبح فأثار ذلك علامة استفهام كبيرة بحراس الوفد الفلسطيني ولغباء الوفد الذي لم يراعي حساسية الثورة الإسلامية في بدايتها والانطباع الاولي لهم.
64- من نقاط الخلاف الفلسطيني الإيراني هو إسلامية الثورة في فلسطين حيث اعترض الفلسطينيين على ذلك وأيضا التقارب الفاحش بين اليساريين المناوئين للثورة في ايران بالسفارة الفلسطينية في ايران وأيضا جعل الفلسطيين انفسهم ورقة للتقارب العربي الإيراني وبينوا للعرب انهم قابضون على الورقة الإيرانية بالكامل وانها في أيديهم وليسوا فقط وسطاء! إضافة الى استياء الخميني من تأييد منظمة التحرير لغزو السوفيت لأفغانستان، إضافة الى ان الفلسطينين جعلوا أنفسهم ورقة التفاوض بشان قضية رهائن السفارة الامريكية وان القضية أيديهم دون ان يخولهم احد وهم الذين لم يؤيدوا القضية اصلا وجاء اعلان سفير فلسطين في ايران ان اطلاق الرهائن السود جاء بعد الوساطة الفلسطينية هو القشة التي قصمت السكوت مما استدعى تكذيب مكتب الخميني للخبر واضافة الى إعلان الفلسطينيين الحياد في الحرب بين ايران والعراق وتواجد ياسر عرفات بنفسه في بغداد مرات عديدة ليمدح صدام حسين! وهو ما جعلة السلطة في ايران في موقف لا يحسد عليه امام الجماهير وأيضا الخطأ الفادح للسفير الفلسطيني هاني الحسن بتوثيق علاقته اكثر مع رجوي "منظمة خلق" واللقاء  الذي تم في باريس بين السفير الفلسطيني في طهران ورجوي سبتمبر 1981 وقوى اليسار وغباء تقديرات الفلسطينيين ان اليسار سيقلب الحكم على الإسلاميين، ونقطة إضافية هي طلب ياسر عرفات من النظام الإيراني بعد اتفاقية كام ديفيد قطع العلاقات مع مصر ليكون موقفا موحدا وبالفعل طلب الخميني من وزير الخارجية اعلان ذلك في 31 ابريل 1979 وبعد ذلك يشاهد ياسر عرفات في مصر ويتوافق مع السادات في الاتفاق! وغيرها من التدخلات والتصرفات الغير مرغوبة من الطرفين.
65- حرب المخيمات لنزع سلاح الفلسطينيين في لبنان بين حركة امل والفصائل الفلسطينية وقفت طهران على الحياد والدعوة لوقف سفك الدم المتبادل وهو ما اعتبره الفلسطينيين غير منصف لهم.....أنتهى....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مراجعة لكتاب د. محمد مجتهد شبستري "نقد القراءة الرسمية للدين"

مراجعة لكتاب د. محمد مجتهد شبستري "نقد القراءة الرسمية للدين" أبو محمد – مراجعة كتاب – 17 مارس 2020 في البداية يجب ع...