بقلم أبو محمد 7 يوليو 2019
بعد قراءة الكتاب يتبين انه على قارئ هذا الكتاب ان
تكون لديه خلفية لا باس بها بشأن محاكم التفتيش في العصور الوسطى فالكتاب يحتوي
على معلومات تفصيلية جدا تواريخ واحداث تفصيلية وللأسف بدون وضع مراجع لتلك
الاحداث بالإضافة لمصطلحات تحتاج لشرح أكثر وأعتقد يعود ذلك أن الكاتب د.رمسيس عوض
المتوفي في نوفمبر 2018، لديه 5 مؤلفات في ذات الشأن "محاكم التفتيش"
ولذلك جعل المراجع في تلك المؤلفات ووضع ملخصها في هذا الكتيب الصغير.
بداية انتشار محاكم التفتيش حسب الكتاب كانت في
القرن الحادي عشر حيث بدأت بإسناد الكنيسة الى الاكليروس "نظام كهنوتي"
لاكتشاف المهرطقين بعد انتشار هذه الظاهرة ثم انتشرت وتفاقمت في القرن الثاني عشر
وبالتحديد في عام 1233-1235 وهو تاريخ الولادة الحقيقية لإنشاء محاكم التفتيش.
أسلوب الامتحان لجأ اليه رجال الكنيسة بعد عجزهم
امام الذكاء والقدرة على النقاش للمتهمين وذلك للتأكد من المشكوك بهرطقتهم وكان
بعده أنواع منها:
1- وضع كرة ملتهبة في يد المتهم والسير 9 خطوات فاذا تقيحت جروحه
فهذا مذنب.
2- وضع يد المتهم الى المعصم او الكتف في ماء
مغلي لمدة 3 أيام فاذا ظهرت اعراض للتقيح فهي إشارة من الله انه مذنب.
3- القاء المتهم في ماء مثلج فاذا غاص فيه فهو برئ وإذا طفا فوقه
فهو مذنب.
4- إعطاء المتهم قطعة خبز كبير وزنها 1 اوقية
فاذا عجز عن ابتلاعها ووقفت في حلقه فهو مذنب.
5- تصميد عين المتهم لكيلا يرى وجعله يسير في
عشب محروق فاذا أصابه جزء من الحرق فهو مذنب وإذا لم يصبه فهو بريء.
اتسمت كثير من محاكم التفتيش من فوضى واضطراب في
بداية تأسيسها وكان لانصراف الكثير من رجال الكنيسة الى متاع الدنيا والفساد الأثر
الاكبر، بعد عجز المحققين المعينون من قبل الكنيسة عن الكشف عن المهرطقين، لجات
الى الرهبان الفرنسيسكان الذين نذروا أنفسهم لحياة الفقر والزهد والنسك وذلك
لتستعين بهم على مطاردة الهراطقة وتعقبهم.
تصل عقوبة المهرطق الى الموت وحرمان ذريته من
الميراث أو شغل أي وظائف عامة والشافع الوحيد له هو الوشاية بأهله واصحابه من
المهرطقين وهي الشهادة الوحيدة المقبولة من المهرطق.
ساعدت المكافآت التي يحصل عليها الواشي وهي
ثلث ممتلكات المهرطق على زيادة الوتيرة الاتهام بالهرطقة، ام السلطة فهناك أسباب
سياسية جعلتها تساير الكنيسة في حربها على المهرطقين.
الفصل الأول
تحدث هذا الفصل عن صنع أجواء مجتمعية مشحونة ضد المجتمع الذي تكون فيه مقاومة للقبض على المهرطقين ومنها جعل غرامة كبيرة اذ لم يسلم للعدالة خلال 3 أيام.
تحدث في جزئية في هذا الفصل عن مدى سلطة ونفوذ
المحققين في محاكم التفتيش وقدرتهم على تشكيل جيوش وإعلان الحرب على المهرطقين.
وتحدث عن الصراع بين المحققين والاسقفيات وغلبة المحققين بفضل التفويضات البابوية.
الفصل الثاني
تحدث هذا الفصل عن الهيكل التنظيمي لمحاكم التفتيش
واستحداث وظائف مع مرور الزمن مثل وظيفة المستشار وطريقة اصدار الحكم والصلاحيات
لمحاكم التفتيش، بالإضافة انه تحدث عن استغلال البعض للعداوات والاحقاد في تزييف
الحقائق والوثائق لاتهام البعض بالهرطقة فقد استغل البعض سرية اعمال محاكم التفتيش
للتزوير في الوثائق.
وتحدث عن دور الخدم والمخبرين والجواسيس المتمتعين
بالحصانة في دعم دور محاكم التفتيش في القبض على المهرطقين. وبين حجم امتداد محاكم
التفتيش التي وصلت الى الدول الافريقية والأسيوية.
تحدث أيضا عن فضاعه إجراءات محاكم التفتيش واحكامها
التي وصلت الى نبش القبور لأموات شبعوا موتا وجاء بمثال لحادثة نبش قبور لـ 36
مهرطق وإخراج جثثهم وذلك لحرق عظامهم.
الفصل الثالث
تحدث هذا الفصل عن إجراءات محاكم التحقيق وهي ثلاثة
إجراءات: (توجيه الاتهام والتبليغ والتحقيق مع المتهمين)، حيث تعاملت محاكم
التفتيش على ان جميع المتهمين مدانون سلفا وأن نظام الوشاية كانت جزء لا يتجزأ من
نظام محاكم التفتيش بل كانت تكافأ الواشي.
ولغاية الحصول على المعلومات وضع نظام الجواسيس
المندسين في السجون مع المساجين في زنزاناتهم لكي يكسبوا ثقتهم ومن ثم يحصلوا على
المعلومات، بالإضافة لتحدثه عن استخدام محاكم التفتيش شتى الوسائل من التعذيب مثل
(العصى والجزرة، السجن الانفرادي لما يصل لسنوات طويلة أو عقود وقد يموت المتهم
دون صدور حكم عليه).
من الأساليب الغريبة المذكورة في الكتاب هي ترك
المتهم ليجوع أيام ثم يقدم اليه الخمر ليشربه وذلك ليذهب بعقله فلا يميز الخير
والشر فيعترفون بهرطقتهم وهم بدون وعي.
وصلت بمحاكم التفتيش بتعذيب الشهود الذين
يشك في انهم يخفون الحقيقة! وكان يكفي شكل الوجه وعدم استساغته في اتهامه!
الفصل الرابع
يتحدث هذا الفصل عن إرهاب محاكم التفتيش حيث يعتبر
من يسكت عن التبليغ عن زوج/زوجة انه مهرطق في غضون 6 أيام ويعتبر شريك له ويعاقب
بمثل العقاب.
وبين كيف يؤخذ بشهادة الطفل حتى في عمر العاشرة ففي
حالة ذكرها الكاتب لطفل بعمر 10 سنوات شهد على والده واخته و70 اخرين وقبلت
المحكمة شهادته!
ومن المفارقة لا يقدم للمتهم أسماء الشهود ولا
الأدلة وبذلك لا تكون هناك قيمة لمحامي المتهم.
الفصل الخامس
يتحدث هذا الفصل عن بعض أنواع الاحكام ضد المهرطقين
مثل: (الحرق حيا، حرق عظام المتهم الميت قبل صدور الحكم، السجن مدى الحياة واكل
الخبز والماء فقط والمنع من الزيارة، النفي، خلع ملابس المتهم وضربه امام الناس،
الحج سيرا على الاقدام كل سنة مدى الحياة، اشراكه قصرا في الحروب الصليبية، مصادرة
الأموال واملاك الورثة، تدمير بيوت المهرطقين، حرمان الورثة والعائلة بأكملها من
الوظائف العامة، الخ)
الفصل السابع
تحدث هذا الفصل عن إجراءات الحرق حيث يكون الحرق في
يوم الاجازات لكي يشاهده الناس ويربط المهرطق بعمود مرتفع لكي يراه اغلب الناس
ويغطون فمه لكيلا يكلم الناس ويستعطفهم، وعندما لا يحترق كامل الجسد بشكل تام يفصل
الجزء غير المحترق وتكسر العظام فيه ليعاد حرقه مره أخرى لحين عدم بقاء أي شيء من
الجثة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق