الخميس، 13 سبتمبر 2018

خطابات للشيخ عيسى احمد قاسم بشأن إدارات المآتم والحسينيات والمنبر الحسيني

خطابات للشيخ عيسى احمد قاسم بشأن إدارات المآتم والحسينيات والمنبر الحسيني:

خطاب الى إدارات الحسينيات:
أ- المؤسسة الحسينية من أكبر مؤسساتنا وأهمها، وليست رئاسة الحسينية من المستوى الثانوي بالقياس إلى رئاسة المؤسسات الأخرى شأنا ودوراً، فإذاً يتحمل مسؤولو الحسينيات دوراً مهما يتطلب منهم التوفر على الفقه الكافي لتسيير هذه المؤسسة المباركة المهمة. الحسينية بما تمتلك من أهمية كبيرة ودور رسالي ضخم وبما مثلته من موقع تاريخي كبير في حياة الإسلام والمسلمين ليست الأمر السهل، وهي أكثر تطلباً للتوفر على الفقه والإلمام بالفروع المتصلة بإدارة المأتم لتسيير شؤونه. (لقاء مع رؤساء المآتم 25 فبراير 2003).


ب- الترابط هدف حسيني، التفرق هدف يزيدي، والحسينية إذا كانت حسينية لا بد أن توحد، لا بد أن تجمع، لا بد أن تعطي التحاماً بين مؤمني القرية بعضهم مع البعض، وبين هذه القرية والقرية الثانية والقرية الثالثة، وبين القرية والمدينة، وبين القبيلة والقبيلة الأخرى، وحين تتحول الحسينية إلى أداة تفريق ستكون يزيدية وعندئذ فلنرفع عنها اسم الحسينية ولنعطيها اسم اليزيدية، لأن يزيد كان دوره التفريق بين المؤمنين، فعندما يكون دور حسينيتي التفريق بين المؤمنين فلأكتب عليها يزيدية فلان، ولا أكتب عليها حسينية فلان. الحسينية تعني إسلاما، وتوحيد الصفوف على طريق الحق والإيمان. (لقاء مع رؤساء المآتم 25 فبراير 2003).


ت- بعض الحسينيات تتجه إلى كتابة ضوابط بمنزلة قانون لها، بمنزلة دستور للحسينية. ويحسن جدا في مثل هذا الوضع أن يتضمن دستور الحسينية نصا واضحا جدا على عدم إحداث الفرقة بين الحسينية وبين غيرها من الحسينيات والمؤسسات الأخرى، وعلى أنه يجب ألا يتسبب المأتم في إحداث فرقة لغير وجه الله سبحانه وتعالى، وهذه المادة تحكم رئيس المأتم، وتحكم الإدارة فإذا عمل شخص – لا سمح الله – من الإدارة على إحداث فتنة بين مأتم ومأتم، فإنه يفصل بمقتضى هذه المادة. (لقاء مع رؤساء المآتم 25 فبراير 2003).
ج- ينبغي لرؤساء الحسينيَّات وإداراتها الابتعاد عن التفرُّد بالرأي وترك المشورة فيما يتصل بأمر الحسينية والخطيب والموكب، والتحلي بروح التفاهم، والتشاور والصبر سدّاً لباب التمزقات، وتوصلاً إلى ما هو أنفع في القرارات المتخذة، والمواقف المتبناة. (خطبة الجمعة 26 ذي الحجة 1423هـ – 27-2-2003م)

خطاب الى خطباء المنبر الحسيني:
أ- يطلب من الخطباء الأعزاء المحترمين أن يتناولوا الموضوعات الأخلاقية والاجتماعية والفكرية والسياسية الحية بالمعالجة الكفؤة وعلى ضوء الإسلام ورؤيته الصائبة، وأن لا يميلوا إلى المصطلحات المستوردة بما هي عليه من ضبابية وخداع قد ينكشف بعد التسويق عن أضرار ثقافية بالغة، وهو مؤدٍّ حتماً بدرجة وأخرى إلى غربة للغة القرآن والحديث والتاريخ. وهذا لا يعني أن نتحدث مع النَّاس بما لا يفهمون، أو نعمل على فقد اللغة لحيويتها. وكيف يكون الرجوع إلى لغة القرآن والسنة فيه قضاء على اللغة العربية، والقرآنُ والسنةُ المرجعان الأمينان لهذه اللغة؟! (خطبة الجمعة 26 ذي الحجة 1423هـ – 27-2-2003م)

ب- الخطابة الحسينية بما لها من شأن كبير، ودور مؤثِّر بالغ الأهمية، وانتشار واسع، وديمومة واستمرار لا يصحُّ للمجتمع المؤمن أن يتساهل في أمرها، أو يُفرّط في شأنها، ويتركها لاجتهادات الأفراد وإن قصَّرت، وجهودهم وإن قصُرت. لا يصح أن يُترك بابها مفتوحًا لكلّ مُشْتَهٍ وإن كان لا يملك القابلية أو التأهُّل لشغل هذا المنبر الشَّريف المهمّ بما له من تأثير ضخم على القضية الحسينيَّة، والإسلام كلّه، وإيمان المجتمع المسلم، واحترامه للإسلام، وتقيُّده به، وواقع الرأي العام فيه بشأن القضايا المهمّة التي تستجد في حياته…. لا يصح أن يُترك لأي ناطق من أيّ مستوى وإن كان من مستوى طالب الإعدادية أن يتحدَّث باسم الحسين عليه السلام واسم القرآن والإسلام. (خطبة الجمعة (579) 25 محرم 1435هـ – 29 نوفمبر 2013م).

ت- ونُجافي الواقع ونتجاوزه حين ننكر وجود أفكار ساقطة وما يُشبه الخرافات، ووجود الاجتهادات الفجّة التي لا مستند لها في المهمّ من قضايا الإسلام، وما هو حاصلٌ من ضعف وقصور وارتباك فكري، وتهافت في الطرح، وأفكار مرتجلة غير مدروسة مما يجد سبيله إلى المنبر الحسيني، ويهبط بمستواه، ويُسيء إليه.ومن أبرز أسباب هذا الأمر عدم تحمُّل المجتمع المؤمن لمسؤوليته في الإعداد الكافي لمستويات راقية تتناسب مع مكانة هذا المنبر الكريم، ووظيفته.هذا وكلُّ المجتمعات في تقدُّم فكري، وتوسُّع ثقافي، وقدرة متنامية على النقد ووزن الأفكار. (خطبة الجمعة (579) 25 محرم 1435هـ – 29 نوفمبر 2013م).

ج- إذا بقي المنبر الحسيني تُعاني خطابته مما تعاني منه اليوم من قصور، وضعف، وأخطاء، وتقصير فإنَّ الفارق بينه غدًا وبين ما سيصير إليه مستوى الأمَّة من ناحية فكرية وثقافية ونقدية أكبر منه اليوم بكثير مما يُضاعف المشكلة ويُسيء إلى قضية الإمام الحسين عليه السلام والإسلام بدرجة أكبر، ويتيح للمتربّصين بهذا المنبر أن يُحقّقوا أملهم في عزل الأمة عنه، وإسقاطه.
وفي ظلّ ما عليه واقع المنبر اليوم، وما يتوقّع له مستقبلًا مع إهمال المؤمنين وظيفتهم في الإعداد للكفاءات القادرة لشغل وظيفته صار من الضروريّ إنشاءُ كلّيات متخصِّصة يتكفل بها عالم الحوزات العلمية الدينية بمعاونة الأمّة لتخريج أكبر عدد ممكن من الخطباء الأكفّاء ممن يتناسب مستواهم مع أهمية القضية ومكانة هذا المنبر وتأثيره المهمّ، والدور المناط به في إعداد الأمة وخدمة الإسلام. (خطبة الجمعة (579) 25 محرم 1435هـ – 29 نوفمبر 2013م).



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مراجعة لكتاب د. محمد مجتهد شبستري "نقد القراءة الرسمية للدين"

مراجعة لكتاب د. محمد مجتهد شبستري "نقد القراءة الرسمية للدين" أبو محمد – مراجعة كتاب – 17 مارس 2020 في البداية يجب ع...