الجمعة، 25 أكتوبر 2019

تغطية كتابية لكلمة السيد منير الخباز في ملتقى الخطباء بكربلاء تحت شعار "الخطابة الحسينية رسالة اصلاح"


أبو محمد – تغطية كتابية – 25 أكتوبر 2019

تغطية كتابية لكلمة السيد منير الخباز في ملتقى الخطباء تحت شعار "الخطابة الحسينية رسالة اصلاح" والذي تم تحت رعاية العتبة الحسينية في كربلاء سنة 2018:

من الدقيقة 43 الى الدقيقة 1:14 

هناك توجه لتيارات خارجية وداخلية تدعو الى افراغ الدين عن كونه حياة للمجتمع البشري.
القسم الأول (الخارجية): هي ثلاث تيارات (الإلحاد، اللا-أدرية، اللا-دينية).
القسم الثاني (الداخلية): التي تنطلق من داخل المتدينين والحوزة: وهو تيار يركز على انه هل الدين حياة للمجتمع البشري ام لا؟ 
وهذا التيار يحاول افراغ الدين من هذه النقطة وهي ان ليس الدين "حياة" بل هو مجرد مضامين عرفانية وروحية وجميلة تهفو لها الروح وتلتذ بها النفس ويتغنى بها الانسان في أوقات معينة، أما ان الدين يتحول الى كيان والى وجود يتجسد على ارض الواقع فلا! فلماذا؟

هذا التيار ينطلق من منطلقات متعددة:

المنطلق الأول (ضرب الوحي): ان الوحي ليس كما يتصوره المسلمون عامة من اتصال يقيني وشهودي  بين النفس القدسية للنبي (ص) وبين عالم الغيب، بل هو مجرد مضامين عرفانية تتجللا لقلب النبي (ص) كما تتجلى المعاني السامية لقلب أي شاعر واديب ولقلب أي متصوف او متعرفا بل هي مضامين عرفانية تتجلى للنبي من خلال مجاهدته لنفسه ويقوم بصياغتها بلغته وثقافته في كتاب يسمى الانجيل او التوراة او القرآن، فاذا كان هذا هو الوحي فاحتمال القصور والمحدودية احتمال وارد في جميع ما نعتقد انه من الكتب السماوية المقدسة.

المنطلق الثاني (ترسيخ العنصر البشري في شخصية النبي (ص) والائمة الطاهرين): يقول ان ما ينسج من مقامات وفضائل ومناقب ما هي الا أساطير نسجها كثير من الرواة بحسن نية او بسوء نية وان مدرسة القميين في مواجهة الغلو والافراط في وصف الائمة الطاهرين هي المدرسة الصحيحة والقويمة والتي من خلالها يترسخ العنصر البشري بشكل واضح في شخصيات الائمة الطاهرين وبالتالي لا تبقى للإمام صفة العصمة المطلقة والعلم المطلق التي تعتقد به اغلبية الامامية الاثنى عشرية.

المنطلق الثالث (ان هذه المنظومة الفكرية الامامة/العصمة/العلم اللدني/الولاية التكوينية هذه المنظومة الفكرية من مصطنعات علمائنا وليس لها جذور أو وجود في زمن الامام علي (ع) أو الحسن والحسين): بل كتب بعض الحوزويين ان الامامة والعصمة والعلم اللدني والولاية التكوينية مفردات وضعها الامام جعفر الصادق (ع) وضعها لكي يحفظ الوحدة الاجتماعية عندما فرزت الجماعات وتباينت الصفوف فهناك سنة وصوفية وحشوية واهل الحديث فاضطر الامام الصادق الى ان يصنع أيضا كيان اجتماعي له خصائص معينة فستصنع هذه المفردات من اجل ان يميز جماعته عن الجماعات الأخرى وهي مسالة تخطيط اجتماعي لا عن عقيدة لها جذورها ورصيدها في القران او في التراث الامامي.

المنطلق الرابع (التشكيك في التراث): أنتم تعلمون ان هذا الصوت من داخل الحوزة فضلا عن خارجها، هذا التراث الذي يشتمل على الألاف الروايات والذي يعبر عنه السيد الأستاذ السيستاني دام ظله أنه "منظومة متكاملة" بمعنى انه يكمل بعضه بعضا هذا التراث الروائي أصبح مجرد أحاديث مملوئه بالغث والحشو والروايات الموضوعة والإسرائيلية وبالتالي فقد الوثوق بقيمته وبموقعته واهميته لأجل ذلك ثلثي الدين انتهى! لان ثلثي الدين يعتمد على هذا التراث، الدين الذي ندعو ان يكون حياة للمجتمع البشري ما هو الا هذا التراث المملوء بالخث والحشو والروايات الإسرائيلية، إذا لا يبقى للدين الا بعض الضروريات التي نمارسها كعبادات لا لأنها وحي يوحى بل لأننا نحتاج لمثل هذه الممارسات الروحية التي تعطينا نصيبا من الاطمئنان والاستقرار الروحي ليس إلا! علم الرجال علم ظني كل هذا التراث جاء عن طريق العنعنه والعنعنه طريق ظني كل هذا التراث لا يوصلنا الى رصيدا نعتمد عليه اعتمادا يقينيا في طرح الدين للحياة وفي ابراز الدين دستورا وطريقا لإقامة حياة المجتمع البشري.

المنطلق الخامس (تاريخية النص): لنفترض ان هذا التراث صحيح وان هذه الروايات صادرة ولكن الدعوة انها دستورا لكل زمان ولكل مجتمع وأنها تأصل نافذ وحاكم في كل مفاصل الحياة فلا! هذه الروايات كلها تعيش وتخضع الى التاريخانية بمعنى انها نصوص صدرت في حقب زمانية معينة لعلاج ظروف موضوعية معينة وهي ناظرة لقضايا مرحلية معينة لذلك لا تصل ان تكون دستورا لإقامة مجتمع دينيا أو مجتمع يعيش هذا التراث حياة له.

المنطلق السادس (ضرب مقام المهدوية لكي يزول مقام المرجعية): لان المنظر التفت الى ان قوة المذهب الامامي مند أيام السفراء الأربعة الى يومنا هذا في التفافه حول موقع نيابة الامام (عج) فهناك كما تعرفون يوجد تنظيمات خصوصا في العراق وايران ودول الخليج ما يعبر عنهم بالمثقف الاكاديمي مقابل رجل الدين هذه المجموعات ترى انه لا مجال لصوتها ولا لإبراز فكرها ولا لطرح مفاهيمها إلا اذا عزل رجل الدين عن التأثير، ما لم يعزل رجل الدين عن التأثير في المجتمع فسوف يبقى صوت المثقف والاكاديمي خافتا بعيدا فلابد من عزل رجل الدين كيف يتم عزول رجل الدين؟ بعزل المرجعية فاذا عزل المرجعية عن التأثير في المجتمع الامامي امكن للمثقف ان يحل صوته محل المرجعية وان يكون موقعه هو موقع القيادة والتأثير وعزل المرجعية بضرب الأساس الذي تعتمد عليه فهي تعتمد على أساس نيابة الامام الحجة فاذا لابد ان تضرب الامامة لكي تكون بشكل تلقائي زوال وانقراض موقع المرجعية لذا تاتي مثل هذه الكلمات من التشكيك في ولادة الامام وفي غيبته وفي اصل وجوده وفعاليته وانه لو كان موجودا فهو في عالم اخر لا ربط له بعالمنا الى ان تضرب هذه الأرضية التي تعتمد عليها في قداسة وموقعية نيابة الامام (عج) فيكون هذا ضربا لموقعين موقع المهدوية وموقع المرجعية الذي يعتمد على النيابة عن الامام.

المنطلق السابع (ضرب المرجعية بشكل مباشر): المرجعية نظام فردي يعتمد على شخص هو في معرض الخطا وفي معرض قصور الخبرة وفي معرض قله الثقافة هو في معرض عدم القدره نتيجة لكبر سنة او ضعف ثقافته عن قيادة الامة الإسلامية فبالتالي كيف نسلم رقابنا ومجتمعنا وحياتنا بكامل تفاصيلها الى فرد يفتقر للخبرة والمتابعة والقيادة الحكيمة.

كل هذه المنطلقات التي ذكرناها من القسم الثاني هي تنصب في نقطة واحدة هي (افراغ الدين عن كونه حياة للمجتمع البشري)

أحد الحلول العملية للتصدي لمثل هذه التيارات التي تدعو الى افراغ الدين عن كونه حياة للمجتمع البشري هو انشاء (مركز التبليغ).

مركز التبليغ ككفرة وكيان يعنى بأمور ثلاثة:
الامر الأول: تشخيص الشبهات والمشاكل الفكرية التي تعاني منها الامة السلامية بشكل يواكب المستجد.
الامر الثاني: توفير دراسات موثقة عن أطروحات فكرية تعالج مثل هذه الشبهات.
الامر الثالث: إقامة مؤتمرات مشتركة تضم الفريقين "رجل الدين والمثقف الديني".






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مراجعة لكتاب د. محمد مجتهد شبستري "نقد القراءة الرسمية للدين"

مراجعة لكتاب د. محمد مجتهد شبستري "نقد القراءة الرسمية للدين" أبو محمد – مراجعة كتاب – 17 مارس 2020 في البداية يجب ع...