الأربعاء، 19 ديسمبر 2018

الفصل بين السلطات بين الفيلسوف الفرنسي مونتسكيو والإمام علي (ع)


أبو محمد – 20 ديسمبر 2018

الغرب يعتبر ان اول من اسس نظريا وبشكل أكثر تفصيلا للفصل بين السلطات هو الفيلسوف الفرنسي "مونتسكيو" (1689-1755) في القرن الـ 17 ميلادي وهذا الغرب يقدمه اليوم للعالم انه هو "أب مبدا الفصل بين السلطات" او صاحب الدستور المتوازن وانه أحد المنظر ين فكريا لشكل النظام السياسي والمساهمين مع جان جاك روسو وفولتير وغيرهم من فلاسفة عصر التنوير في قيام الثورة الفرنسية عام 1789.

أعتبر كتابة " روح القوانين" أحد اهم الكتب السياسية ولا يضاهيه في نفس المجال الا كتاب السياسة لأرسطو والعقد الاجتماعي لروسو، في هذا الكتاب السياسي، دافع مونتسكيو عن الدستور ومبدأ فصل السلطات (التنفيذية، التشريعية، القضائية) وإلغاء الرق، والمحافظة على الحريات المدنية والقانون، وفكرة أن المؤسسات السياسية يجب أن تعكس المظاهر الاجتماعية والجغرافية للمجتمع.

ولكنه في المقابل كان معجب اشد الاعجاب بالملكية او الجمهورية "الأرستقراطية" وان تكون الأولوية لطبقة "النخبة “وهي السلطة التي تكون فيها اليد لجماعة من أفراد الشعب هم الأشراف أو النبلاء وهي نفس طبقة مونتسكيو ويختارهم الملك، وانه لا يجب ان يتساوى صوت النبلاء مع العامة من الناس لأنه حسب اعتقاده سوف لم يدعم "الارستقراطيين" النظام لذا يجب تخصيص مجلس خاص بهم وان يكونوا طبقة وسطى بين عامة الناس وبين الملك، وكذلك هو يخشى الجمهورية الديمقراطية لأنه يرى ان حكم الشعب هو استبداد الرعاع! وانه يرى ان النظام الملكي الأرستقراطي متوازن وتحدُ كل قوة في الدولة من القوة الأخرى، وكذلك يرى ان حق الدفاع الطبيعي بين المجتمعات يقتضي ضرورة الهجوم استباقيا أحيانًا على الدولة الشريرة إذا تبين انها ستهدم السلام!

في المقابل قبل (1100 عام) 11 قرن من "مونتسكيو" يوجد رجل طبق نظريا/تشريعيا وعمليا وهو الامام علي (ع) مبادئ الفصل بين السلطات، وانا هنا لست في وارد المقارنة فلا يوجد مقارنة بين الشخصية الثانية بعد رسول الله وبين أحد من البشر ولكن انا هنا لذكر بعض ابعاد هذه الشخصية المظلومة وما قدمته للبشرية جمعاء، حيث قدمت هذه الشخصية الكثير في شأن إدارة الدولة نذكر منها بعض النماذج:

1- كيفية اختيار رأس السلطة: حرص الامام علي (ع) ان لا يتولى الخلافة الا عن طريق البيعة من جميع الناس وجميع طبقاتها وليس عن طريق القوة أو توصية من أحد او جعل امر الاختيار بين عدد محدود من الناس ليقرروا فكان اول اختيار شعبي وجماهيري للخليفة وعليه قال "واعلموا إن اجبتكم ركبت بكم ما أعلم، وإن تركتموني فإنما انا كأحدكم، إلا أني أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم" وبذلك يعتبر اختيار الناس مبدا أساسيا لتداول السلطة وهو ما ميز النظام الإسلامي عن بقية الأنظمة في تلك الفترة مثل القيصرية او الكسروية.

2- الفصل في السلطات: "قضية الدرع" بين الإمام علي(ع) والنصراني أو اليهودي حيث تمثل هذه القضية قمة العدالة والمساواة والديمقراطية والفصل بين السلطات، تواضع رئيس الدولة وحاكم لما يقارب 50 دولة ويساوي نفسه بخصمه الذي على غير ملته ويطلب عدم مناداته إلا باسمه دون ألقاب ليكون متساوي مع خصمه ويصدر الحكم ضده، فهنا فصل للسلطة التنفيذية عن السلطة القضائية بحيث لا يتأثر حكم القاضي ولتامين الحصانة الكاملة للقاضي في اصدار احكامه، وقد كانت قبل عهد الامام علي (ع) السلطات الثلاث موحدة غير منفصلة وهناك قضايا كثيرة بعدم التفريق حتى بين رئيس الدولة وعائلته وبين افراد العامة ليبين انه لا فرق بين أحد أمام القضاء وأن تكون جلسات القضاء علنية امام الناس.

3- شكل الدولة: كان شكل الدولة في عهد الامام علي (ع) ما يشبه الكنفدرالية، للأقاليم ولاه لهم صلاحيات وتكون هذه الأقاليم تابعة الى السلطة المركزية في الكوفة بحيث يكون الامام علي (ع) اشبه ما يكون بالقائد العام للقوات المسلحة وله صلاحية عزل وتنصيب الولاة.

4- سياسة الحكومة الاستشارية والمشاركة في بناء الدولة: الامام رسخ مبدا احترام أراء الناس عبر الاستشارة إذ قال الامام علي (ع): "ان من حقكم علي أن تعطوني المشورة"، ويقول بخصوص حق المشاركة في بناء الدولة في عهده لمالك الاشتر "وأكثر مُدارسة العلماء، ومناقشة الحُكماء في تثبيت ما صَلَحَ عليه أمرُ بلادِكَ وإقامة ما استقام به الناسُ قبلَك، واعلم أنّ الرعيّة طبقات لا يَصْلحُ بعضُها إلاّ ببعض، ولا غِنى ببعضِها عن بعض؛ فمنها جُنود الله، ومنها كُتابُ العامّة والخاصّة، ومنها قُضاة العَدْلِ، ومنها عُمّالُ الإنصافِ، والرِّفقِ، ومنها أهْلُ الجزية والخراد من أهْل الذِّمَّة ومُسْلِمة الناس؛ ومنها التجارُ وأهل الصناعاتِ، ومنها الطبقة السُّفلى من ذوي الحاجة والمسكنة، وكُلٌّ قد سمَّى الله له سَهْمَهُ، ووضع على حدِّه] فريضةً في كتابهِ أو سُنَّةِ نبيّه(ص) عهداً فيه عِندنا محفوظاً" فالمجتمع بكل طبقاته يساهم في بناء الدولة.

5- استبدال الولاة السابقين الفاسدين وتعيين المؤتمنين بدل عنهم، كما وضع شروطا لاختيار للولاة، وكذلك قام باسترجاع الأراضي والأموال المنهوبة من قبل بعض الولاة السابقين الى بيت مال المسلمين او ما غصبه الظالمون الى المستضعفين.

6- عمل جهاز رقابي على الولاة المنصبين من قبله: حيث قام امير المؤمنين بتوزيع العيون جهاز سري شرطة الخميس خلص أصحابه على الولاة وموظفين الدولة ليرفعوا له تقارير عن اعمال وتعامل ولاته وموظفي الدولة وقد عزل ونبه بعضهم على الأخطاء التي يعملونها ويخبرهم انهم تحت عينه فيما يفعلونه.
7- أنشاء ديوان المظالم: لم يكتفي الامام بنشر العيون بل أنشئ ديوان للمظالم للنظر في أي شكوى يرفعها المواطنون ضد ولاتهم وحكامهم سواء بظلم حصل لهم او تقصير اتجاههم او انحراف عن طريق الحق.

8- المساواة في الحقوق والواجبات والعطاء والقانون: قام بتوزيع المال على الجميع بالتساوي وعدم تفضيل شخص على اخر بحسب النسب او الشرف او عطاءه للإسلام او جنسه، ونشر ثقافة الطاعة والقبول طواعية ودون اكراه او ابتزاز او اغراء مالي، وحق المعارضة، والاعتراض والشكوى للجميع.

9- مباشرة رأس الدولة بنفسه الاطلاع على أحوال الناس: كان الامام علي (ع) حريص كل الحرص على المباشرة بنفسه مهام الرقابة وينزل الى السوق ويقدم النصائح والارشادات رغم طلب أصحابه انهم يكفونه العمل فرفض وقال "وظيفة الامام حفظ النظام ورعاية حقوق العامة".

10- انشاء التامين الاجتماعي للفقراء: عمل على انشاء التامين الاجتماعي للفقراء والعاطلين والعاجزين عن العمل بحيث يصرف لهم من بيت المال راتباً شهرياً حتى تهيئتهم للحصول على عمل جراء هذا الراتب.

11- تمليك المواطن ارض احياها بنفسه: عمل على انشاء برنامج اقتصادي يتيح للفرد تملك الأرض عبر إحيائها وزراعتها وذلك للتشجيع على التنمية الاقتصادية والزراعية بالإضافة لنظام المساواة والعدالة بين جميع المواطنين للوصول لمجتمع متكامل حيث قال " من أحيا أرضاً من المؤمنين فهي له وعليه سقيها يؤديه إلى الإمام"، وقد أوصى ولاته على ذلك كما في عهده لمالك الاشتر: وليكُن نظرك في عِمارة الأرض أبلغ من نظرك في استجلاب الخراج، لأن ذلك لا يُدرك إلا بالعمارة، ومن طلب الخراج بغير عمارة أخرب البلاد وأهلك العباد، ولم يستقم أمره إلا قليلاً".


12- سياسة عدم بدا شن الحروب: في طوال تاريخ الامام علي (ع) لم يسجل التاريخ انه قام بالبدء في قتال بل وحتى عند تلاقي الخصمان لا يوفر جهدا ونصيحة ودعوة للحق الا واستخدمها ولا يبدا في القتال مهما كانت الظروف الا ان يبدا الخصم بالقتال ودفاعا عن النفس حيث قال "لا تقاتلوا القوم حتى يبدؤوكم فإنكم بحمد الله على حجته، وترككم إياهم حتى يبدؤوكم حجة أخرى لكم عليهم".

وغيرها الكثير من القرارات والتوجيهات والنصائح التي جاءت بعد تركه ثقيلة لسنوات وفي فترة قليلة  5 سنوات وحرجة وصعبة من فتن داخلية وحروب القاسطين والناكفين ولو كانت الأرضية غيرت التي كانت لكان الوضع مختلفا تماما واكثر مما ذكرناه وبذلك يكون المؤسس الأول لدولة القانون والمساواة والعدل والتي لم يشهد التاريخ لمثلها وقد سبق العصور الحديثة بذلك هو الامام علي (ع).

الخميس، 13 ديسمبر 2018

سؤال أحد الأخوة بخصوص مقال "التسامح بين الفيلسوف الانجليزي جون لوك والإمام علي (ع)


سؤال أحد الأخوة بخصوص مقال "التسامح بين الفيلسوف الانجليزي جون لوك والإمام علي (ع)

هذا الطرح في المجمل جميل، ولكن عندما تدخل في التفاصيل يبان فيه بعض المشاكل، كما أن كلام لوك جميل في ظاهره ولكن به نواقص أشرت لها من حيث استثناؤه الملحدين والكاثوليك.

ما أعنيه تحديدًا هو أن هذا التسامح منقوص، فصحيح أنه يسمح لمعتنقي الديانات الأخرى بممارسة عباداتهم، ولكنهم يجعلهم مواطنين من الدرجة الثانية، فهم محرومون من حيازة المناصب القيادية في الدولة أو مناصب القضاء والجيش/الشرطة، وهم كذلك مطالبون بدفع نوع خاص من الضرائب.

إذا اعتبرنا كلام لوك ناقصًا فهو إنسان ناقص ويمكننا تصحيح أخطائه، وهو ما حدث مع تطور الليبرالية. ولكن هل يمكننا تطوير الشق الآخر؟

أهلا عزيزنا وشكرا على تعليقك ومرورك

أولاً: بخصوص المقال هو يتحدث فقط عن مرحلة حكومة الامام علي (ع) الفتية والتي لم تدم اكثر من 5 سنوات وأثخنت واشغلت بالحروب والمشاكل الداخلية ولو ترك الامر للإمام علي (ع) لكان الامر مختلفاً.

ثانيا: الامام علي (ع) قال"لو استقامت لي الامرة وثنيت لي الوسادة لحكمت لأهل التوراة بما انزل الله في التوراة ولحكمت لأهل الانجيل بما انزل الله في الانجيل ولحكمت لاهل القرآن بما انزل الله في القرآن" بمعنى لتغيرت بعض الأمور وكثير مما كان قبلا معمولا به ولكن الأوضاع لم تكن لتسمح حتى مع المسلمين أنفسهم للتغيير، ففي قصة انه دخل مره المسجد ورائهم يصلون صلاة (....) فقال لهم هذه ليست سنة! فتصايحوا ووااا سنة (...)! وهذا شان داخل الدين فكيف بالتغيير الكامل؟!.

ثالثا: الجزية كانت تأخذ من غير المسلمين في تلك الفترة بالدولة الإسلامية لعدة أسباب وهي رسوم عن حمايتهم في الدولة من العدو الداخلي والخارجي وحماية حقوقهم وأيضا لانهم *معفون من الخدمة في الجيش* والالتحاق في الحروب مع المسلمين وهي مرادف للصدقة والخمس المختصة بالمسلمين والتي لا يدفعها اهل الكتاب ولها احكامها وحسب إمكانية الفرد وفقط الميسورين من الرجال وبذلك يصبح هذا الانسان كواحد من المسلمين في الحقوق والواجبات.

رابعا: من هذه الجزية أيضا أصدر الامام علي اول قانون في التاريخ للضمان الاجتماعي للمتقاعدين من اهل الكتاب حسب اطلاعي لا يوجد أحد قبله، فهناك قصة ان الامام يمشي في الكوفة ورأى رجل عجوز مسيحي يتسول فقال الامام كيف تتركون رجلاً في بلاد المسلمين بعد استخدامه في شبابه وبعد كبره تتركونه ولا تجعلون له عطاء من بيت المال فقال اكتبوا له عطاء من بيت المال، بمعنى راتب تقاعدي.

خامسا: نعم في الدولة الإسلامية الفتية لم يسمح بتولي المناصب العليا السيادية وذلك لعدة أسباب كذلك وواحد منها أن الدولة الإسلامية لها مبادئ ولا يمكن لغير المعتقد بها ان يعمل بهذه المبادئ لذا استثنيت هذه المناصب السيادية للمسلمين في الدولة الإسلامية الفتية والتي كانت تسعى لنشر الدين الإسلامي في ارجاء المعمورة.

سادسا: كل الأمور قابلة للتغير فمن قال ان الأمور مثل هذه الأمور ثابته في الإسلام؟ فالجهاد الابتدائي لهو رائيين مختلفين وحتى في مسالة إقامة الحكومة هناك اراء مختلفة بين ولاية فقيه وولاية الامة وبين الحكم المدني المشروط الخ وحتى منصب المرجعية مطروح للمناقشات فهناك من يشترط الذكورة وهناك من لا يضعه شرط بل لا يرى أي فرق بين المرأة والرجل في كل المناصب وهكذا فكل الأمور قابله للمناقشة والتغيير.

في مسالة تطور الليبرالية او العلمانية ذكرت راي بشأنها في مقال سابق يمكن الرجوع له بعنوان "العلمانية ... في أثنى عشر نقطة" وان شاء الله سيكون المقال القادم بعنوان "الفصل بين السلطات بين مونتيسكيو والامام علي (ع)".


الجمعة، 7 ديسمبر 2018

التسامح بين الفيلسوف الانجليزي جون لوك والإمام علي (ع)




التسامح بين الفيلسوف الانجليزي جون لوك والإمام علي (ع)

أبو محمد – مقال مختصر-7 ديسمبر 2018

يعتبر الغرب ان اول من اسس فلسفيا للتسامح الديني وحقوق الانسان وعدم تدخل الدولة في الدين والحكم المدني والحرية هو الفيلسوف الانجليزي "جون لوك" (1632-1704) في القرن الـ16 ميلادي ويعتبرونه انه هو "أب الليبرالية" وانه المنظر فكريا والمساهم في الحراك الذي اسقط الملك في إنجلترا عام 1688 والذي على اثره نزع الملك من ملك كاثوليكي الى ملك بروتستانتي وبذلك أسست ولأول مرة في التاريخ دولة لديها هامش من الحرية والقانون عبر الاستفادة من أفكاره وفلسفته وأيضا يعتبر ملهماً لفلاسفة عصر التنوير مثل فولتير عن الحرية والتسامح ومونتسكيو  عن الفصل بين السلطات وجان جاك روسو عن العقد الاجتماعي وتم استلهام أفكاره في تأسيس دستور الولايات المتحدة الامريكية.

في ظل الحروب والتطاحن والتعصب الطائفي التي عاشها في فترة حياته خاصة الدينية بين الكاثوليك والبروتستانت جاءت مقالته بعنوان "رسالة في التسامح" والتي أكد فيها على ضرورة القضاء على التفكير الأحادي والتعصب الديني وبناء منظومة حقوق تؤسس لمفهوم التسامح تعتمد على مبدا الفصل بين الدين والدولة والمساواة في الحقوق بين جميع الطوائف وان الله لم يفوض احدا في الكون في ان يفرض على أي انسان دينا معينا وان قوته تكمن في باطن الانسان وهو العقل ورفع شعار " إن حريتي تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين".

ولكنه استثنى جهتين: "الملحدين" والذين يرى انهم غير اهل ثقة ما داموا لا يخشون الهاً ولا ديانة و"الكاثوليك" الذين اعتبر ولائهم للخارج ولسلطة اجنبية للبابا سواء في روما او اسبانيا.

بينما لدينا نحن المسلمين قبل (10 قرون) من جون لوك رجل حمل رسالة التسامح على نطاق أوسع وأشمل طبقها نظريا/تشريعيا وعمليا بعد رسول الله (ص) وهو الامام علي (ع) ومثال بسيط على ذلك ما جاء في عهده لمالك الأشتر: “وأشعر قلبك الرحمة للرعية، والمحبة لهم واللطف بهم ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم، فإنهم صنفان : (إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق)"، فقد دعا الامام علي (ع) الى التعايش والتسامح في اقصى حدوده بين الرعية والراعي من منطلق الحب ليشمل جميع مكونات النسيج الاجتماعي للمجتمع و على مبدا الرحمة وانصاف الناس وان التعامل مع الناس هو عبر أساسين فإما يكون معك في الديانة او هو نظير لك في الخلق انسان مثلك ليعطي بذلك بعد اشمل وفي اقصى حدوده.

مثال ثاني على التطبيق العملي: كان في عاصمة الدولة الإسلامية (الكوفة) تعيش مجموعة من الطوائف اليهود، المسيحيين، الصابئة وغيرهم فكان الامام علي (ع) يكفل لهم حريه المعتقد وممارسة شعائرهم بل قيل ان جرس الكنيسة كان يسمع في عاصمة الدولة الإسلامية.

مثال ثالث للتطبيق العملي: كان في الكوفة فرقة الخوارج وكانت معارضة مسلحة تكفر خليفة المسلمين الامام علي (ع) بل ويقاطعونه في خطابه في المسجد ولم يمنعهم من اظهار آرائهم فضمن لهم الامام رغم ذلك ثلاثة أمور: السماح بالتواجد في المسجد، إعطاء المال من بيت المسلمين، عدم البدا في قتال، فهل كتب التاريخ تعامل أكثر تسامحا ضد مخالفيه ومن معارضة مسلحة ومكفرة بصورة خاصة؟! فلم يبدئهم بقتال حتى بدئوا هم بالعنف والقتل.

وهناك العشرات من التشريعات والتطبيقات العملية لمبدأ التسامح في فترة الحكومة العلوية لا يسمح المجال لذكرها، كما لم يسجل التاريخ جزئية بسيطة ضد التسامح في عهده وأما إغفال العالم والمسلمين خاصة عن نهج وكلمات وخطب وافعال الامام علي (ع) يعبر عن أقسى مظلومية لهذه الشخصية الإسلامية العظيمة فمطلوب منا اظهار بعض تلك الابعاد لهذه الشخصية العظيمة والمظلومة.

الجمعة، 30 نوفمبر 2018

المرأة والتصدي لمنصب المرجعية




أبو محمد –30 نوفمبر 2018

هناك راي سائد عند الفقهاء هو عدم جواز تقليد المرأة حتى لو اجتمعت فيها كل الصفات وأن شرط الذكورة أساس في التصدي للمرجعية لكن هناك راي ملفت حسب توصيف الشيخ حسن الصفار وهو أن اغلب الفقهاء يبينون عدم وجود "دليل مقنع" عند مناقشة تقليد المرأة وتصديها للمرجعية.

في الفترة الأخيرة صدرت تصريحات مثيرة ففي النجف الأشرف صدرت تصريحات للمرجع الشيخ إسحاق الفياض حيث قال في لقاء مع موقع شفقنا العراقي بشهر يناير 2018 “بإمكان المرأة أن تتولى منصب القضاء والمرجعية" وقال " لا أعتقد بوجود فرق بين الرجل والمرأة، ما هو المانع اذا درست المرأة أن تكون مرجعا دينيا.. أليست المرأة إنساناً" وفي قم المقدسة أيضا في موقعه الالكتروني وتصريحاته لصحيفة الشرق الأوسط بسنة 2007 "لا يضع" المرجع الشيخ يوسف الصانعي شرط الذكورة في المرجعية او المناصب الحكومية او القضاء ووصل للتساوي في الديات بين الذكر والمرأة.

وحسب الشيخ حيدر حب الله فأن هناك رأيين بين الفقهاء حول تصدي المرأة للمرجعية رأي يشترط الذكورية في المرجعية وراي لا يضع شرط الذكورية في المرجعية ونستعرضهم كالتالي:

(الرأي الأول) وهو السائد مؤخراً وهو يشترط شرط الذكورية في المرجعية ومنهم من المتأخرين: "الإمام الخميني، السيد الخوئي، والسيد الكلبايكاني،السيد السيستاني، الشيخ التبريزي، الوحيد الخراساني، الشيخ محمد تقي البهجت، السيد محمد سعيد الطباطبائي الحكيم".

(الرأي الثاني) وهو لا يضع شرط الذكورة من ضمن شروط التصدي للمرجعية ومنهم من المتأخرين: "السيد محسن الحكيم، السيد رضا الصدر، الشيخ محمّد مهدي شمس الدين، السيد محمد حسين فضل الله، الشيخ يوسف الصانعي، السيد تقي القمي".

الشيخ محمد صنقور يذهب في بحثة "تولِّي المرأة لمنصبَي القضاء والمرجعيَّة" إلى أن التصدي للأمور الحسبية مثل القضاء والمرجعية وغيرها تتطلب ان تتوفر في المرأة ملكات نفسية يسترعيها منصبي القضاء والمرجعية ومنها "رباطةٍ في الجأش وقوَّةٍ في القلب وشجاعة متميِّزة كما يتوقَّف على مستوىً راقٍ من الحِكمة وحسن التدبير والقدرة على استجماع النظر وتقليب الأمور بتأنٍّ ورويَّة، وذلك ما يصعب على المرأة الاشتمال عليه نظرًا لمقتضى طبيعة خَلقها وتكوينها، فغلبةُ العاطفة وما يجيشُ به قلب المرأة من رقَّةٍ وحنانٍ ورحمةٍ وما يكتنفُه من وجلٍ وخوف، ومشاعر الحياء والخجل والتي هي كاللازم الذاتي للمرأة"
 
وبين صنقور أنَّ تصدِّي المرأة لمنصب القضاء والمرجعيَّة "يتنافى والمنظومة القِيَميَّة التي أطَّر فيها الإسلام حدود العلاقة بين المرأة والرجل".



الأحد، 18 نوفمبر 2018

الشيخ محمد صنقور في حديث عن الرادود والضوابط الشرعية الى اللحن والكلمة



أبو محمد – متابعات 18 نوفمبر 2018

أبومحمد: "موقع الرادود موقع خطير ولابد لأي رادود ان يعي دوره لأنه ربما يكون سببا في تعميق الصلة بأهل البيت(ع) او يكون سببا في عزوف الكثيرين عنهم وبذلك قد يساهم الرادود في إعطاء صورة ناصعة وقد يساهم في أن يعطي صورة مظلمة ووهن لأهل البيت(ع). ولأنه ينظر للرادود أنه قدوة وأسوة وهذه ثقافة خاطئة فرضت للأسف لذا علينا أن نجعل الالتزام والتدين والسلوك من الصفات الأساسية لشخصية الرادود لان النتائج لعدم توافر هذه الضوابط ربما تكون سببا في إدخال الوهن على صورة التشيع. ومنها استغلال الشهرة الحسينية لأجل الترويج لمصالح مادية دنيوية تسقط القيم الأخلاقية".

إليكم تغطية بعض ما ورد على لسان سماحة الشيخ محمد صنقور في محاضرة الضوابط الشرعية (اللحن والكلمة) بخصوص المتاجرة باسم الامام الحسين لأجل اهداف شخصية او اتباع اهواء النفس، وهذا ما نراه اليوم في استخدام اسم خدمة الامام الحسين لأجل مكاسب شخصية بحته!

الشيخ محمد صنقور:

 الحسين أصبح الآن "بزنز"؟! نتاجر ون بأسم الحسين(ع)، أعرف أن الكلمة قاسية ولكن لتصل "نحن نتاجر بدم الحسين" لان هذا العمل راح يدخل مبالغ كبيرة، وربما صاحب الصوت همه ان يصل صوته الرقيق والعذب الى الناس والمخرج والمنتج يفكر بالمدخول فواحد يفكر في تبليغ صوته وواحد يفكر بجذب أكثر قدر من السيولة والاموال، أليس هذا الحال الذي وصلنا إليه؟ إذا أردنا ان نعالج الجرح لابد أن نضع يدنا عليه اولا.

لذلك نلاحظ أن هذه الأعمال ليس لها تأثير ، وأثر العزاء سابقا ربما لقاء واحد يجذب الكثيرين الى الدين ويعمق صلتهم بالدين الان العزاء ٢٤ ساعة موجود في التلفزيون ولا نلاحظ سمات الدين والحماس الديني في قلوبنا وأبنائنا بل أصبحنا نخشى عليهم من هذه الألحان لأنها تحفر فيهم الانس لسماع أصوات المطربين.

من يريد اسلمه الموسيقى وألات الطرب واللهو فهو يخادع نفسه، بعض الرواديد يقاتل من اجل اثبات شرعية بعض الامور لأجل طرح ما يرغب فيه الناس فأصبحوا كأنما يقدمون ما يطلبه المشاهدون أو المستمعون مثل الصوت الرقيق والاصوات الفاقعة والعمل الصاخب والالوان والصور والحركات وليس ما يطلبه الحسين (ع)!.

الرهان الاول على المجتمع الواعي فهو من يستطيع تحجيم ظاهرة الهوس الموجود عند بعض الاخوة بشأن الإصدارات غير المنضبطة.

--------

وكل إنسان قادر على تجاوز السطح المادي انطلاقا إلى قيم إنسانية غير خاضعة لقانون المادة، ولكنه أيضا بوسعه أن يختار أن يذعن لقوانين المادة ويفقد ما يميزه كإنسان. فالإنسان هو الكائن الوحيد القادر على أن يرتفع على ذاته أو يهوى دونها.

الدكتور عبدالوهاب المسيري - مقال الانسان والتاريخ


الجمعة، 16 نوفمبر 2018

السيد منير الخباز: أين الخطة التبليغيه للحوزة العلمية؟






أين الخطة التبليغيه للحوزة العلمية؟

أبو محمد - متابعات 15 نوفمبر 2018

بعد مرور (5) شهور "مايو2018" من صرخة وأستغاثة آية الله السيد منير الخباز التي أطلقها وتسائل فيها عن "عدم وجود" خطة تبليغية للحوزة العلمية تعتمد على ركائز ثلاثة والتي طالب بإيجادها، بعد هذه الصرخة نتسائل هل حصلت هذه الصرخة طريقا لإيجادها؟!

نضع هنا نص الكلمة بالكامل:
 (السيد منير الخباز): لقد ذهبت للعراق فوجدت ان اتجاه الشباب يتجه الى التيار اللا-ادري واللا-ديني والتيار الالحادي من المسئول عن ذلك؟ الشباب في الغرب الذين نلتقي بهم ونجلس معهم ونرى مظاهر الانحراف الفكري والسلوكي لذا نسأل اين الخطة التبليغية؟ انا ابن الحوزة ومن داخل الحوزة وانا أستاذ في الحوزة وصار لي 40 سنة في الحوزة وأقول ذلك اين الخطة التبليغية؟ الخطة التبليغية التي تعتمد على "ثلاث ركائز":

الأولى: اعتماد تخصصات علمية من علم النفس والاجتماع والإدارة تسهم في فاعلية الخطة التبليغية.

ثانيا: اين الدراسات الميدانية لواقع الشيعة ولواقع المسلمين والشباب الفكري والسلوكي في مختلف المناطق؟.

ثالثا: اين الحلول الفكرية وأين الحلول التربوية التي وضعت على طاولة المناقشة ودرست دراسة مستفيضة ثم رسمت.

لذلك نتساءل باستصراخ واستغاثة اين الخطة التبليغية التي تعتمد هذه العناصر والاسس والركائز اليس من حقنا ان نسأل ونصرخ ونستغيث؟ الوضع الشبابي الفكري والسلوكي ينهار بكل سرعة ونحن ما زلنا بطيئين جدا ومازال عملنا بطيئا جدا! أليس من حقنا ان نسأل اين الخطة التبليغية؟ ويظهر لنا سؤال لماذا انتم تطرحون هذه القضايا على المليء العام لماذا لا تطرحونها في داخل الحوزة وتناقشون العلماء في داخل الحوزة هذا تسائل صحيح ونحن أيضا نقول هذا طرحناه في داخل الحوزة نحن تحدثنا مع جملة من العلماء جملة من الخطباء جملة من الأستاذة جملة من المنظرين وقلنا ان الوضع في انهيار وانه يحتاج الى خطة وعمل مدروس وأقول الى الان ممكن يوجد في الحوزة همم وارادات جدية وعقول مفكرة وعقول منظرة لا ننكر ذلك ولكن الى الآن لم ترسم هذه الخطة التبليغية رغم وجود الكفاءات والقدرات العلمية والمعرفية في الحوزة العلمية الى الان لم تحصل! نحن نطلب ان تحصل ونناشد ان تحصل من داخل الحوزة ومن خارجها.

المصدر: كلمة السيد منير الخباز " دور المؤسسة الدينية في مسيرة الأربعين". مايو 2018
https://youtu.be/-39V-KGdJWY

الاثنين، 12 نوفمبر 2018

تغطية الندوة (3) المحور الثالث: التبليغ ادواته ومعضلاته



أبو محمد – تغطية "خاصة" 12 نوفمبر 2018

في تغطيتنا للجلسة الحوارية التي اقامتها حسينية الناصر بمنطقة سيهات-السعودية بتاريخ ٥ نوفمبر ٢٠١٨ حول "دور العلماء ومنهج البحث العلمي المعاصر" نضع تغطية المحور الثالث بعنوان "التبليغ ادواته ومعضلاته".

الدكتور سيد عدنان الشخص:

جربنا في مجلس الرضا الحسيني قبل ٥ سنوات اوقفنا المجلس الحسيني وعرضنا فلم سير السبايا، لاحظنا شدة الانشداد الى الفلم ومنهم شخص كبير وطاعن في السن كان مشدودا الى الفلم ومتأثر به حتى ان أهله اتصلوا به ليخرج بسبب عدم وجود خطيب فقال لهم انتظروا الى ان يخلص الفلم.

فعلا موضوع الوسائط الإعلامية جدا مهمة ومؤثرة ويجب عدم التقليل من شأنها وهناك كثير من علمائنا المتنورين يؤيدون ذلك ولكن نحتاج إلى أن نلفت نظر المؤسسات والمبدعين من الشباب باستخدام هذه الوسائط المؤثرة في التبليغ الديني لخارج الإطار الديني وهناك مبادرات مثل توزيع علب مياه في الشارع في الدول الاوربية مكتوب عليها بعض العبارات عن الحسين (ع) فكان اسلوب من أساليب تبيان القضية بشكل انساني ومؤثر جدا أكثر من لو كان هناك خطاب، وأيضا ما يدعوني الى ان اشير الى نقطة مهمة الجهات في الغرب تريد معرفة الفكر الإسلامي والشيعي خصوصا من أصحاب المذهب نفسهم لذا يجب أن تكون لدينا مؤسسات بحثية لما يسمى بالتبادل الفكري والثقافي يعنى يكون لنا استضافة لباحثين من الجامعات الخارجية وانت في هالحالة راح تكتسب شخص يتكلم عن فكره ويستمع لفكرك والجوانب الإيجابية في فكرك من خلال لسانهم المؤثر لذا لابد لنا أن ننتقل نقله نوعية في مجال الأطروحة العالمية حتى في مستوى الأزهر أو الزيتونة او  جامعة القرويون بالمغرب بحيث نحن نبادر إليهم ونقول لهم لدينا مجال لاستضافة باحثين منكم لمدة معينة مثلا في النجف الاشرف ليقدم اطروحات من جامعته ويستمع لأطروحاتنا ونذكر ايضا آنه اذا أحببتم من جانبكم استضافة باحث من جهتنا، هذه وسائل تبليغ عالمية وجدا مفيدة وجدا مؤثرة الان.

ومعظمكم شاهد سماحة السيد منير الخباز عندما زار واشنطن والتقى ببعض المفكرين المسيحيين كان في تعطش الى الالتقاء بباحثين إسلاميين مباشرة، السيد منير عندما التقى في جامعة مشقن أستاذ في بالجامعة قال له لدي درس لطلاب الدكتوراه والماجستير أريدك أن تتحدث معهم فقال وما هو الموضوع قال الطلاب هم من يحدد الموضوع والطلاب اختاروا موضوع يتحدث عن “ما هو منهجية المرجعية والفرق بين مرجعية الخميني ومرجعية السيستاني".

مطلوب من المرجعية أن تدعم الجانب الإعلامي أكثر فيما هي تستطيع أن تقدمه.
في محطة المنار أكثر شعبية مشاهدة للقناة كما ذكر مدير القناة أحمد قصير لي شخصيا هي فترة عرض مسلسل يوسف الصديق فالاهتمام بالإعلام جدا مهمة.

العلاقة بين المثقف وعالم الدين تحتاج إلى بعض التوجه الأخلاقي وأن يحترم كل شخص تخصصه مثلا الشهيد الصدر عندما أراد كتابة الأسس المنطقية للاستقراء استدعى أساتذة من جامعة بغداد في الاحصاء والاحتمالات ليتعرف على قوانين الاحتمالات والإحصاء ونحن نتكلم عن قامة علمية او ما يسمى من الرجال الذين لديهم اطلاع شمولي وليس فقط اطلاع تخصصي في جانب واحد وغيره الكثيرين.

هناك خطوة مطلوبة وهي ان يسعى عالم الدين قليلا لتقريب هذه الفئة له ويبادرهم بالاستشارة لان هذا يزيل او يكسر هذا الحاجز الموجود.

وانا اعرف الكثير من الخطباء يبادرون الشباب بالسؤال عن اقتراحاتهم لعناوين محاضرات او مناقشة المواضيع واسلوبها والمصادر التي تطرح في محرم وهذه الخطوات تقرب النفوس من بعضها البعض وتساعد الخطيب من تقديم أفضل لمحاضراته.

القائد يتحمل مسئولية من يقود لذلك مسئولية رجل الدين هي الاكبر في التقرب وكلما اقترب كلما هو استطاع تحقيق دوره بصورة أكبر وذلك لتظافر جهود إرتقاء المجتمع.

الشيخ أحمد السلمان:

لا شك اننا نتفق ان إعلامنا ضعيف او معدوم والسؤال الاهم من المسئول؟ المشكلة ان المجتمع يلقي بالمسئولية على المرجعية والمؤسسة الدينية، والمؤسسة الدينية ليس شغلها الإنتاج السينمائي لان هذا عمل المجتمع نعم تساعد في الإشراف على السيناريو او الجانب الشرعي وغيرها، الان في الجانب الإعلامي كل جهة ترمي المسئولية على الآخر المؤسسة الدينية تقول الناس والناس يقولون المؤسسة الدينية لذا لا بد ان نحدد في البداية المسئولية.

هناك دعم مرجعي للإعلام مثلا قناة هدهد الكارتونية تتبع مباشرة لمرجعية السيد السيستاني وغيرها وانا شخصيا اعرف شخص من قلب حوزة النجف كتب سيناريو يمزج فيه شهادة النبي والهجوم على الدار ثم ينتقل إلى قضية ابوذر الغفاري ونفيه من المدينة ثم ينتقل إلى قضية كربلاء طريقة مزجيه عجيبة وعرض هذا السيناريو على مخرج فلم الآلام المسيح والذي أنتجه ميل جبسون هذا المخرج أعجب بالسيناريو وقال لو عرض علي السيناريو في ذلك الوقت مع الآلام المسيح لاخترت هذا السيناريو، الان يريد أن يصور الفلم وتحتاج إلى ميزانية حاليا ٤ سنوات يبحث عن تفعيله!

فحتى في المجتمع لو سالت تاجر مبلغ لبناء مسجد او حسينية يوافق مباشرة ولكن تعال لنمول فلم كارتون او مسلسل ديني لا يوافق!

وجهة نظري ان التسمية الصحيحة لمشكلة العلاقة بين المثقف ورجل الدين هي "أزمة ثقة" المجتمع هو مجتمع ديني وينظر لرجل الدين على قمة هرم هذا المجتمع، كمثقفين لعدة أسباب مبررة وغير مبررة لا يرون أهلية لرجال الدين ليقوموا بهذا الدور وفي المقابل رجال الدين يرون في المثقف انه يريد أن يسحب البساط من تحته فيقوم هو بقيادة المجتمع وهذه الحالة أشبه ما يكون بصراع زعامة بحيث المثقف لو قدم انتقاد لرجل الدين ولو كان صادقا مباشرة احكم هذا يريد أن يقصيني والعكس كذلك من جهة رجل الدين يطرح فكرة ذاك المثقف ابتداء يريد أن يقول هذه الفكرة غير صائبة باعتبار أنها صادرة من شخص ليست له الأهلية.

أزمة الثقة كيف تحل؟ تحل بخلق فضاء حواري مباشر والاهم ان يكون اخلاقي في كل مره تثار قضية يجلسون لتبادل وجهات النظر بحيث يتبين للمجتمع هل هذا الشخص لديه الاهلية لقيادة المجتمع أم لا وهل نقودك صحيحة أم لا، والمشكلة اذا كانت هناك بعُد في المسألة بين الطرفين ويكون جنبهما تراشق يصبح كل حديث يحمل على غير وجهة ويكون لسوء الظن مساحة أكبر.

الجمعة، 9 نوفمبر 2018

تغطية الندوة (2) المحور الثاني: علماء الدين والفاعلية الاجتماعية



أبو محمد – تغطية "خاصة" 9 نوفمبر 2018

في تغطيتنا للجلسة الحوارية التي اقامتها حسينية الناصر بمنطقة سيهات-السعودية بتاريخ ٥ نوفمبر ٢٠١٨ جمعت بين الشيخ احمد السلمان و د. سيد عدنان الشخص وادار الحوار أ. عبدالله الداوود للحديث حول "دور العلماء ومنهج البحث العلمي المعاصر" نضع تغطية المحور الثاني بعنوان "علماء الدين والفاعلية الاجتماعية".

الدكتور سيد عدنان الشخص

المنطقة تاريخيا ترجع إلى مدرسة النجف وهذه المدرسة لها توجه معين في طريقة ادارة المجتمع خلاف المدرسة الإيرانية التي تأثرت بها المدرسة اللبنانية، مدرسة النجف لا ترى الانشغال في القضايا المجتمعية العامة وإنما تحصر اهتمامها في القضايا المجتمعية الخاصة والصغيرة فحتى موضوع ولاية الفقيه هي ولاية خاصة محدودة وحسبية فقط وهناك توجيه عام باطني وليس ظاهر هو على الشيعة ان لا ينشغلوا في الوظائف العامة المتصلة بالحكومات والدولة وان يركزوا بالأعمال الخاصة والسوق.

اما المدرسة الإيرانية واللبنانية تجد عالم الدين أكثر قربا للمجتمع وأكثر تصالحا مع البيئة المحيطة فمثلا في لبنان يأتي قس مسيحي ويلقي خطبة عن الحسين ويذهب عالم الدين الى الكنيسة ويلقي خطبة عن مريم والمسيح، البيئة الإيرانية رجل الدين متصل بكل شئون المجتمع من الطبيب وقضايا التجارة وقضايا أخرى مفصلة، لذا يجب أخذ هذه النقطة بعين الاعتبار بوجود مدرستين للانطلاق في حديث عن دور رجال الدين.
المدرسة النجفية مثلا في ثورة العشرين اول جمهورية في العالم العربي كانت في النجف الاشرف ١٩١٥ ومن أقامها ليس كبار المراجع بل من نسميهم الشباب من العلماء مثل الشيخ الحبوبي والسيد محسن الحكيم والسيد مهدي الشيرازي فمثلا عندما هجم الإنجليز على البصرة باعتبار وجود أجنبي غازي وكافر من تصدى لهم ليس كبار المراجع بل السيد محمد تقي الشيرازي ولم يكن المرجع الاعلى في ذلك الوقت، هذه تعطيك فكرة عن الذهنية السائدة في ذلك الوقت وبدأت في التغيير قبل تقريبا الاربعين سنة الأخيرة وانه يجب التصدي للقضايا العامة.

المدرسة الإيرانية أكثر قربا الى القضايا المجتمعية العامة وكذلك المدرسة اللبنانية مثل الشيخ عبدالحسين الصادق في النبطية كان يقيم الحد ومعظم فقهائنا لديهم ان الحد لا يقام الا بظهور الامام الغائب ولكنه يرى أن إقامته أمر ضروري وهو قادر على ذلك، السيد عبدالحسين شرف الدين توجه للتصدي للغزو الفرنسي، السيد محسن الأمين توجه إلى التعاطي في الوضع في سوريا في ذلك الوقت مع الحكم.

التوجه وبناء العلاقة مع الشأن العام في هذه البيئات اوضح مما في بيئتنا وفي منطقتنا نحن نتبع المدرسة النجفية أكثر مما هي تابعة للمدرسة الإيرانية او اللبنانية.

لذلك قبل القاء اللوم على بعض علمائنا يجب أن نأخذ بعين الاعتبار التراث فهو لم يأتي من فراغ الوضع الحوزوي عمره ألف سنة فهو يتصور لو انه غير الكتاب كانه تغير المنهج بينما هي عملية استبدال كتاب بكتاب آخر أكثر حداثة ولغته اوضح وأعمق وأكثر فائدة للطالب والمتلقي.

الشيخ أحمد السلمان

قراءة التاريخ مهم جدا لفهم الحاضر والمستقبل، رجال الدين تميزوا وتركوا بصمات خاصة بالإنتاج الذي قدموه اهم عنصر موجود في شخصيتهم هو عنصر المواكبة، ان رجل الدين يواكب الواقع فلما يتحدث في اي موقع يكون حديثة مواكبا الواقع، مثلا السيد عبدالحسين شرف الدين لماذا تميز في قضية المراجعات؟ في تلك الفترة قضية الحوار والتقارب السني الشيعي كانت في أوجها وشخص بثقله العلمي تصدى لهذه المسألة في أولها وأنتج هذا النتاج المتمثل في كتاب المراجعات والكتب الأخرى، ومثل آخر الشهيد الصدر المطالب التي ذكرها موجودة في الكتب سواء في مناقشة الماركسيين وغيرهم قوته انه واكب وأنتج إنتاج كانت الساحة فعلا محتاجة اليه فكتبه الى ما بعد ٢٥ سنة لم يصدر كتاب مماثل لها يعني سبق عصره بأكثر من ربع قرن، اهم شيء يميز عالم الدين هي قضية المواكبة.

المشكلة التي نعيشها الان ان عملية المواكبة صعبة لأننا نعيش في عصر انفجار المعلومات وضع أنه في اللحظة الواحدة عشرات الآلاف من المعلومات تضخ في نفس الوقت وفي نفس الوقت هناك أفكار وعادات جديدة، نفس عملية المواكبة ان الانسان يكون متابع ما الذي يجري ويدور وليس كل شخص يستطيع المواكبة وأننا في هذا الزمن نحتاج مؤسسات فقط شغلها رصد المتغيرات. فأي عالم لا يكون مواكب نتاجه لم يكون مفيدا للمجتمع.

اللوم ايضا يقع على المجتمع لماذا، إذا المجتمع طالب عالم الدين بأشياء خارجه عن هذا العنوان مثلا تريد من العالم كل فاتحة وزواج وعزيمة حاضر وتطلب منه حل قضايا الزواج والطلاق الميراث والصلاة وغيرها فطبيعي من ينشغل بهذه الأمور لا يمكن أن يواكب او ينتج.

حوزة النجف نظرتها ان الانسان إذا تشعب في اطلاعه وانشغالاته لم يبدع خاصة في الجانب الذي أبدعت فيه حوزة النجف وهو الفقه والأصول والتحقيق وتقسيم القضايا الفقيه والاصولية تحتاج لتفرغ تمام، مثلا والد العلامة المجلسي تفرغ لبحث راوي واحد وهو أبو عمير ٤٠ سنة، شخصية الان في النجف هو السيد محمد مهدي الخرساي لديه موسوعة اسمها موسوعة عبدالله بن عباس سألته كم جلست تبحث وتكتب فقال ٥٠ سنة! والحوزة النجفية هذه نظرتها تحث طالب العلم وتوجهه ان لا ينشغل بالرأي العام والتركيز على البحث العلمي.

الان هذا التوجه الاكاديمي ثمرات ايجابياته قضية التخصص وهذا أمر مهم جدا فداخل كل تخصص مثلا اللغة العربية هناك تخصص في النحو وداخل النحو هناك تخصص عوامل وحروف المعاني، الحوزة بسبب هذا التكامل بين الأكاديمي والحوزوي تميل إلى هذا الجانب وهو إخراج طلاب متخصصين، مثلا في قم لدينا مدرسة خاصة بعلم الكلام مثل مدرسة الامام جعفر الصادق (ع) والتي يشرف عليها الشيخ جعفر السبحاني وعندنا جامعات وكليات خاصة بالفلسفة والحكمة مثل المدرسة التي يشرف عليها الشيخ مصباح اليزدي والدكتور أيمن المصري، فكرة التخصص تدخل بقوة وحتى المنبر الحسيني في المنطقة دخله التخصص فهناك منبر وخطيب معروف عنه ان هذا المنبر متخصص في الجانب الفقهي وذاك في الجانب الفكري وهذا في الجانب الفلسفي.

قضية التداخل مشكلة قديمة وانا وجهة نظري ارى ان هذا التكامل بين المسارين الحوزوي والأكاديمي سوف تنتج لنا ثقافة التخصص والتي ستكون أكثر نفعا للمجتمع.

قضية علم الكلام الجديد هي شاهد عما ذكرناه في البداية وهو ان هناك مسار في الحوزة يدعو إلى التبليغ والتجديد ويدعو إلى المواكبة وعبرنا عنه بالتكامل بين المسارين وهناك مسار البقاء على ما أسست عليه الحوزة ما هو علم الكلام الجديد؟ هذا المصطلح عمره ١٢٠ سنة تحديدا وظهر في بدايات القرن العشرين وعندنا علم الكلام القديم والذي يعبر عنه علم أصول الدين ويتحدث عن أصول الدين بالمنطق والفلسفة والآيات والرواية وثم تشعبت الشبهات وطرقت أبواب لم تطرق من قبل واستعملت فيها أدوات لم تستعمل من قبل لذلك جعل ونحت له هذا الاسم وهو علم الكلام الجديد، هو لا يختص بأصول الدين فقط بل يبحث كل العقائد بل يبحث الأمور غير العقائدية وحتى الأحكام الفقهية مثل الجزية والرده وهي قضايا فقهية ولكن أصبحت تحت مظلة الأشكال الديني وهناك من يناقش حول وجود الله فيناقشك علميا مثلا يأتي إليك بنظرية الانفجار العظيم ويبين لك عدم الحاجة لوجود الله وهناك من يأتي بقضية دارون ونظريته النشوء والارتقاء والتطور ليفسر وجود الانسان دون الحاجة لنظرية الخلق، فالعلماء جعلوا هذا العلم الذي يبحث كل هذه الأمور ويستعمل الأدوات المتاحة للجواب على هذه الإشكالات فهو علم فيه ما في علم الكلام القديم وزيادة.

البعض حصل عنده إشكال وهو على اي اساس نحن في مدرسة دينية ونبحث في قضية دارون والتي هي قضية من علم الاحياء، فهذا العلم له من تلقاه بالقبول ويدرسه الان وكثير من الحوزات تدرس علم الكلام الجديد وله من رفضه وقالوا ان علم الكلام القديم يكفي وهذا السجال موجود وانعكس على الثمار فلدينا مجلات تهتم بهذا الجانب وللأسف لا تجد الشهرة وهناك من الشباب من يسأل لماذا العلماء لم يتعرضوا لهذه القضية ولماذا عندما نقرأ الكتب لا توجد الا القضايا القديمة؟ والجواب لا تعرض العلماء لهذه القضايا ومن حسنات التطور التكنولوجي أن هناك مجلات ونشرات تظهر بعضهم كل ٣ أشهر بعضها كل ٦ اشهر هذه المجلات هي التي فيها آخر ما وصلت له الحوزات فبعضها فقهية وبعضها أصولية وبعضها كلامية او فكرية والشاب اذا اراد مواكبة الحركة العلمية في الحوزة يتابع هذه النشرات والمجلات وللأسف لم تأخذ هذه النشرات والمجلات حظها من المتابعة.





الخميس، 8 نوفمبر 2018

تغطية جلسة حوارية اقامتها حسينية الناصر بمنطقة سيهات بين الشيخ احمد السلمان و د. سيد عدنان الشخص وادار الحوار أ. عبدالله الداوود للحديث حول "دور العلماء ومنهج البحث العلمي المعاصر"


أبو محمد – تغطية "خاصة" 8 نوفمبر 2018

في جلسة حوارية اقامتها حسينية الناصر بمنطقة سيهات-السعودية بتاريخ ٥ نوفمبر ٢٠١٨ جمعت بين الشيخ احمد السلمان و د. سيد عدنان الشخص وادار الحوار أ. عبدالله الداوود للحديث حول "دور العلماء ومنهج البحث العلمي المعاصر" حيث تحدث الضيفين في ثلاثة محاور وكان المحور الأول بعنوان  (أزمة المنهج ولغة الخطاب).

حيث ذكر الدكتور الشخص أن مناهج البحث العلمي الحديثة تتمثل في ٣ نقاط وهي"(مشكلة البحث البحث) والتي تكون عادة في بداية البحث، فيجب تحديد مشكلة البحث المراد حلها وهذا هو المنهج المطلوب خاصة في البحوث الفكرية والأدبية، ويلاحظ على بعض الكتاب اغفالهم لهذا الجانب بحيث انك تقرأ صفحات وانت لا تعلم الى اين يتوجه هذا البحث في حله لهذه المشكلة.
والنقطة الثانية ان يكون (البحث شامل) "بحيث يبدا بما انتهى به الآخرون" وأن لا يبدا من الصفر ويذكر ما ذكره الآخرون وفيه اضافة نوعية.
والنقطة الثالثة (الموضوعية وجودة البحث) خاصة الحرية في الجانب الفكري فالشك الطريق إلى اليقين فإذا لم يكن لديك جرأة في قضية معينة وطرح إشكالات عليها فلم تستطيع أن تجيب عليها، مثلا كتب الشهيد الصدر كتاب اقتصادنا عندما تقرأه في البداية لطرحه رؤية الماركسيين تشعر وكأنه مؤمن بالماركسية يطرحها بكل قوة كما يطرحها المؤلف ثم بعد ذلك يأخذ في تفكيكها واحدة بعد الأخرى، فبدون هذه القدرة في حرية البحث والشمولية لم تستطيع أن تضيف للمكتبة الإسلامية فالشهيد الصدر يعتبر كل ما كتبه اضافة نوعية للمكتبة الإسلامية عموما، وهناك إشادات بكتبة من قبل كل الأطياف.

وأكد الشخص أن الحاجة والمطلوب من علمائنا هذا النوع من التصدي حتى تملئ الساحة بما هو مطلوب وجاء بمثال شخصي فذكر انه في "الجامعة كانت عندنا قاعدة وهي اي كتاب مر عليه ٥ سنوات يستبدل بكتاب أكثر حداثة حتى نستفيد من التطوير، الحوزة ايضا تطورت مثل كتاب الرسائل للشيخ الأنصاري هناك تطور ولكن هذا التطور جدا بطئ بحيث ان التمسك بالقديم اصبح "مقدسا" أكثر من أنها قضية الإثراء العلمي".

وبين الشخص أن "النظام الحوزوي في الدراسة يوجد جانب مرونة أكثر بحيث الطالب المبدع يستطيع أن يتطور سريعا ولكن قله من هؤلاء من يستطيع أن يتطور سريعا"، وأوضح الشخص أن "النظام الأكاديمي الى حد ما يقيد قدرات الناس الغير العاديين خاصة في العالم العربي، مثال في العالم الغربي تستطيع الحصول على الدكتوراه في عمر ١٨ سنة ولكن في العالم العربي لا يمكن".

ليعيد ويكرر الدكتور الشخص أن "النظام الجوزي فيه مرونة الارتقاء السريع لمن لديه القدرة ولكن من ليس له القدرة يبقى سنوات، وميزة النظام الأكاديمي انه يبنى على اساس ميكانيكي فممكن ان يستنسخ ليك من النسخة الآلاف النسخ فمثلا جامعة يدخلها الطلبة تخرج الآلاف المهندسين، فلو تركوا لنظام الحوزة لتسرب منهم العشرات".

وقال الشخص أن هناك نقطة مهمة وهي أن "الرواد الأوائل من علمائنا كانوا حيويين، بمعنى مثلا في النجف طالب سأل ما هو الدليل على وجود الله فيجاب لا تشغل نفسك بهذا الموضوع اذهب واقرا الوضوء والصلاة وغيرها أفضل! فليس هناك إدراك للحاجة للإجابة على الإشكالات ومن اجاب على مثل هذه التساؤلات بطريقة حيوية هو الشهيد الصدر".

وجاء الشخص بمثال عن الشهيد الصدر إذ قال "اغلب الرسائل العملية اول باب منها هو التقليد والعبادات والمعاملات الخ، الشهيد الصدر تفرد بكتابة مقدمة عن المرسل والرسول والرسالة بحيث يعرف هذا المكلف لماذا انت تتبع الرسالة العملية على اي اساس فهو يخاطب العقل. ومن الأمثلة الشيخ محمد امين شمس الدين فهناك كاتب مسيحي جلال العظم كتب إشكالات حول الفكر الديني جاء الشيخ محمد أمين شمس الدين بكل حيوية واريحية وكتب إشكالات حول الإشكالات فرد على كتاب الكاتب جلال العظم وقارع الحجة بالحجة وهذا أبرز الشيخ على مستوى لبنان انه صاحب فكر من خلال كتابه هي تخاطب الجمهور بلغه معاصرة".

أما الشيخ أحمد السلمان فذكر المسار التاريخي للمسار الأكاديمي والحوزوي فقال "تاريخيا لدينا مساران في التعلم مسار الجانب الأكاديمي الذي أثبت نجاحه وتميزه في كل الجوانب التي سار فيها، والمسار الحوزوي الذي عمره ألف سنة ولكل مسار ايجابيات، في العالم الاسلامي يطرح سؤال وهو كيف نتعامل مع هذا التغير؟ خاصة ان الجانب الأكاديمي أثبت نجاحه، ففي الجانب السني تطور لديهم المسار الى المسار الأكاديمي واول من بدأه الشيخ محمد عبده وجمال الدين الأفغاني فمثلا في تونس تحول من جامع الزيتونة الى جامعية الزيتونة وفي مصر تحول المسجد الأزهر الى جامعة الأزهر الخ".

وبين الشيخ السلمان انه "في الوسط الشيعي هناك فكرة بديلة وهي إيجاد حالة تكامل بين المسار الأكاديمي والحوزوي بمعنى أن يأخذ من كل مسار ايجابياته وتخلق (حالة برزخيه) بين المسارين ومن ايجابياته التي بدأت مثلا كلية الفقة في النجف الاشرف التي ظهرت في الخمسينيات هذه الكلية ليست جامعة بالمعنى الكلي الاصطلاحي وليست حوزة وأيضا ظهر هذا الشيء في محاولة كتابة مناهج جديدة للحوزة مثل حلقات للشهيد الصدر او كتب الشيخ المظفر وغيرها".

ثم بين السلمان مشكلة الوقت الحالي بين المسارين فقال "المشكلة التي حصلت هي مثلما هناك طرف يؤمن بالمسار الأكاديمي ويرى أنه مهم ويزداد قناعة كل عصر هناك طرف آخر يؤمن أن الدرس الحوزوي يجب أن يحفظ كل خصوصياته بمعنى كتبت دراسية تبقى وطريقة التدريس تبقى كما هي ولا يتغير شيء وهذا المسار لازال الى اليوم وقوي فطبيعي جدا ان ينظر هذا المسار للآخر بنظرة دونية، لذلك من يقرأ أحد في تاريخ النجف الحديث يرى أن هذه القضية موجودة فكان ينظر إلى الذين تخرجوا من كلية الفقه نظرة سلبية".

وأوضح السلمان أن هناك تطور ايجابي في هذا الجانب اذ قال أن حالة دخول المنهج الأكاديمي للحوزة عمره أقل من "100 سنة" فنحن لازلنا في الخطوات الأولى وثانيا لازال هذا المسار يلقى رفض من الداخل لذا ينظر إلى نتاج المسار البرزخي الأكاديمي/الحوزوي بنظرة حساسية ولازالت هذه الجهود ليست متصدرة في الساحة وأن كان هناك توجه من الداخل اتجاه هذه العملية لسبب رئيسي وهو ان لغة الخطاب التي يمكن أن تخاطب بها كل العالم ولاسيما الشباب هي اللغة الأكاديمية لذا هناك تطور إيجابي وليس سلبي".


مراجعة لكتاب د. محمد مجتهد شبستري "نقد القراءة الرسمية للدين"

مراجعة لكتاب د. محمد مجتهد شبستري "نقد القراءة الرسمية للدين" أبو محمد – مراجعة كتاب – 17 مارس 2020 في البداية يجب ع...