بقلم أبو محمد 10 مايو 2019
تحدث سماحة الشيخ علي الساعدي في الليلة الثانية من
رمضان بمأتم كرانة الجنوبي عن موضوع العدل الإلهي وجدلية الشرور وهي الجدلية التي
تطرح في كل زمان وطرحت قبل الرابع ميلادي من قبل الفيلسوف اليوناني "
ابيقور".
بين سماحة الشيخ أولا أن كل الأديان وحتى اللا-دينيين
يتفقون على مفهوم العدالة وان العدل جميل والظلم قبيح، وان العدالة والظلم مفهومان
عقليان يستقل العقل بالحكم فيهما.
وذكر أن الدين جعل العدالة المفهوم الأساس، ونزه الله
نفسه عن الظلم وجعل الغاية الأساسية من بعثة الأنبياء هي إقامة العدل ورغم ذلك الا
ان كثير من التنويريين والمثقفين وحتى بعض المتدينين يقولون اننا لا نجد في انباء
الدين واحكام الدين وضوح في العدالة؟ وأن هناك اشكالين اساسيان في (التشريعات)
" مثل عدم المساواة بين الذكر والانثى" و(السنن) "مثل البراكين
والفيضانات والمذابح والتشوه الخلقي الخ".
وأكد أنه قبل الإجابة على هذه التساؤلات هناك (4)
إيضاحات لابد منها واذا سلمنا بها سنكون على بصيرة من امرنا:
11-
هناك مساحة غير واضحة ومفهومة في تحقيق العدالة: مثل
القوانيين الوضعية والتي هدفها تحقيق العدالة ولكن هناك اختلاف بين الجهات فهناك
جهة ترى مثلا الإعدام حكم عادل وجهة ترى انه ظلم، البشر مختلفين في تطبيق العدالة
في بعض المساحات.
22-
هناك خلط كبير عند الناس بين العدالة ومفاهيم أخرى مثل
المساواة/الرحمة فيتصورون انها عدالة وما هي بعادلة: الناس يتصورون ان العدالة هي
المساواة، فالعدالة هي إعطاء كل صاحب حق حقه وفق المصالح فمثلا اميز المجتهد من
الطلاب فاكرمه اما الاخر غير المجتهد فيجب ان لا اساويه بمثل الطالب المميز فلكل
مجتهد نصيب ومثال اخر الرحمة فيقولون اين العدالة في اكل الحيوان؟
3- الانسان بطبيعته إذا لم يكن على كرسي المسئولية، يعطي
اراء حول العدالة والظلم بمفاهيم اللا-مسئولية فلو تولى موقع المسئولية ويشرف على
مفهوم المصالح والمفاسد لتبدل معه مفهوم العدالة والظلم لأنه سينظر بنظر الحقيقة.
4- كثيرون من الذين يحققون
مفهوم العدالة بغير موضوعية: الانسان بطبيعته إذا جاء له الخير وحصل على ما يريد
اعتبر ان الدنيا عادلة فاذا حرم من شيء واحد تكونت عنده عقده.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق