الخميس، 28 نوفمبر 2019

مراجعة كتاب اليهود أنثروبولوجيًا


كتاب اليهود أنثروبولوجيًا

أبومحمد – مراجعة كتاب – 28 نوفمبر 2019

كتاب اليهود أنثروبولوجيا المكون من (190 صفحة) من اسمه يتحدث عن علم الانسان وتطوره وتقديم دراسة عن أصل اليهود وسلوكياتهم ومجتمعاتهم بين الماضي والحاضر حيث يتناول د. جمال حمدان في هذا الكتاب تاريخ اليهود وأصلهم ونسبهم ونشأتهم وخصائصهم وسماتهم بشكل دقيق حتى الصفات مثل الطول ولون البشرة والشعر والعينين وشكل الراس وغيرها وتنقلاتهم في الشتات الجغرافي القديم والحديث عبر الاخذ بالأرقام بدراسة اكاديمية وبالمعلومات من مؤرخي وعلماء اليهود أنفسهم ومقارنتها باليهود الأصليين الذين لم يخرجوا من فلسطين ويصل بعد كل هذا البحث الى نتيجة ذكرها كتاب غربيون ويهود أن اليهود في الوقت الحاضر ليس لهم علاقة باليهود العبرانيين الأوائل  بني إسرائيل أولاد يعقوب الاسباط وهم مجرد مجموعة من الأجناس والثقافات الأوروبية اندمجوا فيما بينهم خلال عصور الشتات ليصبحوا أوربيون متهودين وليسوا يهود عبرانيين.

وهو بهذه النتيجة يهدم وينسف الأساس الأنثروبولوجي التي يروج له اليهود اليوم بشأن حقهم بالعودة الى ارضهم الأولى ارض فلسطين وأنهم تاريخيا لم تكن فلسطين الوجهة الأساسية لليهود ولكنها كانت الفرصة الوحيدة لهم ليتجمعوا مره أخرى بعد اغلاق أوروبا خاصة اثناء الحكم النازي وامريكا أبواب الهجرة لها ويبين ان هجراتهم دائما ما تذهب اتجاه السوق القوي ودائما يتواجدون في العواصم.

اذا الكتاب يجيب على عده تساؤلات وهي ما هو أصل اليهود؟ من هم اليهود وكيف كانت نشأتهم؟ كيف وصلوا إلى فلسطين؟ كيف تنقلوا عبر هجراتهم والشتات؟ هل اليهود اليوم هم اليهود الأوائل؟ هل القول بأن اليهود والعرب أبناء عمومة كما ذكره بعد القادة العرب صحيح؟

يبدا الكتاب بمقدمة رائعة ومهمة وعصف ذهني من الدكتور عبدالوهاب المسيري مؤلف اشهر وأكبر موسوعة عن اليهود واليهودية والصهيونية في (8) مجلدات والمقدمة طويلة نسبيا (43 صفحة ورقية) ما يقارب ساعة ونصف تستمعها صوتيا وهي من أعمق وأجمل ما قرات خاصة في تقديم شخصية وتحليلها وتقديم صورتها ومبنياتها ومنهجها في البحث وتبين لك كيف نقرا د. جمال حمدان صاحب الكتاب كفكر ومنهج تحليلي ابداعي و ليس كمي وهو المنهج المعتمد اليوم في النظام الأكاديمي بكل جامعات العالم حيث يتم تجميع المعلومات من المصادر المختلفة ومن مصادرها الأساسية.

كتاب جميل وخفيف يعطيك نظرة حيادية وعلمية عن أصل اليهود الموجودين اليوم في فلسطين.

ملخص الكتاب

قصة اليهود من النشاة الى الشتات حيث حدث التهجير 3 مرات:

- هاجر يعقوب واولاده فى عصر القحط من فلسطين الى مصر الفراعنة حيث كان عزيز مصر ابنه النبي يوسف.

- خرج بهم موسى 1300 ق.م من مصر قاصدين فلسطين بسبب اضطهاد فروعنها آنذاك (رمسيس الثاني) و بعدها عوقبوا بالضياع في صحراء سيناء 40 سنة و أعتبره الدكتور أنه تصفية للقبائل الضعيفة (انتخاب طبيعي ) حيث يبقى القوي منها و الذي يشكل الشخصية اليهودية المتعالية و الداهية.

- جاء النبي داوود 1000ق.م حيث قام بتوحيد القبائل اليهودية الـ12 في دولة إسرائيل و التي سميت فيما بعد أورشليم (مدينة السلام ) و في عهد النبي سليمان عليه السلام انقسمت المملكة إلى السامرة تضم عشرة قبائل يهودية و مملكة يهوذا و تضم كل من قبيلتي يهوذا و بنيامين.

- دمرت اورشليم والهيكل عام 586 ق. م على يد سارجون الاشوري: بعد خلافات بين الدولتين سقطت كل منهما على يد حكام مصر شيشنق و نخاو و مملكة الشمالية على يد سارجون الآشوري و أسكن مكانهم السكان من بلاد مفتوحة و هدم الهيكل و دمر أورشليم.

- (الشتات الأول) حيث أخذ سارجون بنقل يهود السامرة من القبائل العشر إلى العراق و أشتد هذا النقل أثناء حكم نبوختنصر الذي نقل حوالي ثلاثة أرباع المليون من اليهود فأصبحت العراق نواة مهمة لهم حيث هناك زهاء المليون من المستعمرات التي تم تدميرها مع زحف المغولي.

- (الشتات الثاني) من أفلت من الزحف المغولي أتجه للغرب بعيدا عن منطقة الحكم الهيليني مع الأغريق بعد زحف الأسكندر و أستطاعوا بعد تحول دولة من تتار لليهودية بالكامل عرفت بالخزر التترية و كان لها مركزين بحر قزوين و القرم و لن مركز بحر قزوين تم الغائه فيما بعد على يد دولة الكييف السلافية.

- (الشتات الثالث) و الأخير كان على يد الرومان حيث أخذت الأقلية اليهودية في فلسطين بثورة على ظلم الرومان فردوا بتدمير الهيكل و اورشليم في حادثة (تيتوس ) و من ثم تبعتها أيضآ هادريان التي أبادت اليهود بشكل كامل من فلسطين و ما بقى شرادم صغيرة .

- اقام اليهود فى فلسطين على اكبر تحديد 6 قرون.                                                              

اهم النتائج التي ذكرها الكتاب:

1- أن فلسطين لم تكن أبدًا الوجهة الأساسية لليهود، بل كانت المهرب الوحيد المتاح لهم من الإبادة النازية بعد غلق الولايات المتحدة وأوروبا أبوابها في وجه الهجرة.
2- لا علاقة بين اليهود الحاليين وبين يهود بني إسرائيل.
3- اليهود ليسوا وحدة جنسية أو جينية، وإنما هم وحدة دينية لا أكثر.
4- يسكن اليهود ويقيمون بالعواصم والمدن الكبرى.
5- مجموعة السامريون في فلسطين، تعد هي المجموعة الوحيدة اليهودية الخالصة لأنها تزاوجت داخليًا ولم تختلط بأي أحد.
6- الكتاب يضم إحصائيات عن أعداد اليهود وتوزيعهم في العالم وينوه عن ملاحظات مهمة في هذه الاحصائيات.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مراجعة لكتاب د. محمد مجتهد شبستري "نقد القراءة الرسمية للدين"

مراجعة لكتاب د. محمد مجتهد شبستري "نقد القراءة الرسمية للدين" أبو محمد – مراجعة كتاب – 17 مارس 2020 في البداية يجب ع...