الجمعة، 30 نوفمبر 2018

المرأة والتصدي لمنصب المرجعية




أبو محمد –30 نوفمبر 2018

هناك راي سائد عند الفقهاء هو عدم جواز تقليد المرأة حتى لو اجتمعت فيها كل الصفات وأن شرط الذكورة أساس في التصدي للمرجعية لكن هناك راي ملفت حسب توصيف الشيخ حسن الصفار وهو أن اغلب الفقهاء يبينون عدم وجود "دليل مقنع" عند مناقشة تقليد المرأة وتصديها للمرجعية.

في الفترة الأخيرة صدرت تصريحات مثيرة ففي النجف الأشرف صدرت تصريحات للمرجع الشيخ إسحاق الفياض حيث قال في لقاء مع موقع شفقنا العراقي بشهر يناير 2018 “بإمكان المرأة أن تتولى منصب القضاء والمرجعية" وقال " لا أعتقد بوجود فرق بين الرجل والمرأة، ما هو المانع اذا درست المرأة أن تكون مرجعا دينيا.. أليست المرأة إنساناً" وفي قم المقدسة أيضا في موقعه الالكتروني وتصريحاته لصحيفة الشرق الأوسط بسنة 2007 "لا يضع" المرجع الشيخ يوسف الصانعي شرط الذكورة في المرجعية او المناصب الحكومية او القضاء ووصل للتساوي في الديات بين الذكر والمرأة.

وحسب الشيخ حيدر حب الله فأن هناك رأيين بين الفقهاء حول تصدي المرأة للمرجعية رأي يشترط الذكورية في المرجعية وراي لا يضع شرط الذكورية في المرجعية ونستعرضهم كالتالي:

(الرأي الأول) وهو السائد مؤخراً وهو يشترط شرط الذكورية في المرجعية ومنهم من المتأخرين: "الإمام الخميني، السيد الخوئي، والسيد الكلبايكاني،السيد السيستاني، الشيخ التبريزي، الوحيد الخراساني، الشيخ محمد تقي البهجت، السيد محمد سعيد الطباطبائي الحكيم".

(الرأي الثاني) وهو لا يضع شرط الذكورة من ضمن شروط التصدي للمرجعية ومنهم من المتأخرين: "السيد محسن الحكيم، السيد رضا الصدر، الشيخ محمّد مهدي شمس الدين، السيد محمد حسين فضل الله، الشيخ يوسف الصانعي، السيد تقي القمي".

الشيخ محمد صنقور يذهب في بحثة "تولِّي المرأة لمنصبَي القضاء والمرجعيَّة" إلى أن التصدي للأمور الحسبية مثل القضاء والمرجعية وغيرها تتطلب ان تتوفر في المرأة ملكات نفسية يسترعيها منصبي القضاء والمرجعية ومنها "رباطةٍ في الجأش وقوَّةٍ في القلب وشجاعة متميِّزة كما يتوقَّف على مستوىً راقٍ من الحِكمة وحسن التدبير والقدرة على استجماع النظر وتقليب الأمور بتأنٍّ ورويَّة، وذلك ما يصعب على المرأة الاشتمال عليه نظرًا لمقتضى طبيعة خَلقها وتكوينها، فغلبةُ العاطفة وما يجيشُ به قلب المرأة من رقَّةٍ وحنانٍ ورحمةٍ وما يكتنفُه من وجلٍ وخوف، ومشاعر الحياء والخجل والتي هي كاللازم الذاتي للمرأة"
 
وبين صنقور أنَّ تصدِّي المرأة لمنصب القضاء والمرجعيَّة "يتنافى والمنظومة القِيَميَّة التي أطَّر فيها الإسلام حدود العلاقة بين المرأة والرجل".



الأحد، 18 نوفمبر 2018

الشيخ محمد صنقور في حديث عن الرادود والضوابط الشرعية الى اللحن والكلمة



أبو محمد – متابعات 18 نوفمبر 2018

أبومحمد: "موقع الرادود موقع خطير ولابد لأي رادود ان يعي دوره لأنه ربما يكون سببا في تعميق الصلة بأهل البيت(ع) او يكون سببا في عزوف الكثيرين عنهم وبذلك قد يساهم الرادود في إعطاء صورة ناصعة وقد يساهم في أن يعطي صورة مظلمة ووهن لأهل البيت(ع). ولأنه ينظر للرادود أنه قدوة وأسوة وهذه ثقافة خاطئة فرضت للأسف لذا علينا أن نجعل الالتزام والتدين والسلوك من الصفات الأساسية لشخصية الرادود لان النتائج لعدم توافر هذه الضوابط ربما تكون سببا في إدخال الوهن على صورة التشيع. ومنها استغلال الشهرة الحسينية لأجل الترويج لمصالح مادية دنيوية تسقط القيم الأخلاقية".

إليكم تغطية بعض ما ورد على لسان سماحة الشيخ محمد صنقور في محاضرة الضوابط الشرعية (اللحن والكلمة) بخصوص المتاجرة باسم الامام الحسين لأجل اهداف شخصية او اتباع اهواء النفس، وهذا ما نراه اليوم في استخدام اسم خدمة الامام الحسين لأجل مكاسب شخصية بحته!

الشيخ محمد صنقور:

 الحسين أصبح الآن "بزنز"؟! نتاجر ون بأسم الحسين(ع)، أعرف أن الكلمة قاسية ولكن لتصل "نحن نتاجر بدم الحسين" لان هذا العمل راح يدخل مبالغ كبيرة، وربما صاحب الصوت همه ان يصل صوته الرقيق والعذب الى الناس والمخرج والمنتج يفكر بالمدخول فواحد يفكر في تبليغ صوته وواحد يفكر بجذب أكثر قدر من السيولة والاموال، أليس هذا الحال الذي وصلنا إليه؟ إذا أردنا ان نعالج الجرح لابد أن نضع يدنا عليه اولا.

لذلك نلاحظ أن هذه الأعمال ليس لها تأثير ، وأثر العزاء سابقا ربما لقاء واحد يجذب الكثيرين الى الدين ويعمق صلتهم بالدين الان العزاء ٢٤ ساعة موجود في التلفزيون ولا نلاحظ سمات الدين والحماس الديني في قلوبنا وأبنائنا بل أصبحنا نخشى عليهم من هذه الألحان لأنها تحفر فيهم الانس لسماع أصوات المطربين.

من يريد اسلمه الموسيقى وألات الطرب واللهو فهو يخادع نفسه، بعض الرواديد يقاتل من اجل اثبات شرعية بعض الامور لأجل طرح ما يرغب فيه الناس فأصبحوا كأنما يقدمون ما يطلبه المشاهدون أو المستمعون مثل الصوت الرقيق والاصوات الفاقعة والعمل الصاخب والالوان والصور والحركات وليس ما يطلبه الحسين (ع)!.

الرهان الاول على المجتمع الواعي فهو من يستطيع تحجيم ظاهرة الهوس الموجود عند بعض الاخوة بشأن الإصدارات غير المنضبطة.

--------

وكل إنسان قادر على تجاوز السطح المادي انطلاقا إلى قيم إنسانية غير خاضعة لقانون المادة، ولكنه أيضا بوسعه أن يختار أن يذعن لقوانين المادة ويفقد ما يميزه كإنسان. فالإنسان هو الكائن الوحيد القادر على أن يرتفع على ذاته أو يهوى دونها.

الدكتور عبدالوهاب المسيري - مقال الانسان والتاريخ


الجمعة، 16 نوفمبر 2018

السيد منير الخباز: أين الخطة التبليغيه للحوزة العلمية؟






أين الخطة التبليغيه للحوزة العلمية؟

أبو محمد - متابعات 15 نوفمبر 2018

بعد مرور (5) شهور "مايو2018" من صرخة وأستغاثة آية الله السيد منير الخباز التي أطلقها وتسائل فيها عن "عدم وجود" خطة تبليغية للحوزة العلمية تعتمد على ركائز ثلاثة والتي طالب بإيجادها، بعد هذه الصرخة نتسائل هل حصلت هذه الصرخة طريقا لإيجادها؟!

نضع هنا نص الكلمة بالكامل:
 (السيد منير الخباز): لقد ذهبت للعراق فوجدت ان اتجاه الشباب يتجه الى التيار اللا-ادري واللا-ديني والتيار الالحادي من المسئول عن ذلك؟ الشباب في الغرب الذين نلتقي بهم ونجلس معهم ونرى مظاهر الانحراف الفكري والسلوكي لذا نسأل اين الخطة التبليغية؟ انا ابن الحوزة ومن داخل الحوزة وانا أستاذ في الحوزة وصار لي 40 سنة في الحوزة وأقول ذلك اين الخطة التبليغية؟ الخطة التبليغية التي تعتمد على "ثلاث ركائز":

الأولى: اعتماد تخصصات علمية من علم النفس والاجتماع والإدارة تسهم في فاعلية الخطة التبليغية.

ثانيا: اين الدراسات الميدانية لواقع الشيعة ولواقع المسلمين والشباب الفكري والسلوكي في مختلف المناطق؟.

ثالثا: اين الحلول الفكرية وأين الحلول التربوية التي وضعت على طاولة المناقشة ودرست دراسة مستفيضة ثم رسمت.

لذلك نتساءل باستصراخ واستغاثة اين الخطة التبليغية التي تعتمد هذه العناصر والاسس والركائز اليس من حقنا ان نسأل ونصرخ ونستغيث؟ الوضع الشبابي الفكري والسلوكي ينهار بكل سرعة ونحن ما زلنا بطيئين جدا ومازال عملنا بطيئا جدا! أليس من حقنا ان نسأل اين الخطة التبليغية؟ ويظهر لنا سؤال لماذا انتم تطرحون هذه القضايا على المليء العام لماذا لا تطرحونها في داخل الحوزة وتناقشون العلماء في داخل الحوزة هذا تسائل صحيح ونحن أيضا نقول هذا طرحناه في داخل الحوزة نحن تحدثنا مع جملة من العلماء جملة من الخطباء جملة من الأستاذة جملة من المنظرين وقلنا ان الوضع في انهيار وانه يحتاج الى خطة وعمل مدروس وأقول الى الان ممكن يوجد في الحوزة همم وارادات جدية وعقول مفكرة وعقول منظرة لا ننكر ذلك ولكن الى الآن لم ترسم هذه الخطة التبليغية رغم وجود الكفاءات والقدرات العلمية والمعرفية في الحوزة العلمية الى الان لم تحصل! نحن نطلب ان تحصل ونناشد ان تحصل من داخل الحوزة ومن خارجها.

المصدر: كلمة السيد منير الخباز " دور المؤسسة الدينية في مسيرة الأربعين". مايو 2018
https://youtu.be/-39V-KGdJWY

الاثنين، 12 نوفمبر 2018

تغطية الندوة (3) المحور الثالث: التبليغ ادواته ومعضلاته



أبو محمد – تغطية "خاصة" 12 نوفمبر 2018

في تغطيتنا للجلسة الحوارية التي اقامتها حسينية الناصر بمنطقة سيهات-السعودية بتاريخ ٥ نوفمبر ٢٠١٨ حول "دور العلماء ومنهج البحث العلمي المعاصر" نضع تغطية المحور الثالث بعنوان "التبليغ ادواته ومعضلاته".

الدكتور سيد عدنان الشخص:

جربنا في مجلس الرضا الحسيني قبل ٥ سنوات اوقفنا المجلس الحسيني وعرضنا فلم سير السبايا، لاحظنا شدة الانشداد الى الفلم ومنهم شخص كبير وطاعن في السن كان مشدودا الى الفلم ومتأثر به حتى ان أهله اتصلوا به ليخرج بسبب عدم وجود خطيب فقال لهم انتظروا الى ان يخلص الفلم.

فعلا موضوع الوسائط الإعلامية جدا مهمة ومؤثرة ويجب عدم التقليل من شأنها وهناك كثير من علمائنا المتنورين يؤيدون ذلك ولكن نحتاج إلى أن نلفت نظر المؤسسات والمبدعين من الشباب باستخدام هذه الوسائط المؤثرة في التبليغ الديني لخارج الإطار الديني وهناك مبادرات مثل توزيع علب مياه في الشارع في الدول الاوربية مكتوب عليها بعض العبارات عن الحسين (ع) فكان اسلوب من أساليب تبيان القضية بشكل انساني ومؤثر جدا أكثر من لو كان هناك خطاب، وأيضا ما يدعوني الى ان اشير الى نقطة مهمة الجهات في الغرب تريد معرفة الفكر الإسلامي والشيعي خصوصا من أصحاب المذهب نفسهم لذا يجب أن تكون لدينا مؤسسات بحثية لما يسمى بالتبادل الفكري والثقافي يعنى يكون لنا استضافة لباحثين من الجامعات الخارجية وانت في هالحالة راح تكتسب شخص يتكلم عن فكره ويستمع لفكرك والجوانب الإيجابية في فكرك من خلال لسانهم المؤثر لذا لابد لنا أن ننتقل نقله نوعية في مجال الأطروحة العالمية حتى في مستوى الأزهر أو الزيتونة او  جامعة القرويون بالمغرب بحيث نحن نبادر إليهم ونقول لهم لدينا مجال لاستضافة باحثين منكم لمدة معينة مثلا في النجف الاشرف ليقدم اطروحات من جامعته ويستمع لأطروحاتنا ونذكر ايضا آنه اذا أحببتم من جانبكم استضافة باحث من جهتنا، هذه وسائل تبليغ عالمية وجدا مفيدة وجدا مؤثرة الان.

ومعظمكم شاهد سماحة السيد منير الخباز عندما زار واشنطن والتقى ببعض المفكرين المسيحيين كان في تعطش الى الالتقاء بباحثين إسلاميين مباشرة، السيد منير عندما التقى في جامعة مشقن أستاذ في بالجامعة قال له لدي درس لطلاب الدكتوراه والماجستير أريدك أن تتحدث معهم فقال وما هو الموضوع قال الطلاب هم من يحدد الموضوع والطلاب اختاروا موضوع يتحدث عن “ما هو منهجية المرجعية والفرق بين مرجعية الخميني ومرجعية السيستاني".

مطلوب من المرجعية أن تدعم الجانب الإعلامي أكثر فيما هي تستطيع أن تقدمه.
في محطة المنار أكثر شعبية مشاهدة للقناة كما ذكر مدير القناة أحمد قصير لي شخصيا هي فترة عرض مسلسل يوسف الصديق فالاهتمام بالإعلام جدا مهمة.

العلاقة بين المثقف وعالم الدين تحتاج إلى بعض التوجه الأخلاقي وأن يحترم كل شخص تخصصه مثلا الشهيد الصدر عندما أراد كتابة الأسس المنطقية للاستقراء استدعى أساتذة من جامعة بغداد في الاحصاء والاحتمالات ليتعرف على قوانين الاحتمالات والإحصاء ونحن نتكلم عن قامة علمية او ما يسمى من الرجال الذين لديهم اطلاع شمولي وليس فقط اطلاع تخصصي في جانب واحد وغيره الكثيرين.

هناك خطوة مطلوبة وهي ان يسعى عالم الدين قليلا لتقريب هذه الفئة له ويبادرهم بالاستشارة لان هذا يزيل او يكسر هذا الحاجز الموجود.

وانا اعرف الكثير من الخطباء يبادرون الشباب بالسؤال عن اقتراحاتهم لعناوين محاضرات او مناقشة المواضيع واسلوبها والمصادر التي تطرح في محرم وهذه الخطوات تقرب النفوس من بعضها البعض وتساعد الخطيب من تقديم أفضل لمحاضراته.

القائد يتحمل مسئولية من يقود لذلك مسئولية رجل الدين هي الاكبر في التقرب وكلما اقترب كلما هو استطاع تحقيق دوره بصورة أكبر وذلك لتظافر جهود إرتقاء المجتمع.

الشيخ أحمد السلمان:

لا شك اننا نتفق ان إعلامنا ضعيف او معدوم والسؤال الاهم من المسئول؟ المشكلة ان المجتمع يلقي بالمسئولية على المرجعية والمؤسسة الدينية، والمؤسسة الدينية ليس شغلها الإنتاج السينمائي لان هذا عمل المجتمع نعم تساعد في الإشراف على السيناريو او الجانب الشرعي وغيرها، الان في الجانب الإعلامي كل جهة ترمي المسئولية على الآخر المؤسسة الدينية تقول الناس والناس يقولون المؤسسة الدينية لذا لا بد ان نحدد في البداية المسئولية.

هناك دعم مرجعي للإعلام مثلا قناة هدهد الكارتونية تتبع مباشرة لمرجعية السيد السيستاني وغيرها وانا شخصيا اعرف شخص من قلب حوزة النجف كتب سيناريو يمزج فيه شهادة النبي والهجوم على الدار ثم ينتقل إلى قضية ابوذر الغفاري ونفيه من المدينة ثم ينتقل إلى قضية كربلاء طريقة مزجيه عجيبة وعرض هذا السيناريو على مخرج فلم الآلام المسيح والذي أنتجه ميل جبسون هذا المخرج أعجب بالسيناريو وقال لو عرض علي السيناريو في ذلك الوقت مع الآلام المسيح لاخترت هذا السيناريو، الان يريد أن يصور الفلم وتحتاج إلى ميزانية حاليا ٤ سنوات يبحث عن تفعيله!

فحتى في المجتمع لو سالت تاجر مبلغ لبناء مسجد او حسينية يوافق مباشرة ولكن تعال لنمول فلم كارتون او مسلسل ديني لا يوافق!

وجهة نظري ان التسمية الصحيحة لمشكلة العلاقة بين المثقف ورجل الدين هي "أزمة ثقة" المجتمع هو مجتمع ديني وينظر لرجل الدين على قمة هرم هذا المجتمع، كمثقفين لعدة أسباب مبررة وغير مبررة لا يرون أهلية لرجال الدين ليقوموا بهذا الدور وفي المقابل رجال الدين يرون في المثقف انه يريد أن يسحب البساط من تحته فيقوم هو بقيادة المجتمع وهذه الحالة أشبه ما يكون بصراع زعامة بحيث المثقف لو قدم انتقاد لرجل الدين ولو كان صادقا مباشرة احكم هذا يريد أن يقصيني والعكس كذلك من جهة رجل الدين يطرح فكرة ذاك المثقف ابتداء يريد أن يقول هذه الفكرة غير صائبة باعتبار أنها صادرة من شخص ليست له الأهلية.

أزمة الثقة كيف تحل؟ تحل بخلق فضاء حواري مباشر والاهم ان يكون اخلاقي في كل مره تثار قضية يجلسون لتبادل وجهات النظر بحيث يتبين للمجتمع هل هذا الشخص لديه الاهلية لقيادة المجتمع أم لا وهل نقودك صحيحة أم لا، والمشكلة اذا كانت هناك بعُد في المسألة بين الطرفين ويكون جنبهما تراشق يصبح كل حديث يحمل على غير وجهة ويكون لسوء الظن مساحة أكبر.

الجمعة، 9 نوفمبر 2018

تغطية الندوة (2) المحور الثاني: علماء الدين والفاعلية الاجتماعية



أبو محمد – تغطية "خاصة" 9 نوفمبر 2018

في تغطيتنا للجلسة الحوارية التي اقامتها حسينية الناصر بمنطقة سيهات-السعودية بتاريخ ٥ نوفمبر ٢٠١٨ جمعت بين الشيخ احمد السلمان و د. سيد عدنان الشخص وادار الحوار أ. عبدالله الداوود للحديث حول "دور العلماء ومنهج البحث العلمي المعاصر" نضع تغطية المحور الثاني بعنوان "علماء الدين والفاعلية الاجتماعية".

الدكتور سيد عدنان الشخص

المنطقة تاريخيا ترجع إلى مدرسة النجف وهذه المدرسة لها توجه معين في طريقة ادارة المجتمع خلاف المدرسة الإيرانية التي تأثرت بها المدرسة اللبنانية، مدرسة النجف لا ترى الانشغال في القضايا المجتمعية العامة وإنما تحصر اهتمامها في القضايا المجتمعية الخاصة والصغيرة فحتى موضوع ولاية الفقيه هي ولاية خاصة محدودة وحسبية فقط وهناك توجيه عام باطني وليس ظاهر هو على الشيعة ان لا ينشغلوا في الوظائف العامة المتصلة بالحكومات والدولة وان يركزوا بالأعمال الخاصة والسوق.

اما المدرسة الإيرانية واللبنانية تجد عالم الدين أكثر قربا للمجتمع وأكثر تصالحا مع البيئة المحيطة فمثلا في لبنان يأتي قس مسيحي ويلقي خطبة عن الحسين ويذهب عالم الدين الى الكنيسة ويلقي خطبة عن مريم والمسيح، البيئة الإيرانية رجل الدين متصل بكل شئون المجتمع من الطبيب وقضايا التجارة وقضايا أخرى مفصلة، لذا يجب أخذ هذه النقطة بعين الاعتبار بوجود مدرستين للانطلاق في حديث عن دور رجال الدين.
المدرسة النجفية مثلا في ثورة العشرين اول جمهورية في العالم العربي كانت في النجف الاشرف ١٩١٥ ومن أقامها ليس كبار المراجع بل من نسميهم الشباب من العلماء مثل الشيخ الحبوبي والسيد محسن الحكيم والسيد مهدي الشيرازي فمثلا عندما هجم الإنجليز على البصرة باعتبار وجود أجنبي غازي وكافر من تصدى لهم ليس كبار المراجع بل السيد محمد تقي الشيرازي ولم يكن المرجع الاعلى في ذلك الوقت، هذه تعطيك فكرة عن الذهنية السائدة في ذلك الوقت وبدأت في التغيير قبل تقريبا الاربعين سنة الأخيرة وانه يجب التصدي للقضايا العامة.

المدرسة الإيرانية أكثر قربا الى القضايا المجتمعية العامة وكذلك المدرسة اللبنانية مثل الشيخ عبدالحسين الصادق في النبطية كان يقيم الحد ومعظم فقهائنا لديهم ان الحد لا يقام الا بظهور الامام الغائب ولكنه يرى أن إقامته أمر ضروري وهو قادر على ذلك، السيد عبدالحسين شرف الدين توجه للتصدي للغزو الفرنسي، السيد محسن الأمين توجه إلى التعاطي في الوضع في سوريا في ذلك الوقت مع الحكم.

التوجه وبناء العلاقة مع الشأن العام في هذه البيئات اوضح مما في بيئتنا وفي منطقتنا نحن نتبع المدرسة النجفية أكثر مما هي تابعة للمدرسة الإيرانية او اللبنانية.

لذلك قبل القاء اللوم على بعض علمائنا يجب أن نأخذ بعين الاعتبار التراث فهو لم يأتي من فراغ الوضع الحوزوي عمره ألف سنة فهو يتصور لو انه غير الكتاب كانه تغير المنهج بينما هي عملية استبدال كتاب بكتاب آخر أكثر حداثة ولغته اوضح وأعمق وأكثر فائدة للطالب والمتلقي.

الشيخ أحمد السلمان

قراءة التاريخ مهم جدا لفهم الحاضر والمستقبل، رجال الدين تميزوا وتركوا بصمات خاصة بالإنتاج الذي قدموه اهم عنصر موجود في شخصيتهم هو عنصر المواكبة، ان رجل الدين يواكب الواقع فلما يتحدث في اي موقع يكون حديثة مواكبا الواقع، مثلا السيد عبدالحسين شرف الدين لماذا تميز في قضية المراجعات؟ في تلك الفترة قضية الحوار والتقارب السني الشيعي كانت في أوجها وشخص بثقله العلمي تصدى لهذه المسألة في أولها وأنتج هذا النتاج المتمثل في كتاب المراجعات والكتب الأخرى، ومثل آخر الشهيد الصدر المطالب التي ذكرها موجودة في الكتب سواء في مناقشة الماركسيين وغيرهم قوته انه واكب وأنتج إنتاج كانت الساحة فعلا محتاجة اليه فكتبه الى ما بعد ٢٥ سنة لم يصدر كتاب مماثل لها يعني سبق عصره بأكثر من ربع قرن، اهم شيء يميز عالم الدين هي قضية المواكبة.

المشكلة التي نعيشها الان ان عملية المواكبة صعبة لأننا نعيش في عصر انفجار المعلومات وضع أنه في اللحظة الواحدة عشرات الآلاف من المعلومات تضخ في نفس الوقت وفي نفس الوقت هناك أفكار وعادات جديدة، نفس عملية المواكبة ان الانسان يكون متابع ما الذي يجري ويدور وليس كل شخص يستطيع المواكبة وأننا في هذا الزمن نحتاج مؤسسات فقط شغلها رصد المتغيرات. فأي عالم لا يكون مواكب نتاجه لم يكون مفيدا للمجتمع.

اللوم ايضا يقع على المجتمع لماذا، إذا المجتمع طالب عالم الدين بأشياء خارجه عن هذا العنوان مثلا تريد من العالم كل فاتحة وزواج وعزيمة حاضر وتطلب منه حل قضايا الزواج والطلاق الميراث والصلاة وغيرها فطبيعي من ينشغل بهذه الأمور لا يمكن أن يواكب او ينتج.

حوزة النجف نظرتها ان الانسان إذا تشعب في اطلاعه وانشغالاته لم يبدع خاصة في الجانب الذي أبدعت فيه حوزة النجف وهو الفقه والأصول والتحقيق وتقسيم القضايا الفقيه والاصولية تحتاج لتفرغ تمام، مثلا والد العلامة المجلسي تفرغ لبحث راوي واحد وهو أبو عمير ٤٠ سنة، شخصية الان في النجف هو السيد محمد مهدي الخرساي لديه موسوعة اسمها موسوعة عبدالله بن عباس سألته كم جلست تبحث وتكتب فقال ٥٠ سنة! والحوزة النجفية هذه نظرتها تحث طالب العلم وتوجهه ان لا ينشغل بالرأي العام والتركيز على البحث العلمي.

الان هذا التوجه الاكاديمي ثمرات ايجابياته قضية التخصص وهذا أمر مهم جدا فداخل كل تخصص مثلا اللغة العربية هناك تخصص في النحو وداخل النحو هناك تخصص عوامل وحروف المعاني، الحوزة بسبب هذا التكامل بين الأكاديمي والحوزوي تميل إلى هذا الجانب وهو إخراج طلاب متخصصين، مثلا في قم لدينا مدرسة خاصة بعلم الكلام مثل مدرسة الامام جعفر الصادق (ع) والتي يشرف عليها الشيخ جعفر السبحاني وعندنا جامعات وكليات خاصة بالفلسفة والحكمة مثل المدرسة التي يشرف عليها الشيخ مصباح اليزدي والدكتور أيمن المصري، فكرة التخصص تدخل بقوة وحتى المنبر الحسيني في المنطقة دخله التخصص فهناك منبر وخطيب معروف عنه ان هذا المنبر متخصص في الجانب الفقهي وذاك في الجانب الفكري وهذا في الجانب الفلسفي.

قضية التداخل مشكلة قديمة وانا وجهة نظري ارى ان هذا التكامل بين المسارين الحوزوي والأكاديمي سوف تنتج لنا ثقافة التخصص والتي ستكون أكثر نفعا للمجتمع.

قضية علم الكلام الجديد هي شاهد عما ذكرناه في البداية وهو ان هناك مسار في الحوزة يدعو إلى التبليغ والتجديد ويدعو إلى المواكبة وعبرنا عنه بالتكامل بين المسارين وهناك مسار البقاء على ما أسست عليه الحوزة ما هو علم الكلام الجديد؟ هذا المصطلح عمره ١٢٠ سنة تحديدا وظهر في بدايات القرن العشرين وعندنا علم الكلام القديم والذي يعبر عنه علم أصول الدين ويتحدث عن أصول الدين بالمنطق والفلسفة والآيات والرواية وثم تشعبت الشبهات وطرقت أبواب لم تطرق من قبل واستعملت فيها أدوات لم تستعمل من قبل لذلك جعل ونحت له هذا الاسم وهو علم الكلام الجديد، هو لا يختص بأصول الدين فقط بل يبحث كل العقائد بل يبحث الأمور غير العقائدية وحتى الأحكام الفقهية مثل الجزية والرده وهي قضايا فقهية ولكن أصبحت تحت مظلة الأشكال الديني وهناك من يناقش حول وجود الله فيناقشك علميا مثلا يأتي إليك بنظرية الانفجار العظيم ويبين لك عدم الحاجة لوجود الله وهناك من يأتي بقضية دارون ونظريته النشوء والارتقاء والتطور ليفسر وجود الانسان دون الحاجة لنظرية الخلق، فالعلماء جعلوا هذا العلم الذي يبحث كل هذه الأمور ويستعمل الأدوات المتاحة للجواب على هذه الإشكالات فهو علم فيه ما في علم الكلام القديم وزيادة.

البعض حصل عنده إشكال وهو على اي اساس نحن في مدرسة دينية ونبحث في قضية دارون والتي هي قضية من علم الاحياء، فهذا العلم له من تلقاه بالقبول ويدرسه الان وكثير من الحوزات تدرس علم الكلام الجديد وله من رفضه وقالوا ان علم الكلام القديم يكفي وهذا السجال موجود وانعكس على الثمار فلدينا مجلات تهتم بهذا الجانب وللأسف لا تجد الشهرة وهناك من الشباب من يسأل لماذا العلماء لم يتعرضوا لهذه القضية ولماذا عندما نقرأ الكتب لا توجد الا القضايا القديمة؟ والجواب لا تعرض العلماء لهذه القضايا ومن حسنات التطور التكنولوجي أن هناك مجلات ونشرات تظهر بعضهم كل ٣ أشهر بعضها كل ٦ اشهر هذه المجلات هي التي فيها آخر ما وصلت له الحوزات فبعضها فقهية وبعضها أصولية وبعضها كلامية او فكرية والشاب اذا اراد مواكبة الحركة العلمية في الحوزة يتابع هذه النشرات والمجلات وللأسف لم تأخذ هذه النشرات والمجلات حظها من المتابعة.





الخميس، 8 نوفمبر 2018

تغطية جلسة حوارية اقامتها حسينية الناصر بمنطقة سيهات بين الشيخ احمد السلمان و د. سيد عدنان الشخص وادار الحوار أ. عبدالله الداوود للحديث حول "دور العلماء ومنهج البحث العلمي المعاصر"


أبو محمد – تغطية "خاصة" 8 نوفمبر 2018

في جلسة حوارية اقامتها حسينية الناصر بمنطقة سيهات-السعودية بتاريخ ٥ نوفمبر ٢٠١٨ جمعت بين الشيخ احمد السلمان و د. سيد عدنان الشخص وادار الحوار أ. عبدالله الداوود للحديث حول "دور العلماء ومنهج البحث العلمي المعاصر" حيث تحدث الضيفين في ثلاثة محاور وكان المحور الأول بعنوان  (أزمة المنهج ولغة الخطاب).

حيث ذكر الدكتور الشخص أن مناهج البحث العلمي الحديثة تتمثل في ٣ نقاط وهي"(مشكلة البحث البحث) والتي تكون عادة في بداية البحث، فيجب تحديد مشكلة البحث المراد حلها وهذا هو المنهج المطلوب خاصة في البحوث الفكرية والأدبية، ويلاحظ على بعض الكتاب اغفالهم لهذا الجانب بحيث انك تقرأ صفحات وانت لا تعلم الى اين يتوجه هذا البحث في حله لهذه المشكلة.
والنقطة الثانية ان يكون (البحث شامل) "بحيث يبدا بما انتهى به الآخرون" وأن لا يبدا من الصفر ويذكر ما ذكره الآخرون وفيه اضافة نوعية.
والنقطة الثالثة (الموضوعية وجودة البحث) خاصة الحرية في الجانب الفكري فالشك الطريق إلى اليقين فإذا لم يكن لديك جرأة في قضية معينة وطرح إشكالات عليها فلم تستطيع أن تجيب عليها، مثلا كتب الشهيد الصدر كتاب اقتصادنا عندما تقرأه في البداية لطرحه رؤية الماركسيين تشعر وكأنه مؤمن بالماركسية يطرحها بكل قوة كما يطرحها المؤلف ثم بعد ذلك يأخذ في تفكيكها واحدة بعد الأخرى، فبدون هذه القدرة في حرية البحث والشمولية لم تستطيع أن تضيف للمكتبة الإسلامية فالشهيد الصدر يعتبر كل ما كتبه اضافة نوعية للمكتبة الإسلامية عموما، وهناك إشادات بكتبة من قبل كل الأطياف.

وأكد الشخص أن الحاجة والمطلوب من علمائنا هذا النوع من التصدي حتى تملئ الساحة بما هو مطلوب وجاء بمثال شخصي فذكر انه في "الجامعة كانت عندنا قاعدة وهي اي كتاب مر عليه ٥ سنوات يستبدل بكتاب أكثر حداثة حتى نستفيد من التطوير، الحوزة ايضا تطورت مثل كتاب الرسائل للشيخ الأنصاري هناك تطور ولكن هذا التطور جدا بطئ بحيث ان التمسك بالقديم اصبح "مقدسا" أكثر من أنها قضية الإثراء العلمي".

وبين الشخص أن "النظام الحوزوي في الدراسة يوجد جانب مرونة أكثر بحيث الطالب المبدع يستطيع أن يتطور سريعا ولكن قله من هؤلاء من يستطيع أن يتطور سريعا"، وأوضح الشخص أن "النظام الأكاديمي الى حد ما يقيد قدرات الناس الغير العاديين خاصة في العالم العربي، مثال في العالم الغربي تستطيع الحصول على الدكتوراه في عمر ١٨ سنة ولكن في العالم العربي لا يمكن".

ليعيد ويكرر الدكتور الشخص أن "النظام الجوزي فيه مرونة الارتقاء السريع لمن لديه القدرة ولكن من ليس له القدرة يبقى سنوات، وميزة النظام الأكاديمي انه يبنى على اساس ميكانيكي فممكن ان يستنسخ ليك من النسخة الآلاف النسخ فمثلا جامعة يدخلها الطلبة تخرج الآلاف المهندسين، فلو تركوا لنظام الحوزة لتسرب منهم العشرات".

وقال الشخص أن هناك نقطة مهمة وهي أن "الرواد الأوائل من علمائنا كانوا حيويين، بمعنى مثلا في النجف طالب سأل ما هو الدليل على وجود الله فيجاب لا تشغل نفسك بهذا الموضوع اذهب واقرا الوضوء والصلاة وغيرها أفضل! فليس هناك إدراك للحاجة للإجابة على الإشكالات ومن اجاب على مثل هذه التساؤلات بطريقة حيوية هو الشهيد الصدر".

وجاء الشخص بمثال عن الشهيد الصدر إذ قال "اغلب الرسائل العملية اول باب منها هو التقليد والعبادات والمعاملات الخ، الشهيد الصدر تفرد بكتابة مقدمة عن المرسل والرسول والرسالة بحيث يعرف هذا المكلف لماذا انت تتبع الرسالة العملية على اي اساس فهو يخاطب العقل. ومن الأمثلة الشيخ محمد امين شمس الدين فهناك كاتب مسيحي جلال العظم كتب إشكالات حول الفكر الديني جاء الشيخ محمد أمين شمس الدين بكل حيوية واريحية وكتب إشكالات حول الإشكالات فرد على كتاب الكاتب جلال العظم وقارع الحجة بالحجة وهذا أبرز الشيخ على مستوى لبنان انه صاحب فكر من خلال كتابه هي تخاطب الجمهور بلغه معاصرة".

أما الشيخ أحمد السلمان فذكر المسار التاريخي للمسار الأكاديمي والحوزوي فقال "تاريخيا لدينا مساران في التعلم مسار الجانب الأكاديمي الذي أثبت نجاحه وتميزه في كل الجوانب التي سار فيها، والمسار الحوزوي الذي عمره ألف سنة ولكل مسار ايجابيات، في العالم الاسلامي يطرح سؤال وهو كيف نتعامل مع هذا التغير؟ خاصة ان الجانب الأكاديمي أثبت نجاحه، ففي الجانب السني تطور لديهم المسار الى المسار الأكاديمي واول من بدأه الشيخ محمد عبده وجمال الدين الأفغاني فمثلا في تونس تحول من جامع الزيتونة الى جامعية الزيتونة وفي مصر تحول المسجد الأزهر الى جامعة الأزهر الخ".

وبين الشيخ السلمان انه "في الوسط الشيعي هناك فكرة بديلة وهي إيجاد حالة تكامل بين المسار الأكاديمي والحوزوي بمعنى أن يأخذ من كل مسار ايجابياته وتخلق (حالة برزخيه) بين المسارين ومن ايجابياته التي بدأت مثلا كلية الفقة في النجف الاشرف التي ظهرت في الخمسينيات هذه الكلية ليست جامعة بالمعنى الكلي الاصطلاحي وليست حوزة وأيضا ظهر هذا الشيء في محاولة كتابة مناهج جديدة للحوزة مثل حلقات للشهيد الصدر او كتب الشيخ المظفر وغيرها".

ثم بين السلمان مشكلة الوقت الحالي بين المسارين فقال "المشكلة التي حصلت هي مثلما هناك طرف يؤمن بالمسار الأكاديمي ويرى أنه مهم ويزداد قناعة كل عصر هناك طرف آخر يؤمن أن الدرس الحوزوي يجب أن يحفظ كل خصوصياته بمعنى كتبت دراسية تبقى وطريقة التدريس تبقى كما هي ولا يتغير شيء وهذا المسار لازال الى اليوم وقوي فطبيعي جدا ان ينظر هذا المسار للآخر بنظرة دونية، لذلك من يقرأ أحد في تاريخ النجف الحديث يرى أن هذه القضية موجودة فكان ينظر إلى الذين تخرجوا من كلية الفقه نظرة سلبية".

وأوضح السلمان أن هناك تطور ايجابي في هذا الجانب اذ قال أن حالة دخول المنهج الأكاديمي للحوزة عمره أقل من "100 سنة" فنحن لازلنا في الخطوات الأولى وثانيا لازال هذا المسار يلقى رفض من الداخل لذا ينظر إلى نتاج المسار البرزخي الأكاديمي/الحوزوي بنظرة حساسية ولازالت هذه الجهود ليست متصدرة في الساحة وأن كان هناك توجه من الداخل اتجاه هذه العملية لسبب رئيسي وهو ان لغة الخطاب التي يمكن أن تخاطب بها كل العالم ولاسيما الشباب هي اللغة الأكاديمية لذا هناك تطور إيجابي وليس سلبي".


النبي يحيي (ع)، يوحنا المعمدان في العهد الجديد (الاناجيل الاربعة) ونبي طائفة الصابئة



النبي يحيى عليه السلام له صفات كثيرة ومن الصفات التي كان يمتاز بها هي :

1 ـ كان مصدقا بكلمة من الله ، وهو تصديقه بنبوة المسيح.
2 ـ وانه كان سيدا يسود قومه.
3 ـ وانه كان حصورا ، لا يأتي النساء ولم يتزوج.
4 ـ وكان نبيا ومن الصالحين والمجتبين ومن المهديين.
5 ـ وان الله هو سماه بيحيى ولم يجعل له من قبل سميا.
6 ـ واعطاه الحكم والنبوة وهو صبي ، وآتيناه الحكم صبيا.
7 ـ واعطاه الله ايضا الرحمة والشفقة والمحبة، وحنانا من لدنا.
8 ـ واعطاه زكاة : اي كل الاعمال والصفات الطاهرة والصالحة.
9 ـ وبارا بوالديه ، ولم يكن جبارا ، ولم يكن عصيا.
10 ـ الله عزوجل منحه وسام مهم وبارز وشمله بعنايته الخاصة وذلك في السلام عليه ، حيث سلم عليه في مواطن ثلاث وهي اهم واخطر المواطن التي يمر بها الانسان وهي قوله تعالى : « وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا ».

جهات التشابه بين يحيى بن زكريا والحسين بن علي عليهما السلام:

1 ـ في الولادة : كانت مدة حملهما اقل من المعتاد ، حيث ولد يحيى لستة اشهر ، كذلك الحسين عليه السلام ولد لستة اشهر.
2 ـ في الاسم : فان اسم الحسين عليه السلام كاسم يحيى عليه السلام لم يسبقه به احد ، ولم يسم احد باسمهم قبلهم.
3 ـ المظلومية : قتل الحسين عليه السلام مظلوما ، كذلك يحيى قتل مظلوما.
4 ـ الشهادة : شهادة الحسين عليه السلام تشبه شهادة يحيى عليه السلام حيث ذبح وقطع رأس يحيى عليه السلام كما ذبح الحسين وقطع راسه.
5 ـ اهداء الرأس : اهدي رأس يحيى عليه السلام الى بغية من بغايا بني اسرائيل ، كذلك رأس الحسين عليه السلام اهدي الى بغي من بغايا بني امية يزيد.
6 ـ بكاء الارض : بكت الارض والسماء على يحيى بن زكريا عليه السلام عند شهادته، كذلك بكت الارض والسماء عندما استشهد الحسين عليه السلام.
7 ـ وضع رأس يحيى بن زكريا عليه السلام في طشت من ذهب وبعثوه الى العجوز الفاجرة ، كذلك رأس الحسين عليه السلام وضع في طشت من ذهب وبعثوه الى يزيد الفاجر.
 8 ـ فوران الدم: عندما سقط دم يحيى عليه السلام على الارض اخذ يغلي ويفور على وجه الارض وكلما القي عليه التراب زاد ارتفاعا ، بقي هكذا حتى خرج « بخت نصر » وقتل من بني اسرائيل سبعين الفا ثارا ليحيى عليه السلام حتى سكن الدم،وكذلك دم الحسين عليه السلام يغلي ، ويستمر يغلي ولا يسكن حتى يبعث الله المهدي ( عج ) فيقتل من المنافقين والفسقة سبعين الفا حتى يسكن.

مختصر من كتاب (حكم ومواعظ من حياة الانبياء ع) للسيد مرتضى الميلاني

الشيخ محمود العالي في حديث يوم الجمعة بتاريخ 2 نوفمبر 2018 التسمية الصحيحة ليوم الأربعين هو يوم (رد الـرؤوس)


أبومحمد – متابعات 3 نوفمبر 2018


قال سماحة العلامة الشيخ محمود العالي أن "التسمية الصحيحة ليوم الأربعين يوم العشرين من صفر هو يوم (رد الرؤوس)”، وقال إن "تسمية يوم الأربعين تسمية جاءت متأخرة، والمعروف في كتب التاريخ وعند المؤرخين هو يوم "رد الرؤوس"، جاء ذلك في حديث يوم الجمعة بمسجد الامام علي بقرية عالي بتاريخ 2 نوفمبر 2018.

وذكر الشيخ العالي أمثله ممن ذكر تسمية هذا اليوم بيوم رد الرؤوس مثل:

- "أبو الريحان البيروني الباحث والمتتبع والجغرافي في القرن الرابع هجري او في مطلع القرن الخامس هجري ذكر في كتابه الاثار الباقية يذكر ان من احداث العشرين من صفر "رودت رؤوس أل البيت الى أجسادهم"

- "ابن ماجه المؤرخ يذكر وهو في نفس فترة البيروني يذكر انه في العشرين من صفر أعيد راس الحسين (ع) الى جسده"

- "العلامة الحلي في كتابه اقوام الشيعة في القرن السابع الهجري ذكر انه في يوم العشرين من صفر ردت الرؤوس الى اجسادها".

وبين الشيخ العالي سبب طرحه لهذه النقطة بالقول "لماذا أقول التسمية الصحيحة هي رد الرؤوس؟ لأنه في بعض الأحيان عندما نتغير التسمية ومعا مرور الزمن يحدث تشكيك ويكون سبب في ضياع تاريخ واحداث مهمة، ولك ان تتصور بعد ان يعتاد الناس على تسميته بيوم الأربعين فبعد مئة سنة سيكون عند الناس شك في تسميه هذا اليوم بيوم ردود الرؤوس فالتسميات ضرورية للحفاظ عليها وتبديل الأسماء فيه ضياع مستند ودليل وتاريخ".

ثم ذكر رواية لبين أهمية الشهرة على الرواية بقوله "هناك رواية ينقلها الشيخ الصدوق ينقل فيها انه ردت الرؤوس اهل البيت الى أجسادهم ولم تبين هذه الرواية وقت ارجاع الرؤوس لأنه كان معروف ومشهور عند الطائفة ان العشرين من صفر هو ذلك اليوم، هناك خطا عند البعض في الموازين الفقيه والعقلانية بإسقاط الشهرة قبال الرواية والصحيح " الرواية تسقط امام الشهرة وليس العكس".

وأضاف الشيخ العالي أن "هناك البعض من همه ادخال التشكيك في كثير من الثوابت والمسلمات والمشهورات ولا أدرى اهو داء انتشر او أصيب به بعض الناس، فياتي اليك أحدهم فيقول لك الشهيد مطهري استبد هذه المسالة المشهور في كتابة الملحمة الحسينية ومع احترامنا اليه ولكن هذا ليس مقياس او طريقة علمية لاستبعاد أي مسالة ودائما الشهرة لها قيمتها. و "ان الشهرة توهن الخبر الصحيح".




بعد سهوان والعالي، الرادود "عبدالشهيد الثور" ينتقد الذائقة الأدبية للمنبر والموكب




أبومحمد – متابعات 2 نوفمبر 2018


بعد سلسلة انتقادات متواصلة بدئها الرادود مهدي سهوان بتوجيه خطاب مصور للعلماء وادارات المأتم ناشدهم فيها بالالتفات الى القصائد والتدقيق فيها خاص لوجود بعض العبارات التي تخطئ في حق الله والمعصومين (ع)، وبعد انتقاد الشيخ بشار العالي في احدى محاضراته لظاهرة بعض القصائد المفرطة في كلمات الغزل والغرام وانتشار القصائد الهابطة.

نشر الرادود المعروف عبدالشهيد الثور مقال مطول بعنوان " الذائقة الأدبية للمنبر والموكب الى أين؟!" والذي نشره في حسابه على الانستغرام بتاريخ 1 نوفمبر 2018، حمل فيها رسالة متعددة وطرح فيها امثلة حيه لفساد الذائقة الأدبية لبعض نصوص المنبر والموكب.

وقال الثور "هناك ما يندى له الجبين، وهناك فساد للذائقة الأدبية لبعض النصوص المنبرية والموكبية" وذكر في امثلة لبعض النصوص الأدبية كيف انها " تصور الامام انه يحمل حالات نفسية تعبر عن الشعور بالنقص، وليس كل ما يجول بخاطرنا يمكننا أن نجريه على لسان الحال".

وأشار الثور ان "هناك نصوص تعمق حاله الرفض للانتقاد بأسلوب سلفي منافي للذوق الادبي، وكان الأولى معالجة النقد بأسلوب علمي ومقارعة الحجة بالحجة وبحوار منفتح وليس بأسلوب الانغلاق والصد ومفردات تدعوا للنفور لاي مستمع".

هناك نصوص فيها تجاوزات عقائدية وهي أقرب للغلو، وبناء النص لا يعتمد على التركيب اللغوي فقط ولكنه يجب ان يعتمد على سلامة المعنى أيضا.

وأكد الثور في لقاء جمعه مع الشيخ محمد صنقور في مناسبة الأربعين "أنه عاتبته على صمتهم عن التجاوزات من الخطباء وذكرت له امثلة واتفق معي على شده الخلل واكد ان بعضا منها تحمل سوء ادب مع الامام في حال الخطاب بلسان الحال، وبين الشيخ محمد صنقور أن هناك "الكثير من الخطباء لا يستجيبون للتوجيهات والنصح" فيما اجابه عبدالشهيد الثور بالقول أن "المسئولية مسئوليتكم بالدرجة الأولى وان صمت الكبار جعل هناك مساحة لتجاوز الصغار".

وبين الثور ان "هناك نصوص في زفاف القاسم مليئة بالتجاوزات الأدبية وفيها إصرار على تعميق الخرافة وتأصيل الأكاذيب والاستهانة بالحقيقة وهي عين الانحراف عن رسالة عاشوراء، وأن ذائقة الخطباء والرواديد اكثر ما تستوعب هو الجانب المأساوي من الواقعة وتراهم لا يسامون من تكرار نفس الصورة وهذا يدل على انغلاق في ذوق الاختيار".

وأضاف الثور ان "علينا لزاما ان نعيد النظر في كثير من النصوص المشهورة وان كانت لشعراء بارزين مثل ملا عطيه الجمري، وهناك بعض النصوص التي كانت تناسب طرحها قبل أربعة عقود قد لا تصلح ويتناسب طرحها في الآونة الأخيرة، فيجب علينا ان نرتقي بذائقتنا واختيارنا ونستلهم من القران الكريم الدقة في المفردة والصورة".

فيما أكد الثور أخيرا في مقاله أنن "المسئولية مسئوليه الجميع ولا يقول احد لماذا لا تذهب مباشرة للمعنين فهذا اصعب لان الظاهرة باتت واسعة، فالمطلوب من الرواديد والخطباء الرجوع لأهل الاختصاص في اختيار نصوصهم، علينا ان لا نهدم الثوابت لمجرد حبنا للدمعة ولا يصح انتزاع الدمعة بنسف ثوابت ما نعتقده من قداسة".


مراجعة لكتاب د. محمد مجتهد شبستري "نقد القراءة الرسمية للدين"

مراجعة لكتاب د. محمد مجتهد شبستري "نقد القراءة الرسمية للدين" أبو محمد – مراجعة كتاب – 17 مارس 2020 في البداية يجب ع...