الخميس، 20 فبراير 2020

مراجعة كتاب " من بلاط الشاه الى سجون الثورة" لمؤلفة عالم الاجتماع إحسان نراغي



بقلم أبومحمد -مراجعة- 20 فبراير 2020

إحسان نراغي عالم اجتماع ومؤرخ ومؤسّس معهد الأبحاث الاجتماعية في طهران، والمستشار لدى اليونسكو، كتاب "من بلاط الشاه الى سجون الثورة" نشرة في عام 1991و يدور موضوع الكتاب حول الساعات الخمسين التي قضاها مع الشاهنشاه خلال الأيام الأخيرة من حكمه والثلاثة والثلاثين شهراً التي قضاها في سجون الثورة والذي قال عن هذا الاعتقال انه كان ضحية الفترة العصيبة من التوتر والتفجيرات والحركة المسلحة التي قادتها منظمة المجاهدين خاصة بعد هرب بني صدر والذي كانت تربطه به علاقة الأستاذ بالتلميذ.

يحاول أن يؤكد في سيرته الذاتية في الكتاب بالقول انه شخصية مستقلة لا تنتمي الى أي جهة ويدلل بذلك بالقول ان بعض الوثائق في السفارة الامريكية اثبتت انه مستقل، طبعا طبيعة الشخصيات المستقلة دائما ما تجعل جسور لها بين كل الجهات وهي موازنة صعبة التحقيق، طبعا لا يخفى على أحد من خلال قراءة الكتاب أن ميله اتجاه الجبهة الوطنية وريثة مصدق كان كبيراَ بل ان تلامذته هم قيادات في هذه الجبهة وحتى حواراته او المعلومات التي يقدمها للشاه كانت عبارة عن وساطات او توصيات لشخصيات من الجبهة الوطنية.

حواراته للشاه تنقصها دليل قوي يؤكد دقتها فمن يعرف الشاه ويقرا عنه لا يتخيل كل هذه الجرأة في الحوار معه بالتفاصيل التي يذكرها نراغي وأيضا تظهر لغز طلب الشاه الدائم لهذه الشخصية فقط من ضمن الشخصيات المستقلة الأخرى للحوار معه حيث دائما في حواراته ما يطلب معلومات عن التحركات الأوربية خاصة التي تكون عن الخميني واتباعه وأيضا طلب اعطائه النصائح وكأنه مستشار خاص به! وكل هذا في ألحك وأصعب ظروف للشاه في سنتيه الأخيرتين ولساعات تتجاوز الخمسين!

هذه الحوارات كانت بين شخصين أحدهما توفي في يوليو 1980وهو الشاه أي قبل اصدار الكتاب وبقت الشخصية الأخرى وهي نراغي الذي يؤكد على صحة العناوين العامة في الحوار عبر ما يقوله نراغي وثائق تسجيلات أجهزة التنصت حول مكالمات نراغي مع علي اميني رئيس الوزراء السابق وعبدالله انتظام وزير الخارجية السابق حول والتي كان يستفسر فيها نراغي عما اذا كان ما يقوله الشاه لهم متطابق مع ما يقوله الى نراغي، أيضا يقول نراغي فيما يؤكده من عناوين كانت لحواراته مع الشاه ان القاضي في حكومة الثورة تفاجا من خلال الاطلاع على ملفه بشان الانتقادات والتحليلات لآراء الشاه السياسية وانه كيف ان الشاه لم يسجنه!

حاول في الكتاب التفريق بين العائلة البهلوية والشهبانو فرح زوجة الشاه وأنها مختلفة عنهم بل أقرب للشعب وأنها كانت تحاول البحث عن الحل السياسي لكنها اصطدمت بالشاه وعائلته!

من النقاط التي ذكرها نراغي في كتابه، احتفالات البذخ الضخمة وبالملايين وخاصة احتفال مرور 2500 عام على الدولة الاخمينية، هروب المسؤولين وارسال ثرواتهم إلى الخارج، الخلاف بين أصحاب الخميني والليبراليين والاصوليين من المتعصبين الدينيين وهؤلاء المتعصبين هم من قادوا الى اعدامات لقيادات نظام السابق بدون محاكمات وهم أيضا من سعوا لتوسيع دائرة الخلاف بين طالقاني والخميني حيث كان رجال أمثال بازركان ووزرائه وبهشتي وموتاهاري من المقربين من الخميني توصلوا خلال شهرين من الثورة لمحاولة السيطرة على المحاكم الثورية والحد من احكام الإعدام ولكن بعد الاغتيالات التي قامت بها منظمة المجاهدين تغير الحال وفقدت السيطرة، محاولة الانقلاب الفاشلة للطيارين وعددهم 150 ضابط في قاعدة نوجيه، الحرب العراقية الإيرانية والتي بدئها العراق كطرف معتدي، منظمة الماسنونية وانتهائها واقاله بني صدر وهروبه مع مسعود رجوي بطائرة الجيش الى فرنسا، تحدث عن غموض احتفاظ منظمة المجاهدين منظمة ماركسية تحاول الوصول الى الإسلامية بأسلحة الجيش التي غنموها من الثكنات اثناء حكومة بختيار رغم بيان الخميني والحكومة بتسليم الأسلحة؟!، تحدث عن ثروة الشاه التي تقدر بـــ 5 – 6 مليار فرنك وغيرها من المواضيع.

وفي النهاية يسرد نراغي تفاصيل حياته في السجن واختلاطه مع مختلف التوجهات والتنظيمات وحالة التوبة لألاف من افراد منظمة المجاهدين وينهيها بموضوع اطلاق سراحه أي بعد سنة ونصف بعد طلبه من قبل المدعي العام الذي اعترف له بان السيد الخامنئي بنفسه يسال عن أسباب بقاء نراغي كل هذه الفترة الطويلة دون سبب وعليه قام المدعي العام بالتحقيق للحصول على سبب فختار ان يقول بانشغاله بقضايا الإرهاب والمنظمات وبعد فترة اطلق سراح نراغي في 28 سبتمبر 1983 وحكم ببراته من كل التهم ورفع الحظر حول عودته للجامعة والحكم بحقه بالحصول على رواتب 5 سنوات.

الجمعة، 14 فبراير 2020

في الذكرى الـ31 لفتوى الامام الخميني بقتل المرتد سلمان رشدي - محاولة لقراءة وفهم الابعاد التاريخية لفتوى الامام الشرعية/السياسية



في الذكرى الـ31 لفتوى الامام الخميني بقتل المرتد سلمان رشدي
محاولة لقراءة وفهم الابعاد التاريخية لفتوى الامام الشرعية/السياسية

بقلم أبومحمد – مقال – 14 فبراير 2020

تحل الذكرى الـ31 لفتوى الامام الخميني التاريخية الدينية و"السياسية" بقتل المرتد سلمان رشدي صاحب كتاب "آيات شيطانية"، حيث اصدر الامام الخميني في 14/2/1989 فتوى اهدار دمه لتعديه الصارخ على مقام النبي (ص) والقرآن الكريم.

في السنة الماضية حدثت نقاشات حول هذه القضية ولكن كان ينقصني بعض الاطلاع للوضع التاريخي الذي صدرت فيه هذه الفتوى خاصة وأننا في قراءتنا لهذه القضية والقضايا التاريخية الأخرى دائما ما نسقطها على وضعنا الحالي وهذا خطا نقع فيه دوما في القضايا التاريخية، لذا حاولت الرجوع لعدد من الكتب حول القضية وبعض المقالات التي كتبت والخطابات التي ألقيت في تلك الفترة لمحاولة الوصول الى الابعاد التاريخية لفتوى الامام الشرعية/السياسية.

دائما حين تناولنا هذه القضية تقفز لدينا حولها عده تساؤلات منها على سبيل المثال: لماذا صدرت هذه الفتوى بحق سلمان رشدي؟ كيف يصدر الامام حكم لشخص خارج سلطته وخارج بلده؟ ولماذا لم يكن الرد على سلمان رشدي ردا علمياً بدل الحكم المباشر؟ ماذا كان موقف المراجع في تلك الفترة؟ وهل مسالة الفتوى كانت ضمن حدود التنافس السني/الشيعي للتسيد على الساحة الإسلامية؟ الم يعطي الحكم كتاب آيات شيطانية ومؤلفة حجما لم يكن يحصل عليه قبل الحكم؟ ولماذا حمت بريطانيا وخلفها الدول الأوربية سلمان رشدي وذكرته بانه عنوان ورمز عالمي للحرية وانفقت الملايين في حراسته ودعمه؟ وهل حقا كانت الدول الغربية تسعى لتحقيق مبدا الحرية الفكرية في قضية وقوفها غير المسبوق لدرجة سحب سفراء وقطع العلاقات مع إيران؟ وهل حقا الدول الغربية وعلى راسهم البريطانيين والصهاينة كانوا على راس داعمي تأليف كتاب آيات شيطانية؟

قبل الإجابة على هذه الأسئلة نُذكر ببعض المحطات التاريخية والصراع المحتدم بين إيران والغرب قبل الفتوى:

1- بعد اسقاط الشاه الذي هو حليف الغرب وبعد الترتيب لزيارة الشاه الى أمريكا بداعي العلاج قام الطلبة الإيرانيون باحتلال السفارة في نوفمبر 1979 وعليه أصبحت سمعة وهيبة وصورة الولايات المتحدة الامريكية في اسوء وأضعف حالة وذلك راجع لحالة الارتباك في كيفية التعامل مع هذا الوضع الاستثنائي، خاصة وان صورتها قبل هذه الحادثة كانت أنها اقوى دولة عالمية خرجت بعد الحرب العالمية الثانية، ولهذا التحرك من قبل الطلبة الإيرانيون أسبابه التاريخية خاصة وان الشعب الإيراني لا زالت تسيطر عليه ذكريات عام 1953 وعملية "آجاكس" التي قامت بها بصورة مشتركة الامريكان والبريطانيون وشاه إيران ضد حكومة مصدق.
2- يذكر الكاتب محمد حسنين هيكل في كتابه "مدافع آيات الله" حجم عن التوغل الأمريكي في إيران أيام الشاه، حيث يذكر ان هناك أكثر من 60 ألف خبير ورجل اعمال امريكي في إيران وان حجم التبادل التجاري مع أمريكا وصل الى 400 مليون دولار سنويا وهذا كله ذهب بعد قيام الثورة.
3- بعد الفشل الأمريكي/البريطاني في العودة للسيطرة على مقدرات ايران او إحداث انقلاب داخلي ذهبوا لخطوة أخرى عبر إشعال حرب على ايران وافتعال مسألة العرب/العجم والشيعة/السنة وموضوع تصدير الثورة، فأوعزوا الى عاملهم الطاغية صدام حسين ببدء الحرب والاستفادة من الوضع الداخلي الإيراني الطري بعد الثورة وان الحكومة الايرانية لازالت فتيه وفي اضعف حالاتها وهو ما كشفت عنه الوثائق الغربية التي ظهرت وأثبتت بالدليل القاطع ضلوع امريكي/بريطاني للدفع باتجاه الحرب وهو  أيضا ما كشفت عنه صحيفة نيورك تايمز عام 1980 وذلك بعد شهر واحد من الحرب بان هذين البلدين كان لهم الدور الكبير في التخطيط للحرب ويمكن الرجوع لكل الوثائق التي تثبت التورط الأمريكي/البريطاني لتبيان حجم التخطيط للحرب.
4- قبل شهر من فتوى الامام الخميني بحق سلمان رشدي وبالتحديد في 7 يناير 1989 كانت هناك رسالة من الخميني الى رئيس الاتحاد السوفيني ميخائيل غورباتشوف وجاءت في ظروف الثناية القطبية بين الشرق والغرب الروسية/الامريكية والتي حذر فيها الخميني من نهاية الاتحاد السوفيتي وضرورة التخلي عن الغرب ودعاه للتخلي عن العقيدة الشيوعية وانتهاج سياسة جديدة وتشكيل نظام جديد لمستقبل الاتحاد السوفيتي ومحاولة التحقق بدقه وجدية حول الإسلام والالتحاق به والتذكير بان الماركسية لا تلبي شيئا من احتياجات الانسان الحقيقية لأنها مذهب مادي، وقد ذكر غورباتشوف لصحفي بعد 12 عام من الرسالة "اني أتأسف لعدم تفهمي لتلك الرسالة آنذاك كي لا يقع الاتحاد السوفيتي في هذا الوضع".

هذه بعض النقاط السريعة وهناك الكثير غيرها تبين حجم الصراع المحتدم وعلى كل الساحات بين الغرب ضد أي اتجاه ذو صبغة إسلامية وخاصة إيران وكله كان قبل موضوع كتاب "آيات شيطانية" ونذكر هذه النقاط لنبين ان انطلاق الصراع السياسي الى الجانب الثقافي ليس اعتباط او صدفه وهذا ما سيتبين تباعا في النقاط التالية:

أولا: هل كان هناك إعداد مسبق لتأليف كتاب آيات شيطانية كمرحلة من مراحل الصراع الإسلامي الغربي خاصة بعد قرار (598) الخاص بوقف الحرب الإيرانية/العراقية؟

نعم فبعد توقف الحرب العراقية الإيرانية ضمن القرار رقم (598)، بدأ القادة السياسيون الغربيون نوعاً جديداً من الصراع خاصة وان الحرب العراقية/الإيرانية لم تحقق أهدافهم في القضاء كليا على ايران بل ادركوا بان الحركات الإسلامية الثورية تتنامى بشكل مطرد مثل قيام حزب الله في لبنان، الحركات الجهادية في فلسطين وأفغانستان الخ، والتصاق الشعب الإيراني اكثر بنظامه، لذا لجأوا لتوسيع الصراع ليشمل الجانب "الثقافي والايدلوجي والمعنوي"  للمسلمين ولو لم يكن هناك ردة فعل قوية اتجاه المساس  بالمقدسات وبشخصية النبي (ص) لتم القضاء على اول خندق من خنادق الدفاع الاسلامي وبذلك تضييع الهوية الذاتية للعالم الإسلامي.
ويمكن طرح بعض النقاط وبعض المعلومات التي ذكرت في كتاب "الافك المعاصر" تبين التخطيط المسبق لتأليف الكتاب:
1- رغم العلم بما سيسببه نشر الكتاب من مخاطر محتمله كان هناك إصرار على طبعه ونشره وهذا يدل على ان هناك هدف أكبر من الهدف التجاري للكتاب وأيضا حركة كتابة وطباعة الكتاب وترجمه الكتاب المدعومة رسميا وتوفير الامكانيات الاستثنائية لم تحصل لكتاب سابقا والتبني الغير عادي والرسمي لطبعه ونشره وترجمته في فترات بسيطة لا تتعدى 4 أشهر كانت كلها لهدف هو (الإساءة للمقدسات وللإسلام والرسول والقران) وليست عفوية.
2- حسب المصادر التي كتبت في كتاب "الافك المعاصر" ذكرت ان مؤسسة النشر الرئيسية للكتاب فايكنغ – بنغوين دفعت مبلغ وقدره 850 ألف جنيه إسترليني لسلمان رشدي "كمبلغ مقدم" ليكتب الرواية، وهو مبلغ كبير كمقدم لكتابة رواية وقبل ان يشرع في التأليف أساسا!.
3- حسب ما ذكر من مصدر موجود في كتاب " الافك المعاصر" ذكرت الصحف البريطانية في 9 رجب 1409 انه كان المخطط انتاج سلسلة من الأفلام السينمائية والبرامج التلفزيونية محورها رواية الآيات الشيطانية كما حدث في فيلم (الاغواء الأخير للمسيح) الذي يتعرض باتهامات مباشرة (عقد جنسية) للسيد المسيح، الا ان المشروع أجهض بعد رده الفعل الإسلامية الغاضبة اتجاه الكتاب وهو ما يؤكد النية الخبيثة والمبيته لهذا العمل.
4- مؤسسة فايكنغ – بنغوين عزمت الاعداد ونشر الرواية في تاريخ 26/9/1988 وهو بعد أكثر من شهرين على اعلان إيران الموافقة على قرار 598 بتاريخ 18/7/1988 لوقف إطلاق النار مع العراق وقد بنى الغرب فكرته ان إيران في وضع لا تستطيع وليست على استعداد لمواجهته بهذه الحديه خاصة وخسائر ايران في الحرب كانت كبيرة جدا على كل الأصعدة وأن (ايران الثورية قد تم تقليم اظافرها واخضاعها للمعادلات السياسية الدولية وانها لم تعد على استعداد لمواجهة النظام الدولي دفاعا عن الإسلام)، في حال بدئه خطوات المؤامرة الشاملة لاستئصال الدين والقيم الإلهية والإسلام وهذا ما تبين من خلال التهديد بقطع العلاقات الاقتصادية بعد فتوى الخميني ومسالة سحب السفراء.

وهناك غيرها من المؤشرات التي تبين ان هناك نية واضحة تبينت أكثر بعد الفتوى وبعد تبني الجانب الرسمي للغرب الدفاع المستميت والرسمي عن سلمان رشدي بل وطباعة كتابه!، وهذا ما بينه وذكره الامام الخميني في بيانه بان القضية ابعد من رواية بل هي "مؤامرة معده سلفا وهدفها استراتيجي واسع النطاق وهو استئصال الدين والتدين بشكل عام والإساءة للمقدسات ما هو الا (هدف مرحلي) لتحقيق الهدف الاستراتيجي الاوسع".

ثانيا: لماذا صدرت هذه الفتوى بحق سلمان رشدي؟

هي فتوى استثنائية وفريدة بكل المقاييس وجاءت في ظرف استثنائي في قمة الصراع بين العالم الغربي والاسلامي فحكم الامام الخميني يعتبر واحد من اهم وأبرز المواقف الإسلامية الحازمة في عصرنا الحاضر وامتاز بأجماع إسلامي شعبي لما تمثله قدسية ورمزية القران والنبي لجميع المسلمين وجعل الساحة الغربية في حالة ارباك لم تحدث له من قبل.

فتوى الخميني لم تنطلق من ارادة تطبيق حكم شرعي متعلق بالردة فقط لأنه مثلا يوجد في ايران الكثير من المرتدين وكذلك في العالم العربي والإسلامي بل انطلقت في بعدين (شرعي/سياسي) يتصل بموقع الإسلام والرموز الاسلامية المقدسة في العالم ككل وضد التحدي والحملة الغربية ضد الإسلام ولتهز الضمير الإسلامي دينيا وفكريا من جديد بعد الاسترخاء الذي أصاب المسلمين من خلال انظمتهم وقد استطاع الخميني من خلال حكمه تعريه الكثير من الأنظمة الإسلامية وعلمائها امام الشعوب بعد وقفتهم الخجولة جدا في قضية سلمان رشدي جراء خضوعهم للغرب، لذا يجب وضع حكم الامام الخميني في دائرة الصراع بين الاستكبار العالمي وليس في دائرة حرية الفكر والتعبير .

وأيضا من الناحية الشرعية حيث اجتمعت في سلمان رشدي وكتابه كل شروط الارتداد ومنها أنه أعلن عن ارتداده "علنا" عن الإسلام وأهان أقدس أمرين وهما النبي والقرآن بأشد الإهانة والسباب والأسلوب البذيء والتشوية وهذا الأسلوب استخدمه حتى مع زوجات الرسول ولما احدثه ارتداده وكتابه من فتنة ولكونه واجهة (للكافر الحربي) المعلن والمعادي للإسلام ولما يمثله من خلفية استعمارية لأثارة الجو ضد المسلمين جاءت فتوى الامام الخميني بإعدامه، لما رأى ان هدف نشر الكتاب هو استئصال حاله القدسية التي ينظر لها المسلمون للنبي وعليه قدسية مراجع الدين وهم الذين دائما ما يكونون في الطليعة للتصدي للأطماع الغربية والثورات الجماهيرية.

ثالثا: ما هي النتائج التي كانت (قبل فتوى) الامام الخميني وما (بعد فتوى) الامام الخميني؟

قبل الفتوى:
1- بين نشر الرواية في 2/2/1988 وإصدار الامام الخميني الحكم هناك ما يقارب 5 شهور وهي فترة شهدت مظاهرات واسعة في كل العالم خاصة في بريطانيا ولكن الحكومة البريطانية لم تعبئ بشيء ولم تثمر كل الاحتجاجات في باقي دول العالم بشيء اتجاه كتاب "الآيات الشيطانية".
2- الدول الإسلامية لم يتعدى رده الفعل عندهم سوى منع دخول نسخ من الرواية! ورغم ذلك المنع في غضون (4 شهور) انتشر الكتاب في حركة محمومة في أوروبا وأستراليا واليابان وامريكا وكندا والعديد من دول العالم الثالث وكان سينتشر أكثر لو لم يتم التعامل معه بفتوى الخميني.
3- في يناير/كانون الثاني 1989، أحرق مسلمون في مدينة برادفورد البريطانية علنا نسخا منه. بعد شهر، هاجم آلاف الباكستانيين مركز معلومات أمريكيا في إسلام أباد. وردت الشرطة بإطلاق النار ما أسفر عن مقتل "خمسة أشخاص"، هذه بعض الامور التي حدثت قبل الفتوى.

بعد الفتوى:
1- خلال شهر واحد من فتوى الخميني استطاع نقل القضية من احتجاجات في الجالية المسلمة في بريطانيا واحتجاجات في الهند وباكستان الى احتجاج دولي فكسر الطوق عليها وجعلها امام الشعوب الإسلامية كافة، فلولا الموقف الحازم اتجاه حركة الإساءة ولولا الموقف الإسلامي العام المستجيب والمؤيد لموقف الخميني لما كان بالإمكان تحقيق تلك المكاسب الإسلامية واحباط حركة الإساءة واحداث تلك الحالة الشديدة من الارباك في موقف القوى المعادية.

2- استطاع الخميني تحويل ردود الفعل الإسلامية الى كافة المعمورة الإسلامية وتحولت الى قضية إسلامية عامة بعد ان كانت محصورة في بريطانيا والهند وباكستان واوجد موقف الخميني وعيا إسلاميا عاما وانتقلت الى كل العالم.

3- تحول الموقف الرسمي بعد فتوى الخميني من موقف منع دخول الكتاب لعدد 4 دول ليمتد المنع لجميع الدول الإسلامية وغير الإسلامية التي تضم أقليات إسلامية واضطرت منظمة المؤتمر الإسلامي لوضع موضوع الكتاب على جدول الاعمال اللجنة السياسية للمؤتمر وعليه أصدرت بيانا رسميا ايدت فيه ارتداد سلمان رشدي ودعت المؤتمر الى مقاطعة مؤسسة بنغوين المتصدية لنشر الكتاب وكل هذا جاء مع ان هناك ضغوط غربية لكيلا يصدر موقف شديد من المنظمة وهذا كله لم يحدث لولا فتوى الخميني.

4- حالة الارباك دفعت الجهات الغربية لموقف سياسي بلباس ديني عبر عنه موقف رئيس لجنة الفتوى بالأزهر حيث قال (ان قرار الخميني مخالف للقواعد والأصول الإسلامية ويجب استدعاء الكاتب ومحاكمته) ونسي المفتي ان موقف الإسلام السني اكثر تشددا في مسالة الارتداد من الإسلامي الشيعي وان هناك اجماع إسلامي حول ارتداد من يتعرض للنبي (ص) بالإساءة ولا تقبل توبته وهذا ما اكد عليه الخميني في بياناته اللاحقة للفتوى  لمواجهة حالة تطويق الموقف الإسلامي الغاضب الموحد واثارة البلبلة الداخلية فيه وهو يناقض ما فعلوه اتجاه نجيب محفوظ بعدم إعطاء فرصة للدفاع عن نفسه حول روايته أولاد حارتنا 1959 التي يتعرض بإساءة تقل كثيرا كثيرا فحكموا بارتداده!.

5- حالة الارباك في التصريحات فقد صرح وزير خارجية بريطانيا جيفري هاو بقوله (الخميني قد فاجأنا بتهديداته) وصرح وزير خارجية فرنسا رولان دوما (ان فرنسا صدمت لتهديدات ايه الله الخميني) فهم لم يكونوا يتوقعوا ردا بهذه الصورة والقوة والحزم والوضوح والصرامة التي جاءت لكيلا يتجرأ أحد مستقبلا على التعرض لمقدسات المسلمين.

6- تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا في 3/3/1989 تراجعت عن تصريحاتها السابقة بعد إصرار الخميني على فتواه للقول أنها "تتفهم مشاعر المسلمين وانها تتعاطف معهم"، وزير الخارجية البريطاني جيفري هاو 2/3/1989 بالقول " اننا نتفهم سبب امتعاض المشاعر الإسلامية من الكتاب ونحن أيضا نعتبر الكتاب مسيئا فهو يشبه بريطانية بألمانية الهتلرية)، وحتى رشدي نفسه تراجع عن صلافته التي قالها في مقابلة في التلفزيون البريطانية في 25/يناير/1988 انه " بصراحة أتمنى لو كتبت كتابا أكثر انتقادا وإساءة للإسلام" وبعد فتوى الخميني بتاريخ 18/2/ 1989 قال أعرب" عن اسفي لما سببه كتابي من كرب للمسلمين المخلصين" وغيرها الكثير من التصريحات المتراجعة من الغربيين بعد مشاهدتهم لإصرار الخميني ووحدة الموقف الإسلامي مع الفتوى.

7- ذكرت (تاتشر) المسلمين الانجليز بخير، وتظاهرت بالتعاطف معهم، وبعث السياسيون الغربيون وبكل خنوع سفرائهم على طهران واحداً بعد آخر وهم يقدمون الاعتذار، واضطر زعماء الدول الإسلامية إلى إدانة رشدي، وأصبح حكم ارتداده ثابتاً لدى الرأي العام.

8- الكاتب سلمان رشدي حاول التراجع عما ابداه من تشدد عام 1990 في مقال تحت عنوان "بنية حسنة" لكنه لم ينجح في استرضاء المسلمين.

9- بدأ سلمان رشدي الخروج تدريجيا من حياة التخفي في 1991 باسم مستعار وحراسة مشددة لكن مترجمة الياباني قتل في يوليو/تموز من العام ذاته. بعد أيام تعرض مترجمة الإيطالي للطعن قبل أن يتعرض ناشره النروجي لإطلاق نار بعد عامين.  

10- بينت الفتوى فاعلية ودور الجماهير في الموقف الإسلامي في حركة الصراع فان الموقف الموحد يعطي زخما ودورا فعال في احباط المؤامرات المضادة للإسلام.

رابعا: كيف يصدر الامام حكم لشخص خارج سلطته وخارج بلده؟

أولا: لم يكن سلمان رشدي شخصية كبقية المرتدين بل كان يمثل رمزا لخطة غربية تتحرك من اجل مواجهة الإسلام في الصميم وفي أقدس امر عنده وهو ما يمثل ما يعبر عنه (بالكافر الحربي) الذي ارتد وانتقل الى معسكر الاعداء وتبين ايضا من خلال مجريات القضية مدى الدعم الرسمي الغربي لرشدي باسم حرية الفكر الذي يناقض نفسه فيه والدعم والترويج لكتابة البعيد جدا عن المعاجلة والمناقشة الفكرية هذه الحرية الغربية المزعومة تسمح بسب وشتم واهانة "اقدس رموز" لأكثر من مليار مسلم  ولوضع حد لهذه المؤامرة بشكل جاد وفاعل جاءت الفتوى التي تحدت فيه كل القوانين الأوربية وغيرها والتي تقول ان رموز الإسلام وحكم الإسلام لا حدود تقف امامها ليكون رشدي عبرة لكل الذين يتحركون بهذه الطريقة.

ثانيا: ان تطبيق هذا الحكم يضيق من مجال ممارسة القوى المعادية لشرورهم وتنفيذ مؤامراتهم ضد العالم الإسلامي على هذا الصعيد ليس لأنه يقضي بالقتل المادي لشخص المرتد سلمان رشدي بل الأهم من ذلك يقضي بالقتل المعنوي لنوعية الكتاب المرتزقة من أمثال رشدي باعتبارهم أدوات لتنفيذ خطط القوى المعادي، لذلك فمن يفكر او يدفع ويطلب منه القيام بما قام به رشدي سيفكر ألف مره باحتمال ما أصاب رشدي.

خامسا: لماذا لم يكن الرد على سلمان رشدي ردا علمياً فكريا بدل الحكم المباشر؟

هناك فرق بين مناقشة الفكر/دراسة علمية/اجتهاد ديني وبين الشتم والاهانة والسخرية وموضوع كتاب آيات شيطانية هو عبارة عن مسالة انسان يشتم ويسخر عبر رواية تخيلية وبذلك تفقد أدني درجات المحاججه العلمية، فعلى مدى التاريخ لم يكن هناك مشكلة مع من يناقش بصورة فكرية وعلمية أي جهة حتى النبي (ص) ولو ان سلمان رشدي ناقش الفكر الإسلامي او حتى نبي الإسلام لامكن مناقشته وحتى القران بين اننا لا نخاف من النقد عندما بين اتهامات المشركين للنبي (ص) بانه ساحر وكذاب وشاعر  فلا مشكلة من فكر يناقش فكراً، اما فكر يناقش شتيمة او سخرية فذلك امر لا يدخل ضمن حسابات الحوار الفكري العملي.

فهل من حرية الرأي والاعتقاد تزييف الحقائق وإشاعة الأكاذيب والأراجيف، ونشر الأباطيل والجهر بالكلمات البذيئة الهابطة؟ في قاموس هؤلاء هذه حرية رأي واعتقاد!

لا يوجد دين ينفتح على حرية الرأي والاعتقاد كما هو الإسلام، إلا أنه يرفض كل العبث بالحقائق، والتلاعب بالمعايير، والإساءة إلى المقدسات.

لا يفرض الإسلام رأيه على الآخرين ويسمح لهم أن يحاوروا وأن يناقشوا وأن يرفضوا، إلا أن هذا شيء والسب والقذف والشتم، والكذب، والافتراء، والتزييف شيء آخر.
المسألة ليست دفاعا عن حرية الرأي والاعتقاد، وهو يعلمون جيدا أنّ ما جاء به هذا المرتد من افتراءات زائفة لا يعبر عن آراء جديرة بالاحترام والتقدير وإنما هي المباركة والتأييد والاحتضان لكل الحاقدين على الإسلام، ولكل المتمردين على مبادئه وقيمه، ولكل المعادين للمسلمين، مؤسف جدا أن تصدر هذه المواقف من دول تدعيي أنها رائدة الحوار الإنساني، وداعية التقارب بين الأديان!

سادسا: ماذا كان موقف المراجع من فتوى الخميني في تلك الفترة؟

غالبية مراجع الطائفة المعروفين ايدوا فتوى الامام الخميني وبدا ذلك ظاهرا في بياناتهم المؤيدة وهذا الامر لم ينحصر في فقهاء الشيعة بل عموم العالم الإسلامي وحتى بدا تأثير هذا الامر في تأييد منظمة المؤتمر الإسلامي للفتوى وحكم الامام الخميني في بيانهم.

وحتى في البيانات المستنكرة للرسوم الكاريكاتيرية في 2005 والفلم المسيء للنبي في 2012 وموضوع حرق القران في أمريكا في 2010، استذكرت بعض بيانات المراجع فتوى الخميني والتأكيد انه لو طبقت لما وصلت الجرأة بهم لهذا الحال.

اما بالنسبة لحوزة النجف في تلك الفترة، فبعد حادثة اعدام الشهيد الصدر والتضييق الشديد على مراجع الحوزة لم يكن هناك أي تفاعل خارجي للحوزة خاصة ما يرتبط بإيران لان اظهار التفاعل قد يكلف الحوزة بكاملها وهذا ما خبروه من اعدام الشهيد الصدر الأول واغتيال الشهيد الصدر الثاني وتبقى المدرسة الشيرازية بموقف مخالف للفتوى وذلك راجع للتباينات بينهم والسيد الامام.

واليكم بعض ردود بعض المراجع:
1- آية الله الخامنئي: إنّ حكم الإمام بحق سلمان رشدي مبتنٍ على آيات إلهية، وهو محكم كتلك الآيات وغير قابل للخدش. إن سلمان رشدي مجرم ويجب تنفيذ الحكم الإلهي فيه.
2- آية الله الكلبايكاني: أحد الأمثلة البارزة لمؤامرات المستعمرين ضد الإسلام والقرآن، هو تأليف ونشر كتاب الآيات الشيطانية.
3- آية الله صانعي: ليس بإمكان أحد الدفاع عن أمثال سلمان رشدي؛ لان الدفاع عن أمثاله يُعتبر بحد ذاته ارتداداً عملياً وانتهاكاً لكل المقدسات، وهو مدعاة لإهدار الدم.
4- آية الله الموسوي الأردبيلي: لم يكن فعل سلمان رشدي سبّاً وارتداداً عادياً، بل مؤامرة وخطّة، وتعكس في الواقع حلقة من سلسلة متواصلة أوجدها الاستكبار العالمي. وسلمان رشدي هذا مصداق للكافر الحربي أيضاً، بمعنى القيام ضد الإسلام.
5- آية الله اليزدي: يُجمع العامة والخاصة على أنّ سب الرسول (ص) والاساءة إليه، حكمه القتل، ويجب أن يُقتل السابّ. ولهذا فليس ثمّة اختلاف نظري في هذا الأمر الذي يعد قاعدة للحكم.
6- آية الله جنّتي:   كتاب الآيات الشيطانية ليس رواية عادية كتبها مؤلف عادي، بل يجب النظر إليه كمؤامرة عالمية واسعة ضد الإسلام.
7- آية الله اللنكراني: فإني أفتخر وأعتزُّ ببيانين؛ أحدهما ما كنت أصدره بمناسبة استشهاد السيدة الزهراء (سلام الله عليها) لسنوات عديدة، أما الآخر فهو الذي أصدرته بمناسبة عدم جواز نقض حكم الإمام الخميني (قدس سره) حول ارتداد سلمان رشدي ووجوب قتله، في حين كان بعض المُتَعَصْرِنين يتخيلون أن المصلحة تقتضي المسايرة في قضية سلمان رشدي والتغاضي عنها، مهيِّئين المقدمات اللازمة لها فواجهتهم وقاومتهم بشدة.
8- آية الله فضل الله: إذا كانت هناك بعض السلبيات التي أصابت إيران، أو السمعة الإسلاميّة العامّة، من خلال الهجمة الدولية السياسية أو الثقافية، فإنّ الإيجابيات كانت كثيرة، وقد هزّت العالم من أقصاه إلى أقصاه، في معركةٍ ثقافيةٍ سياسيةٍ بحجم المرحلة، واستطاعت أن تُدخلنا في تجربةٍ جديدة لا بدَّ، وبكلمةٍ واحدةٍ، إنَّ علينا أن نضع هذه الفتوى في دائرة المعركة المفتوحة مع الاستكبار الغربي والكفر العالمي، لا في دائرة حرية الفكر.
9- آية الله جوادي الآملي: هذا الحكم ليس مجرد فتوى حتى يعرض بشأنه حديث البقاء على فتوى الميت، بل هو حكم قضائي، يكون وجوب تنفيذه على الوالي.
10- الشيخ الرفسنجاني: كان كتاب الآيات الشيطانية افرازاً لمؤامرة عالمية أسوء من الحرب المعلنة.

سابعا: الحملة المنظمة الغربية للترويج لكتاب "آيات شيطانية":

لقد كانت هناك حملات اعلامية وترويجية وعلى مستوى رسمي لم يسبق له مثيل للترويج للكتاب في وسائل الاعلام الغربية خاصة كتقريرات مفصلة في الصحف عن الكتاب، الدعوة وترشيح الكتاب للفوز بجائزة الادب في لندن، التمجيد المبالغ فيه للرواية مثل صحيفة الساندي تايمز ذكرت (انه قطعة فنية رائعة في شكل رواية تعتبر اكثر طموحا من أي عمل اخر كتب!)، صحيفة اللوموند الفرنسية (ان سلمان رشدي روائي واديب من الدرجة الأولى، وان الكتاب هو رواية عالية المستوى ونص ادبي ممتاز!)، ثلاث صحف فرنسية نشرت مقاطع من الكتب في وقت واحد وهي "الليبراسيون،افنمودي دي جودي، لنوفيل ابزرفاتور" ما يشبه تنسيق اعلامي لنشر الكتاب وغيرها.

ثامنا: التناقض بين ادعاء الغرب حماية الحرية الفكرية بوقوفها مع سلمان رشدي وبين حقيقة الموقف الرسمي والحقيقي للغرب:

لقد دافعوا عنه باسم الحرية الفكرية ولكن الحقيقة تكشفت مع الوقت انه كان مجرد اداه وواجهة استعملت ودعمت لأجل ضرب المقدسات الدينية، وهنا نشير لبعض النقاط التي تدل على الدعم الرسمي اللا-محدود لسلمان رشدي:

1- سلمان رشدي هو شخص محسوب على التيار اليساري الغربي الذي يضم مجموعة ضغط صهيونية معروفة بتوجهاتها الصهيونية الحادة (مجلة العالم العدد 264)، لذا نعرف لماذا الدعم اللا-محدود له.

2- سحب السفراء الأوربيون بعد 5 أيام من الفتوى، دعت بريطانيا الدول الأوربية لسحب سفراءها من إيران واول دولة بدأت به بريطانية في 20 شباط 1989 وقد هدد وزير الخارجية البريطاني وقال (على إيران ان تتخلى عن فتوى الخميني والا فان بريطانيا غير مستعدة للحفاظ على علاقاتها معها)، وعمل الغرب على حصار اقتصادي على إيران.

3- خطوة سحب السفراء والحصار الاقتصادي وضحت بجلاء الخلفيات الحقيقية للدعم بتحويل القضية الى قضية سياسية كبرى، وبذلك استطاعت الفتوى ان تكشف الخلفيات السياسية التي كانت وراء كتابة الكتاب، وأنَّ الدول الغربية لازالت تعيش عقليّة مبغضة للإسلام بحمايتها لشخص واحد قبال مليار مسلم، وإلا ما معنى الموقف الرسمي للدول الغربية كلها من الكتاب ولأجل حماية شخص واحد؟! في المقابل لا تقف لحماية مقدَّسات مليار مسلم.

4- اعلان إسرائيل استعدادها لاستقبال رشدي وتوفير الحماية اللازمة له، هذه الخطوة أوضحت وبينت الأضواء على الهوية الصهيونية لرشدي والدور الصهيوني في حركة الإساءة للمقدسات.

5- أعلنت حكومة إسرائيل في 20/2/1989 انها ستعمد الى ترجمة رواية الآيات الشيطانية الى العبرية.

6- صحيفة الصنداي اوبزروفر نشرت في 26/2/1989 خبر مفاده ان الموساد الإسرائيلي قدم لسلمان رشدي عرض حمايته مدى الحياة.

7- مؤخرا منح "لقب فارس" لسلمان رشدي من قبل الملكة إليزابيث الثانية في 2007 جراء ما سموه بالخدمات التي قدمها في مجال الأدب! فأي خدمات غير قضيته وكتابه المعروف "آيات شيطانية"! وألا يؤكد منح هذا اللقب لهذا الشخص التوجه العام والرسمي والدعم اللا-محدود لرشدي؟!.

التناقضات الصارخة للدول الغربية من وقوفها مع سلمان رشدي:

1- ذكر في كتاب "الافك المعاصر" أن سلمان رشدي نفسه كان أحد الكتاب البريطانيين الموقعين على ما عرف بميثاق 88 والذي يتضمن انتقادات عنيفة لما وصف بالرقابة الصارمة التي تفرضها حكومة تاتشر وتمنع بموجبها نشر العديد من الكتب والمقالات الصحفية.! فأين حرية الفكر؟!.

2- من يشكك في حدث تاريخي كمحرقة اليهود (الهولوكوست) من أي جهة كبحث علمي أو صحفي أو مجرد الخوض بحديث يشكك في حدوثها فمصيره السجن! فأين حرية الفكر؟! الهولوكوست يعتبر عندهم أعظم من إنكار وجود الله سبحانه وتعالى! انها الازدواجية والانتقائية في ابها صورها! في فرنسا هناك قانون جيسو-فابيوس وهو قانون يسمح بمعاقبة كل من يناقش أو ينفي الجرائم التي ارتكبت في حق اليهود ابان الحرب العالمية الثانية مما يعتبر هذه الحادثة لوحدها فقط أكثر من مقدسة! وهو أيضا مخالف للدستور الفرنسي والاعلان العالمي لحقوق الانسان لأنه اوجد عنصرية وتفرقة لصالح فئة واحدة من ضحايا هتلر، وقد عوقب المفكر الفرنسي "روجيه جارودي" لنشرة كتابه بعنوان (الاساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية) وحكم عليه بغرامة (20) ألف دولار مع السجن لمدة عام فقط لأنه دعا لمراجعة عدد ضحايا الهولوكوست كما حكم بالسجن من ينشر الكتاب في اوروبا، وفي المانيا يحكم على منكر الهولوكوست بالسجن (5) سنوات.

3- ممنوع لأي أحد ان يرفع شعار النازية او يروج لأفكار النازية كما في المانيا مثلا (يحضر بيع او شراء او طباعه او توزيع أي مقال او كتب او هتافات) ولو على سبيل المزح مؤيدة للنازية! ولكن ليس للمسلمين نفس ذات الحق من اجتثاث من يسب ويهين مقدساته؟!.

4- مقدسات المسلمين مباحا ولا يعاقب عليها القانون في الغرب باسم حرية التعبير مثلا ما قامت به صحيفة دانماركية ( جيلاندس بوستن ) 30 سبتمبر 2005م وهي صحيفة معروفة وذات مصداقية كبيرة لدى الشعب الدانماركي على إعلان مسابقة لرسم أفضل كاريكاتير يسئ للرسول (ص) وتم نشر مجموعة من هذه الكاريكاتيرات على مدار عدة أسابيع، وبمعرفة من الحكومة الدانماركية، وموافقتها بل وتأييدها، وبتفاعل الرأي العام الدانماركي معها، وعند اعتراض الجالية الإسلامية بالدنمارك جوبهت بتضامن كل الهيئات الحكومية مع الصحيفة على خلاف القانون الدنماركي الذي يحظر أي تهديد أو إهانة أو حط من شأن أي إنسان بصورة علنية، بسبب الدين أو العرق أو الخلفية الإثنية، وهذا ما شجع صحيفة أخرى وهي «مغازينات» النرويجية بإعادة نشر هذه الكاريكاتيرات في 10 يناير 2006م فهذه هي شعارات حرية التعبير والفكر المسموح بها عندهم.

5- في بريطانيا يتم التعامل مع المقدّسات وفق قانون خاص يسمى ( LAW BIASPHEMY ) الذي يمنع سب المقدّسات ومنها فقط المسيحية! فعندما أعلن مخرج دانماركي اعتزامه إخراج فيلم في إنجلترا عن الحياة الجنسية للمسيح أدى ذلك إلى موجة غضب واطر المخرج للتراجع، ولكن عندما عزم المسلمون في بريطانيا أن يرفعوا دعوى قضائية ضدّ (سلمان رشدي) ذكروا لهم بان القانون خاص بالمقدسات المسيحية وامر "سلمان رشدي" يندرج في إطار حرّية التعبير !

وغيرها العشرات من القضايا والمواقف كالحجاب ومنع بث قناة المنار وغيرها التي تبين ان هناك ازدواجية فاضحة حين الحديث عن حرية التعبير في الغرب وتبين ان "التابو" الذي في عقولنا عن حرية التعبير في الغرب سيصطدم بوقائع عملية حين ننظر بعيون غير مشوشة.

تاسعا: هل مسالة الفتوى كانت ضمن حدود التنافس السني/الشيعي للتسيد على الساحة الإسلامية؟

الفتوى جاءت بعد ما يقارب 5 شهور من صدور الكتاب وبعد الردود الخجولة في العالم العربي من حكام وعلماء وجاءت لان المستهدف هو جميع المسلمين فنبرى السيد الامام الخميني ليحدث هزة في كل هذا الواقع، فلو كان الهدف التسيد لكان سباقا لإعلان الفتوى وأولهم ولم ينتظر فترة ليرى ردود الأفعال في العالم الإسلامي اولاَ!

واظهرت الاحدث التي نتجت عن هذه الفتوى أن المجتمع الاسلامي امة واحدة، وان المسلمين رغم اختلافاتهم الداخلية والجزئية إذا توافرت لهم قيادة حكيمة يستطيعون ان يلعبوا دوراً فاعلاً في حركة احياء القيم الدينية وعلى مستوى العالم.

عاشراً: الم يعطي الحكم كتاب آيات شيطانية ومؤلفة حجما لم يكن يحصل عليه قبل الحكم؟

على عكس ما يروج له بان فتوى الخميني أعطت مساحة أكبر لانتشاره في "ذلك الوقت" الذي صدرت فيه، بل ان غالبية دور النشر والدول ومنها الكبرى ومثال روسيا وهولندا وكندا واضطرار كبرى مؤسسات بيع الكتب في أمريكا (ولدن بوك) بتاريخ 17/2/1989 أي بعد 3 أيام من الفتوى وقف بيعها حفاظا على امن موظفيها ومجموعة من دور النشر الغربية في المانيا إذا كلها تراجعت عن نشرة وتبنيه بعد فتوى الخميني.
كانت هناك حالة تراجع في انتشار الكتاب وفي مواقف التبني الغربي السابق للرواية وغيرت حتى اللهجة من المعارضة ضد الاحتجاجات ضد الرواية الى تصريحات تفهم لما يشعر به المسلمون من الإساءة وهذا كله بعد أسبوعين من الفتوى!

صرح وزير خارجية روسيا ادوارد شيفردنازة (أعلن عن اسفي واستغرابي للفتوى وأعلن رسميا قرار نشر الكتاب في الاتحاد السوفيتي من باب حرية التعبير) بعد بيان الخميني الثاني بشأن التأكيد على قتل رشدي تحول الموقف الروسي الى الصمت والحياد حتى انها رفضت طلب الغرب بالتوسط لدى طهران تجنبا لغضب إيران اتجاه روسيا. وقد تراجعت عن نشر الكتاب ومنعت نشره حيث صرح ميخائيل نيناشيف رئيس لجنة النشر وتجارة الكتب في الاتحاد السوفيتي خلال وجوده في نيودلهي ان (بلادة لا تنوي نشر كتاب الآيات الشيطانية موضحا ان بلادة مع مبادئ عدم نشر كتاب يهين الشعور الوطني او الديني لأي امه في العالم).

ولم يتم انتشاره بصورة واضحة وعلنية وواسعة، إلا بعد اعلان الرئيس الإيراني الإصلاحي السابق محمد خاتمي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك عام 1998 أن قضية رشدي "انتهت تماما" للحكومة. وإعلان وزير الخارجية كمال خرازي آنذاك أن إيران الحكومة لن تهدد حياة الكاتب أو تشجع الآخرين على قتله.

الحادي عشر: هل للفتوى تأثير؟ خاصة وأنها لم تنفذ؟

على الجانب الشخصي:
سلمان رشدي عاش الموت عشرات المرات جراء الفتوى واليكم بعض الأمثلة:
1- على مدى نحو 13 عاما، تنقل بين مساكن سرية متعددة تحت اسم مستعار هو جوزف أنطون، بحيث غير مكان إقامته 56 مرة خلال الأشهر الستة الأولى. 
2- رشدي في مذكراته في 2012 تحت عنوان "جوزف أنطون" كتب يقول "أنا مكمم ومسجون لا يمكنني حتى الحديث. أريد أن أركل كرة في حديقة مع ابني. حياة عادية مملة: هذا هو حلمي المستحيل".
3- لمجرد علاج اسنان وضع حراسه في إحدى المرات خطة معقدة لنقله إلى المستشفى لمعالجة أسنانه. وأوضح رشدي "أحضروا سيارة دفن موتى وكانوا سينقلونني مخدرا في كيس مخصص للموتى". إلا أنهم لم يضطروا في نهاية المطاف إلى اللجوء إلى هذه الحيلة.
4- كان للعيش في الخفاء تأثير كبير جدا على حياته الخاصة فقد انفصل عن زوجتيه الثانية والثالثة معترفا أنه خانهما.
5- نشرت مجلة «لير» الفرنسية مقالات تحت عنوان «حياة سلمان رشدي على مدى 24 ساعة» بقلم «كارتين ارغان» وفيها «لم ينم خلال هذه السنوات الخمسة ولا حتّى ليلتين متتابعتين على سرير واحد، إنّ سلمان رشدي محروم من الورقة الانتخابية بسبب عدم وجود مكان محدد لإقامته في بريطانيا، يلتقي رشدي بأحد أصدقائه بين الفينة والأخرى، وفي كل مرة يحاط موضع اللقاء بتكتم كامل، ويُفتّش المكان مسبقاً بدقّة تامة من قبل الشخصين اللذين يتوليان حراسته ويلازمانه على الدوام» ونقلاً عن هذه المجلة: «إن سلمان رشدي ذهب إلى السوق مرة واحدة منذ خمس سنوات لابتياع الملابس، وهو يعيش متخفياً بسبب شدّة الذعر والقلق.
6- مجلة "لير" الفرنسية «التدابير الأمنية المتخذة لحمايته تكلف مبلغ نصف مليون دولار سنوياً، يدفع رشدي ثلثه. وطالما بقي هذا الكاتب مرغماً على عدم السير في أي شارع، ولا مشاهدة أي فيلم سينمائي، ولا ارتياد أية مكتبة، يبقى حذاؤه جديداً وبراقاً على الدوام. وحالة السكون هذه تزيد من وزنه».   وواصلت هذه المجلة الفرنسية مقالتها بالقول: «إنّ ليالي رشدي طويلة ولا أحد يعرف عنوانه، ولا حتى أصدقاؤه الكتّاب، ولا أمّه التي تعيش في الباكستان، ولا أخواته الثلاثة اللاتي تعيش إحداهن في بريطانيا، ولا زوجته السابقة، ولا ابنه الوحيد البالغ من عمره 15 سنة، والجهة الوحيدة التي تعرف محل سكناه هي الشرطة.

على الجانب العام نذكر بعض الأمثلة:
1- فرض تأثير الفتوى والموقف الاسلامي العام على منظمة المؤتمر الإسلامي اعلان رسمي بتأييد الحكم الصادر من الخميني.
2- يذكر المدير العام الاسبق لمؤسسة شهيد الثورة الاسلامية «محسن رفيق دوست» في الجزء الثاني من كتابة «أقول للتاريخ» " ان هذه الفتوي تركت أثرا كبيرا للغاية على الساحة العالمية، وقد زار طهران وفد سعودي، وكان ضمن هذا الوفد أيضا العالم السعودي الدكتور محمد عبد يماني الذي كان يقول ان الامام الخميني أعاد العزة الى المسلمين من خلال اصداره فتوي اهدار دم سلمان رشدي".
3- اِلفين تافلر-عالم ومنظّر أمريكي معروف: "عندما أصدر الإمام الخميني(رض) فتاوى إهدار دم سلمان  رشدي في الواقع كان يرسل رسالة تاريخية لجميع قادة العالم عجز عن تحليلها الكثيرون فلم يكن المحتوى الأساسي لرسالة الإمام شيء سوى حلول عصر جديد من الحكم العالمي، ينبغي على الغرب أن يدرسوه بدقة.

الثاني عشر: هل لا زالت الفتوى قائمة الى يومنا هذا؟

نعم فقد التأكيد عليها مرارا من قبل بعض المراجع ومن قبل السيد الخامنئي في خطابه عام 2005 هذا من جانب الجهات الدينية العليا في إيران اما في الجانب الرسمي فمند إعلان خاتمني عام 1998 أن قضية رشدي "انتهت تماما" للحكومة بذلك أصبحت الحكومة معفية من تنفيذها او تبنيها للفتوى وطبعا جاء ذلك بضوء اخضر من السيد الخامنئي.

الأربعاء، 5 فبراير 2020

مراجعة / ملخص كتاب (إيران من الداخل) للكاتب المصري د. فهمي هويدي



أبومحمد –مراجعة/تلخيص كتاب- 6 فبراير 2020:

كتاب (ايران من الداخل) للكاتب المصري د. فهمي هويدي، كتاب مكون من 420 صفحة صدر في سنة 1987 وهذه الطبعة التي اقرئها هي الرابعة وصدرت في 1991، أسلوب كتابة الكتاب أسلوب صحفي مشوق ومعايش للوقائع بشخصيته وبتواصله المباشر لحظة بلحظة، كان من اول العرب الذي زارو ايران بعد انتصار الثورة وكان في طيارة كويتية هبطت في مطار مهراباد له أربع زيارات لإيران واستغرق كتابة عمل دؤوب لمدة (7 سنوات)، يشير الكاتب في مقدمته الى الضغوط التي يتعرض لها الشخص الذي يكتب بحيادية عن ايران لوجود الحرب العراقية الإيرانية تلك الفترة ووجود جبهتين سوفيتية وامريكية تجعل من الكتابة صعبة، حتى احتاج لتغيير بعض المصطلحات في اشارته بان العراق هو المعتدي حيث قال في الفصل التاسع (أنني لا أقر الذي قامت به العراق في الابتداء (يقصد العدوان). ولم اجهر به الا بعد عدوان العراق على الكويت وتحسن العلاقات العربية الإيرانية.
يشير الكاتب في مقدمته ان التغييرات بعد وفاة الخميني لم تمس الأصول كما حدث للاتحاد السوفيتي ومس العقيدة الشيوعية وتراجع عنها انما فقط مست الفروع في أساليب العمل السياسي وبقت اصول واساسيات الدولة الإسلامية باقية لم تمس او تتغير.

كما أشار الى نقاط عديدة منها:
أ- محاولة الانتقال من مرحلة الثورة الى مرحلة الدولة. (لغة الخطاب السياسي، إلحاق حرس الثورة بوزارة الدفاع واخضاعها للقواعد الانضباطية، ضم لجان الثورة بوزارة الداخلية).
ب- التحول في الأولويات من الثورية والسياسية الى الاقتصادية.
ج- محاولة التعايش والتوافق مع المعادلة الدولية.
د- فك الارتباط بين المرجعية الدينية والسياسية في قم ممثلة في الخميني الى المرجعية السياسية ممثلة في الخامنئي.

وهنا نشير الى (65) نقطة ركز عليها الكاتب في كتابة:
1- الكاتب هويدي، ذهب في اول طائرة لزيارة طهران وكانت في اول شهر من انتصار الثورة لطائرة من الكويت تكفل بمصاريفها السيد المهري.
2- بعد قتل نواب صفوي قضي على حركة فدائيان اسلام وظهرت بعدها (علماء الدين المناضلين / روحانيان مبارز).
3- انقسم العلماء لواجهتين في تلك الفترة هما: ايه الله بهبهاني وهو من جماعة الخميس يعقدون اجتماعهم كل ليلة جمعة في بيته وهم من ذيول النظام الذين حاولوا جذب المؤسسة الدينية الى البلاط بحجة مواجهة الشيوعية، وجماعة الأربعاء وهم جماعة بقيادة ايه الله الطالقاني الذين يرون حركة مصدق والانتخابات الحرة مخرجا للإيرانيين وعليه تنشر فتاوى وكلمات المرجع النائيني الداعية للحكم الدستوري ودعمهم مرجع الطائفة آنذاك السيد البروجوردي ووقف ضد جماعة الخميس.
4- عدد الاستشاريين الأمريكيين في إيران بلغ 40 ألف.
5- بلغت تكاليف احتفال الشاه بمرور 2500 سنة على الملكية في إيران مهرجان باسم برسوبوليس 120 مليون دولار.
6- لكي يضفي الشاه على نفسه الديمقراطية انشا حزبين وهميين باسم (مردم/الشعب) ومليون/الوطنييون) ولكن بعد فترة حلهما وصنع حزب واحد باسم (رستاخيز ملت/ البعث الشعبي).
7- الانفتاح على الغرب لم يقتصر على التسليح والاقتصاد بل على مجمل الحياة فأنشى الشاه في طهران وحدها 86 نادي للاجتماعات الرخيصة، 8 صالونات لعرض البرامج الخليعة، 7 مدارس لتعليم الرقص، 2075 حانة لبيع الخمور، 82 متجر لبيع الخمور الأجنبية الفاخرة، وانتشرت بيوت الدعارة غير المرخصة الى 1876 طبقا لسجلات الشرطة، عدد مدمني الافيون وصل مليون في سنة 1972 تحت اشراف شقيقة الشاه أشرف بهلوي.
8- استبدال التقويم من الهجري الى الشاهنشاهي المجوسي وأصدرت وزارة التعليم العالي أوامر بعدم تسجيل النساء التي يرتدين الشادور في الجامعات.
9- استمرت الحملة على الإسلام من البهائيين والماسونيون واليهود الى تغيير القسم على القران الى أي كتاب سماوي اخر وأجرى التعديلات ضمن تعديلات في حزمة واحدة ومنها ترشيح النساء في سلة واحدة في حركة خبيثة ومكشوفه فاذا عارض الفقهاء هذا التعديل بالقسم على غير القران فان الرفض سيقدم للجماهير ان الفقهاء معارضون لترشيح النساء! وعليه جاء اول بيانات للخميني شديدة اللهجة والمتحدية وجعلت الجماهير تتجه اليه وعليه ألغيت القوانيين بعد عاصفة جماهيرية بالتهديد بالأضراب.
10- الخميني جاء بعد استاذه المرجع عبدالكريم الحائري مؤسس حوزة قم ليأخذ مكانه ضمن مدرسي الحوزة في عمر 27 سنة.
11- أطلق على الخميني لقب محطم الاصنام في بداية حراكه ولم يخاطب الشاه بلقب صاحب الجلالة كما يفعل غيره من الفقهاء.
12- المواجهة المباشرة مع الشاه الخميني بدأت بتحريم الاشتراك في استفتاء الشاه على بنود ثورته البيضاء.
13- مارس 1969 في المدرسة الفيضية وفي مناسبة استشهاد الامام الصادق (ع) قامت قوات الشاه بالهجوم على طلاب العلم وقتل بعضهم ونندد الخميني بتلك الإجراءات وقال ان النظام يفضح نفسه.
14- في محرم بعد حادثة المدرسة الفيضية جاءت فتوى الخميني الشهيرة بتحريم التقية وفي يوم العاشر خطب خطاب ثوري وتحدث لأول مره عن علاقة الشاه بإسرائيل.
15- اعتقل الامام الخميني في 12 محرم ال 15 من خرداد وخرجت المظاهرات وسقط فيها 15 الف مواطن حسب تقديرات الحكومة وقالت الصحف ان الرئيس عبدالناصر هو وراء مظاهرات طهران! وانهم تلقوا ملايين من الخارج لتحريكها.
16- نفي الخميني لخارج إيران وبالتحديد الى تركيا في 4 نوفمبر 1964 بعد خطابه الناري عن قانون حماية الأمريكيين وسماه قانون العار.
17- تشيع ايران رسميا ودستوريا كان من القرن 16 ميلادي في يوم من عام 1501 اعلن الشاه إسماعيل الصفوي بان يصبح المذهب الجعفري المذهب الرسمي لإيران، عصر البويهيين (شيعة زيدية) 10 ميلادي، عصر السلاجقة 11-12 ميلادي وفيه الوزير إبن العلقمي، الصفويين (1722-1501) ، القاجار (1925 – 1795) ، بهلوي (1925 – 1978 ).
18- فتوى تحريم التبغ: المرجع الميرزا محمد حسن الشيرازي في عهد الشاه ناصر الدين، فيعد عدم تنفيذ ناصر الدين ما طلبه منه الشيرازي بإلغاء عقد حصر تجارة التبغ للبريطانيين أعلن فتواه في سنة 1891 (التدخين الان حرام وبمثابة محاربة لأمام الزمان) وفي سنة 1892 تنازل ناصر الدين مرغما وألغى الاتفاقية.
19- المشروطة (3 علماء ايدوا الدستورية) "خراساني/مازانداراني/طهراني" ومن ضمنهم النائيني صاحب كتاب "تنبيه الامة وتنزيه المله" وهو يعتبر وثيقة تعبر عن النظرية السياسية الشيعية، وفي 1906 اعلن الشاه مظفر الدين ايران دولة دستورية لأول مره في تاريخها.
1921 -20رضا خان يقوم بانقلاب ويستولي على السلطة في 1925 وقد تصدى السيد حسن المدرس للسياسة الاستعمارية ولرضا خان الذي ارسل بعض جنوده لقتلة عبر خنقه.
21- برز اسم أبو القاسم الكاشاني ومصدق في فترة الاربعينيات ولكن كاشاني اختلف معه لأنه اتجه نحو العلمانية واتهم كاشاني مصدق بخيانة الاسلام.
22- وضع شريعمداري بعد الثورة رهن الإقامة الجبرية ليس لمعارضته الفكرية والفقهية لولاية الفقيه بل ذلك راجع لعلاقته بمؤامرة استهدفت قتل الامام وقلب نظام الحكم والتي اعترف فيها صادق قطب زاده وزير الخارجية الأسبق وأعدم بسببها في سنة 1983. هناك فقيهين الكلبيكاني والمرعشي النجفي معارضان لولاية الفقيه المطلقة ولكن لم يتخذ بشانهما أي اجراء.
23- كانت هناك خلافات واراء مختلفة لموقع القيادة بعد الامام الخميني ولكن مجلس الخبراء حسم هذا الخلاف ونصب منتظري كنائب للخميني، المرجع صادق روحاني لم يكتم مشاعره وقال بعد تنصيب منتظري "تلك سقيفة جديدة" وقال "ان مجلس الخبراء بقراره تنصيب منتظري، اغتصب حق غيره في خلافة الامام الخميني، كما اغتصب حق الامام علي في خلافة النبي في اجتماع السقيفة".
24- تجمعين في قم ورائهم حكاية: السيد منير نور الدين مدير اكاديمية العلوم الإسلامية هو والشيخ الراستي انضموا لجماعة مدرسي الحوزة، السيد اليعقوبي كان من العسكر وادعى انه باب للأمام المنتظر!.
25- حكومة بعد الثورة: رفض قانون احتكار التجارة الذي رفضه مجلس صيانة الدستور وقال فيه انه اذا ارادت الحكومة احتكار سلعة عليها الذهاب للقضاء للحصول على ذلك.
26- الاحتكار للحكومة كان فيه مؤيدين ومعارضين منهم الذي ايده مجلس الشورى/البرلمان ورئيس مجلس الشورى رفسنجاني ورئيس الوزراء مير حسين موسوي، الرافضين والمؤيدين لحرية السوق للناس هم مجلس صيانة الدستور ورئيس الجمهورية الخامنئي. رفسنجاني أعلن في جلسة مجلس الشورى عام 1984ان راي مجلس صيانة الدستور المكون من الفقهاء للاستشارة فقط وليس لهم ان يرفضوا قانون من مجلس الشعب!.
27- حسم الخميني الامر في قضية الاحتكار لصالح مجلس صيانة الدستور وقال أن مجلس صيانة الدستور هو التجسيد العملي لفكرة ولاية الفقيه وإذا تجاهل مجلس الشورى راي فقهائه في ذلك يعد اهدارا للولاية المفترضة، التي هي ركن أساسي في دستور الثورة الإسلامية.
28- الخميني كان يرى في بداية الامر ان الفقهاء يقومون بالإشراف والتوجيه ويدلل على ذلك اختياره لمهدي بازركان رئيس للوزراء والموافقة على ترشيح أبو الحسن بني صدر لرئاسة الجمهورية ولم يختر فقيها لهذا المنصب، في المقابل منع الشهيد بهشتي من ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية قبال بني صدر وقال امام عدد خاص ان اهل الخبرة ممن حسن اسلامهم، لا اهل الفقه والدعوة، هم الذين ينبغي ان يتصدوا لشغل هذا المنصب.
29- الخلاف بين الإسلاميين والتكنوقراط والليبراليين وصل للتصفية الدموية وهو ما أدى لقتل 60% من رموز الثورة، هذه التصفية لها وقعها المفاجئ على الامام وهو ما أدى لسحب ثقته من بني صدر بعد عام من دعمه.
30- خلو بعض المناصب بعد الثورة جعل الدينيين يستلموا فيها وذكر رئيس الوزراء مير حسين موسوي ان 80 ألف وظيفة توفرت بعد هروب مرتزقة الشاه وسقوط نظامه.
31- ينقل صاحب الكتاب "هويدي" عن هذا الفراغ الذي ملئ بأناس يتبعون الثورة تأييدا ولكنهم بعيدين فكرا عن الثورة، فيقول حدث أن تولى الفقهاء مناصب القضاة، بعدما نص الدستور في المادة 163 بتحديد صفات القاضي وشروطه طبقا للقواعد الفقهية ولما كان رجال الثورة المحدودين قد استغرقتهم مهام القيادة السياسية والتنفيذية فان الذين شغلوا مناصب القضاة كانوا من أبناء الحوزة التقليدية، الذين ربما تجاوبوا مع الثورة سياسيا لكنهم من الناحية الفكرية كانوا بعيدين عن منطق الثورة، وربما أهدافها أيضا.
32- خرج "هويدي" من مدينة قم بانطباع ان هناك مشاكل برزت بعد 6 سنوات من الثورة هي غياب الكوادر البشرية المستوعبة لفكر الثورة وتعاليمها والمعبرة بصدق عن حقيقة توجهاتها وأهدافها وقد تنبه لها الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل في باريس عندما قال للخميني اني اسمع دوي مدافعك لكني لا أرى اثرا لمشاتك. كانت "الكوميتات" لجان الثورة تعبيرا عن مازق الكوادر التي عانت منه الثورة في عامها الأول.
33- كانت هناك 3 تيارات بعد الثورة:
أ- تيار (إيران أولا): وهو من شرائح مثقفين وليبراليين ومن رموزه شهبور بختيار اخر رئيس وزارة الشاه وحفيد رئيس الوزراء الأسبق محمد مصدق وهو متين دفتري وكريم سنجابي اول وزير خارجية بعد الثورة ومهدي بازركان اول رئيس وزراء الثورة وهو الأقرب الى التيار الإسلامي، وكان لهم عدد (4) صحف.
ب- تيار (المجتمع أولا): مجموعة من فصائل اليسار ذوي الميول الماركسية السوفيتية/الصينية من رموزه د. نور الدين كيانوري رئيس حزب توده وحفيد الشيخ فضل الله النوري، مسعود رجوي رئيس منظمة خلق، لديهم عدد (25) صحيفة ومجلة، استغل الحزب فترة الفوضى في 10-11 فبراير 1979 وطلبوا من اتباعهم جمع السلاح والاستيلاء على مخازن السلاح وعندما امر الخميني بتسليم جميع الأحزاب السلاح ما كان من حزب تودة إلا ان عمم تعميم بذلك ولكن شفويا وعمليا امر اتباعه بعدم تسليم السلاح.
ج- تيار (الإسلام أولا): وهو تيار يحاول نشر خط الامام الخميني ولديهم عدد (2) صحيفة واحدة جمهوري إسلامي رئيس تحريرها الخامنئي والثانية انقلاب إسلامي رئيس تحريرها بني صدر.

34- تمرد الاكراد كان تحركهم بعد شهر واحد من الثورة في مارس 1979.
35- الإسلاميون في مجلس الشورى فرضوا محمد علي رجائي رئيسا للوزراء في حكومة بني صدر وهم من تمكنوا بأغلبية الأصوات من سحب الثقة في بني صدر في 21 يونيو عام 1981.
36- تيار (إيران أولا) او الجبهة الوطنية كانوا على راس وفد وساطة بين الشاه والخميني في باريس حيث تضمن الوفد كل من: مهدي بازركان وناصر ميتاشي ومن قم المقدسة حسن شريعتمداري ابن المرجع وصهره احمد عباس، يقضي العرض بتسليم السلطة للأمام وبقاء العرش والملكية ورفضه الامام الخميني مما اثار استياء بازركان وغادر باريس دون توديع الامام او اخباره ورغم ذلك عين رئيسا للوزراء من قبل الامام وكذلك ميتاشي عين وزير للإرشاد.
37- التصفية الدموية من قبل التيار ات الأخرى للإسلاميين، حيث بدا في سبتمبر 1979 باغتيال مطهري رئيس مجلس قيادة الثورة ومحمد قرني اول رئيس للاركان بعد الثورة ود. محمد مفتح والفقهاء طباطبائي ودستغيب وصدوقي وغيرهم وبعد أسبوع واحد من عزل بني صدر كانت العملية الكبرى بتفجير مقر الحزب الجمهوري الإسلامي يوم 28 يونيو 1981 وقتل 72 من رجال الثورة وعلى راسهم الشهيد بهشتي عضو مجلس قيادة الثورة وتفجير أصاب السيد الخامنئي وتفجير اخر في مكتب رئيس الوزراء باهونار اثناء اجتماعه برئيس الجمهورية محمد رجائي فقتل الاثنان فتم تصفية 60% من رجال الامام الخميني وهذه النسبة حسب مكتبه و80% حسب المعارضة المسلحة. وتبين بعد التحقيقات ان الأشخاص الضالعين في التفجيرات من أحزاب يسارية وحزب توده من ضمنهم ومنهم قائد قيادات القوات البحرية الجنرال افضلي كان من حزب تود يسرب مخططات إيران في حربها مع العراق الى قيادة حزبه وتقوم الأخيرة بتسريبها لموسكو وتقوم موسكو بتسريبها الى بغداد! فلجات السلطة الى القبضة الأمنية! خاصة سنة 80-81-82.
38- الخلاف بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الشورى أي بين الخامنئي وبين رفسنجاني من نفس الحزب الإسلامي كان على منصب رئيس الوزراء فبينما أراد الخامنئي الدكتور علي ولايتي فرض مجلس الشورى بالقوة بقيادة رفسنجاني د. مير حسين موسوي والذي يحظى بتأييد رفسنجاني على خامنئي في 1985 كرئيس للوزراء، حدث نفس السيناريو في الفترة الثانية لرئاسته بفرض مير حسين موسوي على خامنئي الذي رفضه مره أخرى لعدم تعاونه معه ولوزرائه الذين اعتبروا غير متعاونين معه ومشكوك في ولائهم له وكذلك سحب الثقة في ابرز وزيرين مقربين من خامئني وهما وزير النفط والداخلية.
39- بعد الثورة حاول هويدي التواصل مع شخصية السيد هادي المدرسي للمعرفة اكثر حول موضوع تصدير الثورة فعلم ان المدرسي طرد من البحرين التي كان وكيلا فيها عن الخميني وطرد أيضا السيد المهري من الكويت وبعد وصولهما الى ايران تناقلت وكالات الانباء تكوين الجبهة الاسلامية لتحرير البحرين وكان الوجه البارز المشار اليه هو المدرسي، عندما ذهب هويدي للسؤال عن المدرسي في ايران سال احد كبار المسئولين في الاعلام الإسلامي في ايران عن الرجلين المهري والمدرسي فقال: المدرسي رجل متطرف يسبب ازعاجات كثيرة لنا وهو عبئ على الثورة ونصح هويدي بعدم مواصلة البحث عنه! ويفهم من كلام المسئول انه لم يعد له نشاط في البحرين او الخليج باستثناء مطبوعات يصدرها وإذاعة ما يلاقونه من اضطهاد من جانب السلطات هناك إعلاميا فقط، وفي المقابل امتدح المسئول السيد المهري ووصفه بانه رجل عاقل وعندما التقيت السيد هادي واخوه محمد تقي المدرسي أكدوا ان كلام المسئول صحيح وان علاقتهما بالمسئولين محدودة وصلتهما بقم اكبر.
40- في حوار صحفي بين هويدي ورفسنجاني "نرفض العمليات التخريبية الداخلية في البلدان وهي تعد من قبيل الإرهاب وما جرى في البحرين والكويت بالأخص من عمليات إرهاب لم نكن طرفا فيه باي صورة وقد ابلغنا الحكومات المعنية ذلك"، ويكمل "نعم لا ندين تفجير مقر مشاة البحرية الامريكية في بيروت، لكننا نعرب عن دهشتنا وانكارنا لحماقة زرع القنابل في بعض مقاهي الكويت"!.
41- هناك 35 تنظيما يمينيا في ايران وقد ثبت اشتراكهم في 8 محاولات للانقلاب عام 1983 واشهرها محاولة أحبطت في قاعدة "نوجه" الجوية وثبت ان البهائيين واليهود اهم عناصرها.
42- ما من ثورة تولد الا وتحاط في بدايتها بظروف غير طبيعية فالثورة غضب وانفجار لا يستطيع ان يضبط كل شيء فيهما حسب الأصول وفي إيران هناك خصوصية ان الشارع انفجر كالبركان الذي أطلق حممه في كل اتجاه عندما نعلم ان السافاك قد قتل ما مجموعة 60 ألف مواطن فكيف ستستطيع ضبط كل هذه الجماهير التي تطالب بالثأر؟! ولولا سرعة محاكم الثورة في محاكمة رموز النظام الشاهي لحدث ما لا يحمد عقباه.
43- يقول الشيخ محمودي : حدثت أخطاء وتجاوزات لكنها كانت من نتائج الضروريات التي اكرهنا عليها لقلة الحيلة وقلة الخبرة.
44- في ذروة الثورة وعند قتل قيادات الثورة كان لا بد من بعض التجاوزات لمعرفة أماكن المتفجرات وكمائن الموت ولكن بعد اجتياز هذه المرحلة الحرجة من عمر الثورة لم تكن تلك الأساليب مرفوضة وقد تصدى منتظري لعمليات التعذيب التي كان يباشرها اسد الله لاجوري في سجن ايفين بطهران بعد تأكد موفد منتظري من عمليات التعذيب وعليه اقيل لاجوري وألحق الى التحقيق.
45- كانت لدى قيادات الثورة قله في الكوادر وخاصة في السجون ومن مسكها هم العوام فكانت هناك مشاكل الصقت بالثورة بسبب تصرفاتهم الشخصية.
46- السيد الخميني يمنع عملية اغتيال كان مخطط لها من قبل شاب مصري لزوجة الشاه في قصرها بمصر، ينقلها السيد هادي خسرو شاهي سفير إيران في الفاتيكان.
47- السيد الخميني يمنع طلب لعمل عملية اغتيال في باريس الى بني صدر جراء مقالاته المهاجمة للثورة والى ولاية الفقيه وقال الخميني "هو عبر عن رايه ضدي ولم يرتد او ينكر"، ينقلها السيد هادي خسرو شاهي سفير ايران في الفاتيكان.
48- حل الخلاف بين حرس الثورة (مجموعات اسلامية مسلحة قبل الثورة) ولجان الثورة (ولدت بعد الثورة من العوام) جراء انهيار كل النظام الأمني بعد الثورة واللجان هي التي تولت الأمور النظامية في المدن ولجان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وبعد المشاكل وضعت اللجان تحت مظلة وقيادة وزارة الداخلية للحد من تصرفاتها المستقلة في عام 1983.
49- الخيار الكربلائي اسم أطلقه هويدي على الحرب الإيرانية العراقية وبين الشباب الذين اخذوا الاستشهاد هدف وليس وسيلة.
50- مقطع زيارة هويدي لمقبرة جنة البقيع مفجعة جداً وكتابته رائعة وعاطفية عما شاهدة.
51- احكام الإعدام التي صدرت في البداية ضد رموز النظام كانت تحت ضغط الشارع ولو لم تأخذ المحاكم زمام المبادرة السريعة لتفجر الوضع.
52- قضية ايران كونتر ا/ مسألة السلاح الإسرائيلي عبر توريده من أمريكا سنة 1986، يقول هويدي حصلت على عدة إجابات حول الموضوع وهي:

أ- الخميني في بيانة بمناسبة الحج 1401/11/7 ذكر بانه يستحيل ان تكون هناك علاقة مع إسرائيل وإيران هي أكثر بلد يكن عداء لها والخلاف مع الشاه كان لعلاقته مع إسرائيل ناهيك غيرها من بيانات التنديد بإسرائيل مند سنوات وان المذكور حول الموضوع مجرد اكاذيب.
ب- ما كتبه سفير إيران في الفاتيكان السيد هادي خسرو شاهي بالقول انها مجرد أكاذيب لتشويه صورة الثورة الإسلامية، وان إيران رغم دفع الشاه لإسرائيل 500 مليون دولار قيمة الأسلحة ورغم تواصل إسرائيل عبر أطراف متعددة لإيران لاستلام السلاح الا ان إيران رفضت استلام السلاح وطالبوا باسترداد الأموال المدفوعة من قبل الشاه.
ث- الاخبار انطلقت من مقابلة نشرت في "المجلة" السعودية العدد 82-83 بين مسعود رجوي وبني صدر وايدهما شارون الإسرائيلي، فقالا فيها ان إيران اشترت من إسرائيل أسلحة بقيمة 50 مليون دولار ووزن الأسلحة 360 ألف طن وتم نقلها في 12 رحلة جوية وهو ما يصطدم مع أي عملية حسابية لأي عاقل، فاذا عملنا عملية حسابية فسيصبح ثمن الطن الواحد للأسلحة 136 دولار وهو اقل من سعر الحديد ووزن الأسلحة في الرحلة الواحدة 30 ألف طن وهذا ما تعجز عنه السفن الحربية.
ج- ان إيران كانت تشتري السلاح من السماسرة الدوليين وبأسعار السوق السوداء فاذا كان هناك سلاح إسرائيلي قد تسرب فهو عبر السماسرة وتم الغاء الشراء من السماسرة في اخر سنتين من الحرب.

53- تشبيه رحلة الطيران على الخطوط البريطانية لهويدي اثارني من الضحك وكيف تحول الطاقم كله لأشخاص تبدوا عليهم الصلاح عند الاقتراب من الأجواء الايرانية وكيف ان المسافرين بدأت عليهم ملامح وكأنهم ذاهبون للعمرة!.
54- الكومنات او اللجان الثورية المسئولة عن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ارتكبت أخطاء لكونهم من العوام ومن الأرياف الذين ليس لديهم الوعي الإسلامي الكافي حتى تحدث عنهم الخميني بمناسبة الذكرى الثالثة لتأسيس الجمهورية  سنة 1981 بقوله" ان بعض حراس الثورة يتجاوزون وظيفتهم الرسمية، ويجافون أسلوب الشرع والاعتدال، ويتدخلون في الأمور التي تخص المحاكم وغيرها من الهيئات وعلى المجلس الأعلى لحرس الثورة أن يراقب بدقة كل هذه التحركات، حتى لا تفقد هذه المجموعات المؤمنة سمعتها بين الشعب، وحتى لا تنفذ العصابات المنحرفة بين صفوف الثوار"، جاء خطاب الخميني بعد قيام الثوار التابعين لمحاكم خلخالي بإعدام 6 راقصات/ دعارة ملاهي ليلية بتهمة انهن مفسدات في الأرض بدون محاكمة ودون علم السلطات فتم اعتقالهم ومحاسبتهم، وبعد عده حوادث اصدر الخميني بيان من 8 نقاط في تاريخ 15 ديسمبر 1982 شدد فيها على "ضرورة احترام حرمات الناس، النهي عن اقتحام البيوت والتجسس عليها وضرورة سلطة الدولة وعقاب من يثبت في حقهم الانحراف او الخطأ".
55- معضلة أخرى كانت للثورة وقياداتها وهي التعامل مع الأصوليين المتشددين الذين ليسوا بوعي الثورة ومتطلباتها، فهم تشددوا في كثير من الأمور في البساطة الزائدة بالمكاتب الرسمية وعدم احترام الدرجات الوظيفية بحكم انها تصنع طبقية وطاغوتيه والاجتهاد أحيانا في أمور معينة دون الرجوع لقادة الثورة والتشدد في البرامج التلفزيونية بحيث أصبحت رتيبة الخ من مشاكل داخلية.
56- فتاوى الخميني للتقريب بين المسلمين:

أ- السنة الأولى للثورة 1979: وجه خطاب للحجاب بالصلاة خلف السنة والالتزام بالوقوفين بعرفة وبمزدلفة والدعوة للوحدة الإسلامية.
ب- السنة الثانية للثورة 1980 الموسم الثاني للحج: الدعوة لمد اليد للمسلمين وتحت مظلة الاخوة الإسلامية لإحباط محاولة الأعداء زرع الفتنة.
ث- 2 يوليو 1980: الدعوة الى اجتناب الخلاف السني/الشيعي لان الخلاف لصالح الأعداء فنحن جميعا مسلمون واتباع قرآن واحد ورب واحد.
ج- السنة الثالثة للثورة 1981 الموسم الثالث للحج: ان اثارة الخلافات بين المذاهب السلامية تعتبر من الخطط الاجرامية التي تديرها القوى المستفيدة.
د- عقد مؤتمر يضم جميع المذاهب في 6 ابريل 1984.

57- العلاقة الإيرانية بالقضية الفلسطينية كانت منذ الستينات: فقد كان يمثل الإيرانيين كل من (الشيخ محمد منتظري ابن المرجع، الشيخ حسن كروبي، السيد محمد صالح الحسيني، جلال الدين الفارسي، عباس زماني)، السيد موسى الصدر لعب دورا بارزا في وصل الليبراليين الإيرانيين وهم امتداد لمصدق بالقضية الفلسطينية 71-1972 ومن أبرزهم (إبراهيم يزدي، قطب زاده، السيد صادق طباطبائي).
58- السيد موسى الصدر في حركته لأنشاء حركة المحرومين (حركة امل) في لبنان استعان ببعض الإيرانيين ومنهم مصطفى شمران الذي أصبح وزير الدفاع بعد الثورة ولكنه اغتيل.
59- الرئيس ياسر عرفات التقى رسميا مع الإسلاميين الإيرانيين وغيرهم في حفل الأربعين لوفاة د. علي شريعتي تحت رعاية السيد موسى الصدر في بيروت.
60- اقترح الإسلاميين الشيعة على ياسر عرفات ارسال برقية تعزية للخميني في 1977 لوفاة ابنه مصطفى وكان اول اتصال مجاملة بين الطرفين وكان رد الخميني قويا لصالح القضية الفلسطينية.
61- كان السيد هاني فحص حلقة الاتصال الرئيسية بين ياسر عرفات والخميني بالإضافة للسيد محمد صالح الحسيني وجلال الدين الفارسي.
62- الخميني طلب من ياسر عرفات بذل الجهود لمحاولة العثور على السيد موسى الصدر بعد اختفائه في ليبيا 1978.
63- انصدم الحرس الإيراني من تصرفات الوفد الفلسطيني الذي استقبل استقبال الابطال والفاتحين حيث ذهبوا إليهم صباحا في مكان سكنهم ليوقظوهم لصلاة الصبح فاذا بهم يرون ان الوفد سكارى وظلوا ساهرين طول الليل بلعب الورق ورفضوا إيقاظهم لصلاة الصبح فأثار ذلك علامة استفهام كبيرة بحراس الوفد الفلسطيني ولغباء الوفد الذي لم يراعي حساسية الثورة الإسلامية في بدايتها والانطباع الاولي لهم.
64- من نقاط الخلاف الفلسطيني الإيراني هو إسلامية الثورة في فلسطين حيث اعترض الفلسطينيين على ذلك وأيضا التقارب الفاحش بين اليساريين المناوئين للثورة في ايران بالسفارة الفلسطينية في ايران وأيضا جعل الفلسطيين انفسهم ورقة للتقارب العربي الإيراني وبينوا للعرب انهم قابضون على الورقة الإيرانية بالكامل وانها في أيديهم وليسوا فقط وسطاء! إضافة الى استياء الخميني من تأييد منظمة التحرير لغزو السوفيت لأفغانستان، إضافة الى ان الفلسطينين جعلوا أنفسهم ورقة التفاوض بشان قضية رهائن السفارة الامريكية وان القضية أيديهم دون ان يخولهم احد وهم الذين لم يؤيدوا القضية اصلا وجاء اعلان سفير فلسطين في ايران ان اطلاق الرهائن السود جاء بعد الوساطة الفلسطينية هو القشة التي قصمت السكوت مما استدعى تكذيب مكتب الخميني للخبر واضافة الى إعلان الفلسطينيين الحياد في الحرب بين ايران والعراق وتواجد ياسر عرفات بنفسه في بغداد مرات عديدة ليمدح صدام حسين! وهو ما جعلة السلطة في ايران في موقف لا يحسد عليه امام الجماهير وأيضا الخطأ الفادح للسفير الفلسطيني هاني الحسن بتوثيق علاقته اكثر مع رجوي "منظمة خلق" واللقاء  الذي تم في باريس بين السفير الفلسطيني في طهران ورجوي سبتمبر 1981 وقوى اليسار وغباء تقديرات الفلسطينيين ان اليسار سيقلب الحكم على الإسلاميين، ونقطة إضافية هي طلب ياسر عرفات من النظام الإيراني بعد اتفاقية كام ديفيد قطع العلاقات مع مصر ليكون موقفا موحدا وبالفعل طلب الخميني من وزير الخارجية اعلان ذلك في 31 ابريل 1979 وبعد ذلك يشاهد ياسر عرفات في مصر ويتوافق مع السادات في الاتفاق! وغيرها من التدخلات والتصرفات الغير مرغوبة من الطرفين.
65- حرب المخيمات لنزع سلاح الفلسطينيين في لبنان بين حركة امل والفصائل الفلسطينية وقفت طهران على الحياد والدعوة لوقف سفك الدم المتبادل وهو ما اعتبره الفلسطينيين غير منصف لهم.....أنتهى....

مراجعة لكتاب د. محمد مجتهد شبستري "نقد القراءة الرسمية للدين"

مراجعة لكتاب د. محمد مجتهد شبستري "نقد القراءة الرسمية للدين" أبو محمد – مراجعة كتاب – 17 مارس 2020 في البداية يجب ع...