الخميس، 22 أغسطس 2019

تغطية:كلمة الشيخ أحمد السلمان ليلة الغدير بمسجد المسألة بعنوان: (كيف حاولوا طمس الغدير)


https://youtu.be/XWnYe8Q9J9w

تغطية – أبومحمد – 22 أغسطس 2019
كلمة الشيخ أحمد السلمان ليلة الغدير بمسجد المسألة بتاريخ ٢٠ أغسطس ٢٠١٩ بعنوان:

(كيف حاولوا طمس الغدير)

أسعد الله أيامكم في هذه الليلة المباركة ليلة عيد الغدير الأغر وعيد الله الأكبر عيد تنصيب سيدنا ومولانا وامامنا ومقتدانا أمير المؤمنين وسيد الموحدين على ابن ابي طالب (ع) أخي رسول محمد (ص).

تعتبر قضية الغدير من القضايا المفصلية في تاريخنا الإسلامي وذلك لارتباط هذه القضية بموضوع الإمامة هذا الموضوع الذي فيه ولأجله تفرق المسلمون بل اقتتلوا واختلفوا طويلا حول هذه المسالة، قضية الغدير أصبحت مسألة مهمة في الوسط الإسلامي لارتباطها الوثيق بقضية الامامة بحيث انك تنظر للمكتبة الإسلامية تجد العشرات ان لم يكن المئات من المؤلفات التي الفت في الغدير، فتجد ان عالما من علمائنا الاعلام وهو الشيخ الاميني رحمه الله يبذل (50 سنة) من عمره الشريف بحثا في قضية الغدير  هذه الموسوعة "موسوعة الغدير" كما ذكروا في ترجمه العلامة الاميني قضى نصف قرن وهو يحقق في هذه المسالة فلماذا هذا الاهتمام؟ وهو كما قدمنا لان قضية الغدير ترتبط بموضوع الامامة وهو موضوع بالغ الأهمية في الوسط الإسلامي.

هذا من جهتنا ومن الجهة الأخرى كيف هو الاهتمام بقضية الغدير؟

فالوسط الشيعي اهتمامهم بقضية الغدير مبرر لماذا؟ لان الغدير يعتبر عمود وركن واساس الاستدلال على قضية الامامة وامامة أمير المؤمنين (ع)، والطرف الاخر العكس فالغدير "يحسب عليه ولا يحسب له" ولذلك نجد عند الطرف الاخر الاهتمام بالغدير معاكس تماما للاهتمام بالغدير عندنا كيف؟ نحن عندما نهتم بالغدير نسعى "لإثباته وتأكيد هذه الحقيقة" اما الطرف الاخر العكس فعندما يهتم بالغدير يسعى "لنفي هذه الحقيقة" وهذه هي الجدلية الحاصلة في الغدير.

هل ممكن ان نفى موضوع الغدير؟ وان يأتي شخص ببساطة وينفي الغدير؟ الجواب "لا"


موضوع الغدير وحادثة الغدير هي حادثة بلغت "اعلى مراتب الثبوت"، حديث الغدير حديث متواتر بل في اعلى درجات التواتر بل نستطيع ان نقول بضرس قاطع ولم نكون من المبالغين ان المواصفات التي اتصف بها حديث الغدير لا يتصف بها أي حديث في الإسلام فليس عندنا حديث بنفس مواصفات حديث الغدير، فإذا المشكلة أين؟

الطرف الاخر انصب الجهد والبحث عنده على "دلاله الحديث" وليس على "صدور الحديث" والقضية تجاوزت قضية بحث الدلالة الى محاولة طمس هذه الدلالة، فكلامنا الان ليس عن بحث علمي في دلالة الغدير فالقضية أصبحت سعي حثيث لطمس دلالته، كيف؟ سناتي بثلاثة شواهد على هذه القضية:

المحاولة الأولى: إخفاء وفصل الحديث عن خطبة النبي (ص).

البعض يتوهم أن النبي (ص) في يوم الـ18 من ذي الحجة في السنة 10 للهجرة فقط وقف وقال " من كنت مولاه فعلي مولاه " وهذا ليس صحيح النبي (ص) في ذلك الموقف جمع الناس وخطب فيهم خطبة طويلة بل قيل ان خطبته في يوم الغدير من أطول خطبة (ص)، فما هو الدليل على انه خطب؟ أرجع الى صحيح مسلم الذي لا يوجد اشكال حوله فهناك حديث زيد بن أرقم يقدم بهذه المقدمة قال قام رسول الله (ص) فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال "فالقضية خطبة وليس مجرد حديث" هذا "من كنت مولاه فعلي مولاه" جزء من خطبة طويلة، السؤال المشروع الذي نطرحه هنا أين هي هذه الخطبة؟ خطبة النبي في يوم الغدير اين هي؟

لو بحثت في كتب التاريخ لم تجد لها ذكراً تبحث مثلا في كتب السير والمغازي الخطبة لا تجد لها ذكراً رغم انه شهدها عشرات الألوف من الصحابة! إذا طمست هذه الخطبة، لماذا طمست؟

القضية طبيعية أي كلام إذا اخرج من سياقة وحذف منه يغير الكلام، مثلما يقول فولتير "جئنني باي كلام لأي شخص فاقطعه فأصل به لحبل المشنقة"، يقول أي كلام اذا اقتطعناه يمكن ان ندين به صاحبة وهذا نفس الشيء لخطبة النبي (ص) فحذفت من التراث لتضييع دلاله حديث الغدير، بحيث يحتمل فيه معاني كثيرة وهذا الذي صار للطرف الاخر فماذا يعني حديث الغدير " من كنت مولاه فعلي مولاه" يقولون يمكن "المولى" بمعنى (المحب) يمكن بمعنى (الناصب) ممكن ممكن وهناك احتمالات كثيرة، ولكن عندما تقرا لكتب مدرسة اهل البيت (ع) وتراث اهل البيت (ع) تجد هذه الخطبة حاضرة عندهم وهي خطبة طويلة ومهم جدا للإنسان في يوم الغدير قراءتها وهي اخر خطبة خطبها النبي (ص) ومن هناك لم يحصل عندنا مشكلة في فهم دلالة حديث الغدير  بخلاف الطرف الاخر  فطمس هذه الخطبة أدى الى اختلال معنى الحديث.

المحاولة الثانية: تحريف سياق الحادثة عبر الربط بين حادثة الغدير وحادثة أخرى اجنبية.

أولا حذفنا خطبة النبي (ص) بمعنى اخرجنا القضية من سياقها فقاموا بربط هذه المسالة " من كنت مولاه فعلي مولاه" مع قضية حصلت في اليمن بين أمير المؤمنين (ع) وبين بعض الصحابة فالنبي ارسل بسرية الى اليمن وكان قائد هذه السرية أمير المؤمنين (ع) الذي كان شديدا في قضايا الحقوق فمثلا الجماعة أرادوا اقتسام الغنائم فرفض أمير المؤمنين (ع) وكانوا يريدون ان يركبوا الجمال فرفض وقال هذه الجمال صدقه وغير معده للركوب فغضبوا وانتظر احدهم الى ان رجعوا الى النبي (ص) وقدموا شكوى في امير المؤمنين (ع) فالنبي زجره واردعه في سياق هذه الشكوى هذا الصحابي اعترف ببغضه لأمير المؤمنين (ع) فقال للنبي اني ابغضه فصورت حادثة الغدير على انها رده فعل لهذه القضية فرد النبي من كنت مولاه فعلي مولاه!

ما هي خطورة هذه الربط؟ خطورة هذا الربط انها تحرف معنى المولى الى معنى المحب ليش لان ذلك يقول انني أبغض عليا فالنبي اجابه من كنت مولاه فعلي مولاه بمعنى ان كنت تحبني فعليك حب علي، انظر الى كيفية التفنن في حرف الحديث عن مساره لما ربط بين حادثتين ليخرج الحديث عن مساره فصار المعنى لحديث الغدير هو المحبة والمودة رغم انه ببساطة الرد على هذا القضية فقضية الشكوى لهذا الصحابي بريدة الاسلمي حصلت في المدينة لما رجع النبي والغدير في أين في الجحفة بين مكة والمدينة والحادثة المنقولة حدثت في المدينة المنورة أي بعد حادثة الغدير.

المحاولة الثالثة: تضييع معنى (المولى) والتلاعب به.

مفتاح حديث الغدير هو "من كنت مولاه فعلي مولاه" إذا ترجع للطرف الاخر ماذا تعني كلمة مولى يقولون مولى من قسم الالفاظ المشتركة مثل لفظة العين فهي العين الباصرة العين النابعة العين الجاسوس بمعنى لفظ له أكثر من معنى "فلمولى" نفس الشيء لفظ وضع لأكثر من معنى فالبعض قال المولى وضع الى (20 معنى) والبعض زاد فقال (30 معنى) واوصلها البعض الى (37 معنى)، وطبعا هذه الأرقام ليست بريئة "لا" فهذه الأرقام لها غرض وهو انه كلما ازدادت معاني لفظة المولى تضيع دلالة الحديث فانظر الى التلاعب وصل الى اين! فوصل لكتب اللغة فملا تفتح القواميس تجد هذه المعاني الكثيرة رغم ان كلمة "المولى" ليس لها الا معنى واحد فقط، وحتى لو سلمنا بهذا التلاعب فنظر الى هذه المقدمة من حديث الغدير النبي ماذا يقول "أيها الناس ألست أولى بالمؤمنين من انفسهم" سؤال النبي الى ماذا يشير؟ الى قوله تعالي "النبي أولى بالمؤمنين من انفسهم" واذا ترجع الى كل التفاسير بلا خلاف، ما هو معنى ولاية النبي في هذه الآية؟ يقولون أي انه أولى بالتصرف يعني انه مقدم حتى عن النفس فأولى بك من نفسك "ألست أولى بالمؤمنين من انفسهم قالوا بلى فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه" يعني هذه الولاية التي ثبتت لي بنص القرآن القطعي اثبتها اليوم الى علي (ع) ولكن الاهواء المذهبية والتعصبات تعمي عن رؤية الحقائق ولو فتحنا واغرقنا في ملف طمس محاولات طمس قضية الغدير لطال بنا المقام ولحتجنا لمثل ما احتاجه العلامة الاميني في موسوعته نصف قرن ولم ننتهي.

ولكن من الذي أوقف هذه المحاولات واثبت الغدير؟ هو مثل هذه الاجتماعات وإصرار الشيعة على احياء الغدير في كل عام وذكر حادثة الغدير وقراءة خطبة النبي (ص) وذكر المعنى الحقيقي لقضية الغدير الذي رسخ مفهوم الغدير في هذه الامة، فالأمة كلها تحتاج الى علي والى غدير علي كل الناس في هذا الزمن وهذا العالم اسألونا عن علي (ع) فهذه الحافل هي صوت علي هي التي توصل ذكرى علي للناس.

نسأل الله عز وجل ان يثبتنا على ولايته وعلى البراءة من اعدائه وان يرزقنا في هذه الدنيا زيارته وفي الاخرة شفاعته وان نحشر معه ومع محمد وآل محمد.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مراجعة لكتاب د. محمد مجتهد شبستري "نقد القراءة الرسمية للدين"

مراجعة لكتاب د. محمد مجتهد شبستري "نقد القراءة الرسمية للدين" أبو محمد – مراجعة كتاب – 17 مارس 2020 في البداية يجب ع...