الأحد، 12 مايو 2019

تغطية: الشيخ أحمد السلمان يتناول موضوع الحركات النسوية/ الفيمنست Feminism (الى أين)؟


أبو محمد – تغطية – 12 مايو 2019

تحدث سماحة الشيخ أحمد السلمان حول موضوع الحركات النسوية (إلى أين) وذلك في ليلة 12 محرم 1439 هــ حيث تناوله كالتالي:

الحركات النسوية في العالم اشتدت عودها وأصبح لها صيت وفي الفترة الأخيرة شاهدنا ما حدث في العالم الاسلامي وخاصة في تونس في قضايا مثل المساواة في الإرث وزواج المسلمة من غير المسلم.

وترى الحركات السنوية في العالم الإسلامي ان منشأ اضطهاد المرأة هو الاسلام وأنه مسئول عن اقتطاع جزء من حقوقها، لذا سنتناول الموضوع من ثلاث محاور وهي كالتالي:

المحور الأول: تاريخ هذه الحركات النسوية:

المطالبة بحقوق المرأة قديمة جدا وتعود الى قرون طويلة، والذي تغير هو تحولها من الحالة الفردية الى حالة منظمة لها فروع ومراكز في العالم ولها التأثير في مركز اتخاذ القرار في بعض دول العالم.


يقال انها ترجع الى ما بعد الحرب العالمية الثانية جراء عدد الضحايا الكبير خاصة من الرجال الذين أصبحوا قلة قليلة فنزل العنصر النسائي لأول مره بصورة كبيرة الى سوق العمل جنبا إلى جنب الرجال وسابقا لم يكن بهذه الصورة الواضحة فلذا هذا الأمر جاء لظرف خاص.

عند دخول المرأة للسوق لم تعامل معاملة مماثلة للرجل من حيث الراتب وكان هناك تمييز واضح بينهما، هذا اضافة للظواهر في العالم الغربي للمرأة:

١- النظرة الدينية للمرأة وخاصة المسيحية منها التي تقول ان المرأة راس كل بلاء بدءا من حواء زوجة آدم التي تسببت في نزول الناس من الجنة الى الارض.

٢- المعاملة الغربية للمرأة معاملة العبيد مثل لا حق لها في التملك والتمليك وإقر فقط قبل أقل من قرنين وحق التصرف في مالها مسلوب وهذا أقر قبل أقل من قرن ونظام الوراثة عندهم كان فقط للرجل والمرأة لا ترث شيئا وحق التعليم حيث لم تعطى المرأة حق التعليم الا قبل اقل قرنين وكان في بريطانيا "عرف" يبيح للرجل ان يبيع زوجته وكان معمول به لقبل اقل من قرنين وأن النظرة الكلية للمرأة كانت أنها تابع ذليل للرجل سواء من الجهة الدينية او المفكرين فيها حيث ان جان جاك روسو يقول ان المرأة مجرد تابع للرجل!

هذه الحالة وهذه النظرة جعلت من النساء يسجلون اعتراض على هذا الوضع وبدأت شيئا فشيئا الى ان وصلت للحالة المعروفة اليوم حيث ان هذه الحركات كانت لها خلفيات خاصة بالمجتمع الأوروبي والأمريكي.

المحور الثاني: مطالب الحركات النسوية:

مطالب هذه الحركات كانت متدرجة، أولا طالبوا بإعطاء المرأة حقوقها، في ما بعد طالبوا بالمساواة بين الرجل والمرأة وتطورت إلى الغاء الرجل من حياة المرأة وهذه المرحلة لم تصل كظاهرة لعالمنا الإسلامي.

نأتي إلى الحديث حول المساواة بين الرجل والمرأة وأن الاسلام لا يقر المساواة وهذه هي مشكلتهم مع الإسلام، فياتي السؤال هل هناك شي اسمه المساواة بين الرجل والمرأة؟

أولا: هناك خلط في هذا المفهوم بين المساواة وبين العدل فليس كل مساواة هي عدل وليس كل عدل يقتضي المساواة، فهناك فرق بين المساواة التي تعطي وتأخذ من الجميع بالتساوي والعدل إعطاء كل ذي حق حقه، فالدعوة للمساواة بين الرجل والمرأة لا تقتضي العدل فالإسلام نعم لم يساوي بين الرجل والمرأة ولكن عدل بينهما فيجب التميز بين المساواة والعدل.

ثانيا: نفس قضية المساواة غير ممكنه علميا لماذا؟ علميا طبيا بيولوجيا المرأة في تركيبتها الفسيولوجية تختلف عن الرجل في جوانب كثيرة فكيف تدعي المساواة بين شيئيين غير متماثلان! فيكفي وجود فوارق بسيطة لهدم قضية المساواة لان المساواة التشابه والتطابق من كل الجهات فيكفي جهة واحدة لا يوجد فيها تساوي لإلغاء المساواة، تشالز داروين يرى أساسا ان المرأة اقل من الرجل بكثير فهو كائن لم يبلغ من مرحلة التطور المرحلة التي بلغها الرجل بل في مذكراته لديه تعبير "ان يتزوج الانسان خير من ان يصحب كلبا".

ثالثا: الواقع يكذب قضية المساواة لماذا؟ في اوروبا مثلا لا يوجد أي تشريع يميز بين الرجل والمرأة فإذا جئنا لعدد النساء في الخدمة العسكرية فهل هي اقل او اكثر من الرجال؟ فهي اقل بكثير جداً لماذا لان غالبية النساء يفشلون في اختبارات القبول لأنهن غير مؤهلات لمثل هذا العمل، وفي جائزة نوبل فقط عدد النساء اللاتي فزن بهذه الجائزة (50) أمراه في مقابل المئات من الرجال ما يقارب (700) رجل، وفي عالم السياسة نأتي الى كل حكومات العالم فكم نسبة النساء فيها؟  فأين المساواة؟ فعمليا على الأرض لا وجود لمثل هذه الأمور ولو عملت احصائيات عالمية حتى اكثر الدولة مساواة يوجد هناك تفاوت واضح فالمشكلة ليست في وجود تشريعات دينية تمنع هذه الأمور فالواقع يقول لا وجود للمساواة.

المحور الثالث: ماذا قدم الإسلام للمرأة؟

النظرة المطروحة اليوم ان الإسلام حافظ على النظرة الذكورية لأنه دين انبثق منن رحم الصحراء والقبيلة وان النظرة العشائرية ترى ان الرجل كل شيء وان المرأة هي لا شيء، فهل الدين حافظ على هذه النظرة؟

الإسلام لم يوافق على الواقع القبلي الموجود فالإسلام غير وبدل في الواقع فما أعطاه الإسلام للمرأة سبق فيه الغرب قبل 1000 سنة.

أولا: الإسلام نص على المماثلة بين الرجل والمرأة: قال تعالي "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وأنثى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" فالاسلام بين ان لا فرق بين الذكر والانثى وان اكرمكم اتقاكم بينما في أوروبا قبل قرون كانوا يناقشون هل الانثى انسان ام غير انسان (اﻧﻌﻘﺪ ﺑﻔﺮﻧﺴﺎ ﻋﺎﻡ 673 ﻣﺆﺗﻤﺮ أﻭﺭﻭﺑﻲ ﺣﻮﻝ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮأﺓ ﻫﻞ ﻫﻲ إﻧﺴﺎﻥ أﻡ ﺣﻴﻮﺍن).

ثانيا: ان هناك عدلا في الجزاء: فليس هناك تفرقة في الجزاء فكما يجازى الرجل تجازى المرأة في قوله تعالي (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) فهذا دليل ان العقل كامل لكليهما فلذلك التكليف واحد والجزاء واحد.

ثالثا: نظرة العرب الى المرأة نظرة تشاؤمية فالإسلام بدل هذه النظرة، قال تعالي " وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوارى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ ما بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ أَلا ساءَ ما يَحْكُمُونَ" فالإسلام رفع الشئم عنها بل لدينا أحاديث عن الائمة (ع) تنص على ان البنت خير من الولد وفيها البركة أكثر من الولد.

رابعا: ان النظرة عند العرب ان المرأة لا يحق لها اختيار المصير، فتتزوج وليس من حقها اختيار الزوج وليس من حقها القبول او الرفض فالإسلام ليس فقط أعطاها حق الاختيار فقط بل جعل شرطا من شروط صحة العقد هو القبول بحيث يبطل العقد بدونه وهذا ما أحدث زلزال عند العرب في ذاك الزمن فالعرب لديهم ان المرأة أساسا لا تستشار ولا تسال وليس لها راي والإسلام جعل ركن من اركان الزواج قبولها.

خامسا: المرأة في الجاهلية كانت تتبع الرجل في كل شيء ولا تملك شيء وكل ما لها هو للرجل فاذا راد ان يعطيها او يمنعها فالأمر راجع له ونظام الإرث في الجاهلية كان للرجال والإسلام جاء ليغير هذا الامر وجعل المرأة ترث فقال تعالي " لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ ۚ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا" فالإسلام اعطى حق الميراث للمرأة مند 1400 سنة هذا الحق الان في أوروبا والعالم الغربي قريب اقر ، ونأتي لقضية للذكر مثل حض الأنثيين وهنا نأتي لنسال هل هذا التقسيم ناظر للجنس او ناظر لها كعنصر من عناصر الاسرة؟ هو خاص بعنصر الاسرة وفي اغلب الحالات المرأة ترث أكثر من الرجل ومثال لو رجل لدية امرأة وعشرة أبناء المرأة ترث الثمن والابناء يرثون سبعة اثمان فاذا قسمت هذه السبعة فكل ولد يحصل على اقل وهناك كثير من الحالات المرأة ترث أكثر وفي المقابل اوجب على الذكر النفقة على زوجته واوجب النفقة على أولاده واوجب عليه المهر في الزواج فصحيح أعطاه من جيب ولكن اخذ منه في الجانب الاخر، إذا اردتم مساواة فالإسلام اوجب على الرجال الجهاد! واجب عليه النفقة والصلاة عن ابيه وقضاء صيام ابيه وكلف بأمور اسقطت عن المرأة فاذا اردتم السؤال عن للذكر مثل حض الأنثيين يجب النظر لها من هذه الزاوية.

سادسا: الإسلام نصب على ان المرأة قد تصل الى اعلى مراتب الكمال فهناك حديث مشهور " كمل من النساء أربعة أسية بنت مزاحم والتي ضرب الله لها مثلا في القرآن (ضرب الله للذين أمرأه فرعون) مريم بنت عمران التي سميت سورة كاملة باسمها وخديجة بنت خويلد هذه العظيمة التي بعث الله لها سلاما (العلي الأعلى يبلغك السلام ويبشرك ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب) وفاطمة بنت محمد، فهذا الحديث يدل على قابلية التكامل عند المرأة وان تصبح افضل من الكل لذا قال النبي (ص) لو وجود علي لما كان هناك كفئ لفاطمة لأنها افضل من الكل.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مراجعة لكتاب د. محمد مجتهد شبستري "نقد القراءة الرسمية للدين"

مراجعة لكتاب د. محمد مجتهد شبستري "نقد القراءة الرسمية للدين" أبو محمد – مراجعة كتاب – 17 مارس 2020 في البداية يجب ع...