الجمعة، 13 ديسمبر 2019

تغطية للحوار المفتوح حول (هموم الشباب) للشيخ أحمد سلمان بمسجد فاطمة الزهراء بالدوار الرابع



أبو محمد – 14 ديسمبر 2019- تغطية للحوار المفتوح حول (هموم الشباب) للشيخ أحمد سلمان

أقام الملتقى الشبابي لمسجد فاطمة الزهراء بالدوار الرابع حوار مفتوح بعنوان " هموم الشباب" ليلة الأحد 07 ديسمبر 2019 بمشاركة عالم الدين والباحث من السعودية (الشيخ أحمد سلمان) حيث أجاب سماحته على الأسئلة التي تثير هموم الشباب بمختلف مستوياتها الدينية والفكرية واليكم تغطية اللقاء كاملا.

س1: كيف يهيئ الشاب لمواجهة الشبهات العقائدية؟

مطلوب التأسيس الصحيح في الأمور العقدية مثل ما يدخل مثلا دورة تعليم صلاة دورة تعليم وضوء ودورة تكليف يدخل أيضا دورات تعلمه العقائد الحقه وتؤسسه تأسيسا قويا بحيث يبدا وهو صغير  يلقن العقائد ويكبر  فيعطى استدلال يناسب هذا  السن، كبر اكثر يعمق هذا الاستدلال فيكون البناء تراكميا الى ان يصل الى الجامعة فيكون الانسان عنده عقيدة قوية مبنية على أسس وعلى ادلة صلبة وروايات اهل البيت (ع) تشير الى هذا المعنى " بادروا أحداثكم بالحديث قبل أن تسبقكم إليهم المرجئة" يعني انتم بادروا بتعليمهم حتى لا تسبقكم اليهم المرجئة وهم أصحاب العقائد المنحرفة ، لا تنتظروا شخص يعلم ابنك، لا انت ابدا بتأسيسه تأسيسا صحيحا وهذا الان الضعف الموجود عند كثير من الشباب كل ما قرا كتاب كل ما سمع مقطع صوتي وكل ما شاهد مقطع مرئي تتكون لديه أسئلة كثيرة لماذا؟ لان أدوات تحليل وتفكيك ورد الشبهات ليست موجودة عنده فنحن لابد ان نعلمهم أدوات التعامل مع هذه الشبهات وادوت انتاج الأجوبة بحيث لا يحتاج لنا في كل كبيرة وصغيرة.

س2: تحدثت عن قراءة الكتب ولكن نحن كشباب ليس هناك ما يناسبنا من هذه الكتب وليس لدينا الامكانية لاختيار الكتب التي تحصننا لمواجهة هذه الشبهات فما هي نصيحتك لنا؟

انا لم اتحدث عن قراءة ومطالعة انا اتحدث عن تعليم لهذا مثلت بالدورات فالقراءة فقط لا تبني عقيدة قوية ومتينة لا، مثل ما نعلم أولادنا الوضوء والصلاة والصيام يعلمون القضايا العقدية بمنهجية تربوية وواضحة هذا الذي اقصده.

المطالعة مفيدة وتعطي فوائد جمه وهناك كتب عقائدية كتبت للشباب مثلا من الكتب القديمة عندك كتاب "المرسل والرسول والرسالة" للشهيد محمد باقر الصدر  كتاب بالأساس متن عقائدي وجه للشباب ففكرة الشهيد الصدر  ان يكون هذا لعامة الناس وبالخصوص الشباب، وكتاب "أصول العقائد للشباب" للشيخ ناصر مكارم الشيرازي وهناك كتب كثيرة والمكتبة الشيعية تحتوي على الكثير من الكتب التي ألفت لتكون للشباب والمستهدف منها الشباب وفي العصر الحديث عندنا كتب مليئة وقيمة وتحتاج من الشخص ان يفرغ ننفسه ويخفف من استخدامه لوسائل التواصل الالكتروني فسوف يرى الكثير من الكتب.

س3: بالنسبة للمنهجية التي ذكرتموها بالنسبة لعمل الدورات التأسيسية هل هناك منهجية نستطيع الاعتماد عليها؟

الشاب في الصغر عادة يلقن العقائد بمعنى يعطى العقائد اشبه ما يكون بالفتاوى فيستعرض امامه العقائد فيتلقاها فلما يكبر فسيبدأ بالدخول بجانب الاستدلال وهذا عادة يكون قريب مرحلة الشباب فقبل الدخول في مرحلة البحث العقدي الاستدلالي يعطى مثلا العقيدة والقضية المعرفية ويعطى دليلها هنا لابد ان يتعلم أدوات الاستدلال وهذا اهم شيء فنحن الذي نفقده في الشباب انهم لا يملكون أدوات البحث، ما هي اهم أداة من أدوات البحث في الجانب المعرفي؟ 

1- علم المنطق: فعلم المنطق أساس مهم أتذكر كثير من الشباب يأتيني ويسالني عن منهج ندرسه في العقائد فاذكر لهم علم المنطق فيجيبون نحن طلبنا عقائد فأقول لهم المنطق اهم فالمنطق يعلمك اساسيات التفكير السليم فاذا لم يكن لديك منطق فلا تعرف ان تتعامل مع الأدلة ولا تعرف ان تميز بين الدليل البرهاني والمغالطة ولا تعرف هل هذا الاستدلال منطقي ام تلبيس هذه حقيقة ام شبهة! المنطق ضرورة.

2- علوم اللغة العربية: بسبب التغيرات في الجانب التعليمي ممكن ان يتخرج الانسان من الجامعة ولو تعطيه نص عربي عادي ما يفهم فاذا الانسان لم يكن عنده المام ولو بسيط باللغة العربية لا يحصل لديه انس بالقران الكريم ولا بكلام اهل البيت (ع) فضلا عن فهمه، مهم جدا ان يكون الانسان ان يعرف ولو بمقدار بسيط (النحو والصرف والبلاغة) التي هي أساس الوحي.

هذا الامران مع إضافة امر ثالث وهو ان يأخذ امر فلسفي صغير بعدها إذا دخل في البحث العقائدي وتعمق في قضايا الاستدلال انا اضمن لك ان الشاب سيكون محصن من كل الجوانب، فالمشكلة الأساسية هي انه يفقد أدوات البحث ويقرا في الكتب التي تطرح الشبهات فطبيعي جدا ان تحصل عنده شبه.

س4: بحسب طرحكم حول تعلم النحو والصرف ومنطق وجزء من الفلسفة فهذا يحتاج لوقت طويل وربما لا يتناسب مع بعض الفئات وهذا واجهنا مع بعض الفئات لها شغف في القراءة ولكن لا تحصل على ما يشفي غليلها فاذا ذكرنا له أنك تحتاج لكذا يقول هذا منهج طويل؟

انت الان خلطت الأوراق انت تقول لابد ان تقرا لكي تصل الى قناعة بمعنى أنك افترضت ان هناك شبهة حصلت وطرات عليه وجاء ليسال عنها فنحن نرجعه ليدرس! لا، نحن نريد من البداية ان نتجنب هذه الحالة ان الشاب تأتيه شبهة ويجي وما عنده أدوات البحث.

لتجنب هذه الحالة الشاب من وهو صغير ي يكون معه منهج تعليمي من الابتدائي الى الجامعة مثل ما في منهج تعليمي في المدرسة في تعليم موازي في جانب العقائد وما يتعلق بمدرسة أهل البيت (ع) ونحن نتحدث عن 12 سنة وهي مدة كافية.  

س5: قد نجد واحد في الجامعة لم يمر بهذا المنهج الذي ذكرتموه ويواجه شبهات كثيرة فهل نقول له لا تستطيع مواجهة تلك الشبهات لأنك لم تؤسس مند البداية فما هو الحل؟

إذا جاء شخص يطرح عليك سؤال تريد ان تجيبه بجواب برهاني بمعنى ان تطرح له دليل حقيقي يوصل الى النتيجة بمعنى دليل تام 100% صحيح ولكن مشكلة الجواب البرهاني ليس دائما جواب مقنع للطرف الاخر فهذه هي المشكلة التي تحصل فلماذا لا يقتنع؟ لأنه لا يعرف مقدمات البرهان فيستعاض على هذا الجواب بجواب اقناعي فهو ليس جواب برهاني وليس جواب خاطئ فالنتيجة واحدة ولكن الاستدلال يكون يتلاءم مع ما يطرحه الطرف الاخر، مثل شخص جاء الى الامام فقال له ايستطيع ربك ان يجعل الأرض في بيضه دون ان تصغر الأرض او تكبر البيضة؟ فرد الامام عليه قد فعل الله ذلك فرد الرجل كيف فقال الامام انظر الى الارض كيف جعلها الله في عينك فهذه الجبال في عينك دون ان تصغر الجبال او تكبر عينك! اقتنع الرجل فسكت فهذا جواب ولكن هل هو جواب برهاني؟ ليس جواب برهاني فلهذا كل من شرح النص قال هذا جواب تبكيتي من الامام بمعنى تسكيتي.

فممكن في هذه الحالة التي ذكرتموها ان يطرح جواب يناسب المعطيات المعرفية والأدوات عند الشاب بحيث يقتنع بهذا الجواب، ممكن جواب صحيح ولكن طريقة الاستدلال تكون ليست برهانية وهذا من باب الاقناع، نعم في مرحلة ثانية لتجاوز هذا الامر لابد لهذا الشخص ان يدخل في المرحلة والمنهج الذي ذكرناه.
         
س6: من المسائل التي يواجها الشباب اليوم مسالة فرض لبس الحجاب في النظام الاسلامي وجعله بالشكل الالزامي وذلك اعتمادا على الروايات المعتبرة في الالزام بالواجب التعبدي وعليه سيكون الحق أولى بالإلزام بالواجب التوصلي بالحجاب، أوليس هذا الالزام مناقض اليوم للحرية التي ننشدها في عصرنا والذي نتحدث فيها عن معارضتنا للإلزام في نزع الحجاب في بعض الدول الأوربية؟ وهل فرض الحجاب يدخل ضمن الحرية الاجتماعية التي يفرض فيها المجتمع ذو التوجه الغالب فيه ما يريد؟

أولا: أصل الحجاب ودليله ليس الروايات دليلة القران الكريم والآيات التي نصت على فرض الحجاب وهي آيات محكمة ولا شبهة فيها فعندما نتحدث عن الحجاب نتحدث عن امر قطعي من قطعيات الدين نص عليه القرآن الكريم وهو نص قطعي الصدور قطعي الدلالة فالقضية ليست أحاديث.

ثانيا: قضية إلزام المرأة بلبس الحجاب: الان حديثكم حول الحرية وانه يتعارض مع الحرية، في الدول الغربية هل ممكن تخرج عاري في الشارع العام؟ نعم بعض الدول تكون في شواطئ وأماكن خاصة لكن في الشارع العام لماذا؟ لأنهم يعتبرون ان هذا اللباس لا يناسب هذا المكان! انت تعمل في العسكرية في الجيش فهل تستطيع الذهاب الى دوامك بشورت وفانيلة؟ تستطيع؟ لا، بما أنك تنتمي الى هذه الفئة لابد ان تلبس الزي العسكري، بنت صغيرة في المدرسة لهم لبس موحد والله أمها تقول أني حرة في البس بنتي ما اريد فهل تستطيع؟ لا، الان كل الأنظمة في العالم حتى غير الدينية تلزم في مسالة الثياب ما عندنا نموذج عالمي لحرية مطلقة في مسالة الثياب.

انت الان لو تذهب الى المانيا وتلبس ثياب عليها شعار النازية تسجن على طول! وانت الان لو تلبس ثياب في أمريكا عليها شعار داعش على طول تطرد من البلد فليس هناك حرية مطلقة فهذا توهم غير صحيح انه والله الدول الأخرى تعطي حرية مطلقة في مسالة الثياب فهذا غير صحيح.

ثالثا: هل الإسلام الزم المرأة بلبس الحجاب؟: نعم الإسلام الزم المرأة بلبس الحجاب وجعل تركه معصية انزين الان في المجتمع هل نحن قانونيا نلزم الاخرين بلبس الحجاب بمعنى نفترض اننا في دولة إسلامية مثلا تطبق الدين بحذافيره فهل يجب على كل امرأة في هذه البلاد ان تلبس الحجاب؟ هذه قضية مختلف فيها لم تحسم الى الآن، نعم ما بينها وبين الله يجب عليها هذا الشيء وهو لبس الحجاب ولكن هل في الواقع انا كانسان تكليفي اجبارها على لبس الحجاب؟ لا، نعم تكليفي ان أنهى عن المنكر والنهي عن المنكر تعرف فيه شروط ومراتب محققة في محلها.

رابعا: لماذا الله امر المرأة بمثل هذا اللباس: إذا أردنا تقريبها بمثال بسيط منهو يشتغل مهندس او في الدفاع المدني؟ انت تلزم بلبس محدد ويسمونه لبس السلامة فلماذا ترتدي هذا اللباس؟ هو يلزمك ويجبرك على هذا اللبس لأنه يرى ان فيه حفاظا عليك فيلزمك بخوذة على الراس وحذاء بمواصفات محددة للقدمين ويلزمك بطريقة لباس تناسب هذا العمل هو يرى انه يحميك، انت بما أنك في هذه الدائرة دائرة هذا العمل ملزم بان تلبس هذا اللبس نفس الشي بالنسبة الى الله عزوجل.

الله عزوجل عندما امر المرأة بالحجاب امرها من باب حمايتها " ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ" الله امر  المرأة بالحجاب حفاظا عليها لأنه الحكيم الخبير ولعلمه بملاكات الأمور وان الحجاب للحفاظ على المرأة من أسباب الحفاظ هو اللباس، انزين مرأة لا تريد لبس الحجاب تطلع من هذه الدائرة انا لست مؤمنه بالله وما لي علاقة وتخرج من هذه الدائرة مثل انت مهندس وفي هذه الشركة وأريد ان لا التزم بالبس السلامة سيقولون لك انت مهندس على العين والراس ولكن روح شوف ليك شركة ثانية نفس الشيء هنا، انتمائك انك مسلمة على الراس والعين ولكن هذا الفعل ليس مقبول وأنتي بهذا تعصين الله عزوجل وتخرجين عن دائرة طاعة المولى. فاذا نريد ان نفهم الحجاب نفهمه في هذا الإطار احنا المشكلة لاحظت اغلب النساء التي صارت لهن رده فعل على الحجاب بغض النظر عن الواقع الاجتماعي الذي ولد هذه الأمور كثير من القضايا سببها انه فرض عليها الحجاب في الصغر ولا تعلم شيئا عن الحجاب فتكبر فترى انه قطعة قماش فنشيلها أفضل!
                                                                                                                                               
س7: مسالة الحدود الدينية أليست بعض الحدود مثل الارتداد والرجم وقطع اليد وغيرها والتي ليس على بعضها اثبات الا ثبوت بعض الروايات وينظر لها انها تناسب مع ذلك العصر الذي خرجت فيه وأنها يجب ان تتغير في عصرنا هذا لتواكب الفهم والثقافة السائدة اليوم؟

أولا: بعض الحدود التي ذكرتموها بعضها قرآني مثل قطع اليد " وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا" وبعضها روائي مثل الرجم والارتداد، دعنا الان في الحدود القرآنية إذا نناقشها في هذا الجانب جانب الموافقة والمخالفة للواقع فأي موافقة ومناقشة تحتاج (منهجية) وضابطة ما هو ضابطة كون الشيء موافق للواقع او مخالف له؟ يعني الان لو نسأل الضابطة ما هي؟ يقولك مثلا قانون الأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الانسان انزين الإعلان العالمي هذا عمره (60 سنة) بس كيف تريده حاكم على دين عمره 1400 سنة؟! ثم هذا نتاج بشري وهذا الإعلان العالمي ايضا قابل للتعديل ويمكن ما تدري يمكن يوم من الأيام نستيقظ فيقال انه تم الاستغناء عنه وانه هناك اعلان عالمي جديد! فلابد قبل الدخول والولوج في أي نقاش لابد من ضابطة! يجي يقول الحدود وحشية انزين ما هو ميزان الوحشية؟ الان مثلا أمريكا فيها اعدام بالقتل الرحيم بالإبر دول أخرى فيها الإعدام شنق ودول أخرى فيها الإعدام بقطع الراس بالسيف فما هو ميزان الوحشية؟ فكلها موت؟! وكلها تؤدي الى قبر! فما هي ضابطة الوحشية؟ وما هي ضابطة الموافقة للواقع ومخالفته؟

المشكلة عندنا ولاسيما الشباب اننا ننخدع بالشعارات "والله هذي قضية غير إنسانية" انزين أعطني ضابطة الإنسانية اول شيء؟! وأعطني دليل هذه الضابطة على أي أساس؟ تقول هذا ينافي حقوق الانسان نسأل ما هي ضابطة الحق؟ متى يكون الشيء حقا ومتى لا يكون حقا؟ نفس القانون الجنائي الان البشري الوضعي إذا نرجع الى نشأته ولاسيما مع الدولة المدنية الحديثة الي من بعد الثورة الفرنسية ما يقارب 250 سنة نرى انه مر بتغيرات كثيرة ومستمرة مثل عقوبة الإعدام قبل اقل من 50 سنة كانت في كل الدول الان بعض الدول منعتها وبعض الدول تنفذها على أي أساس لا نعلم؟! فقبل الدخول في أي شيء لابد من وضع ضابطة.

ثانيا: هناك في الحدود الإسلامية نقطة مهمة وهي هل الحدود اخذ فيها جانب التشفي؟ ام اخذ فيها جانب الردع؟ كيف؟ الان واحد سرق، بعض الدول عقوبة السرقة الاعتيادية 6 شهور سجن بالنهاية هو حكم صحيح عقوبة ولكنها عقوبة غير رادعه فمثلا انا اروح اسرق لي بنك واطلع لي كم مليون دينار واخرجهم الى الخارج وبعدين كم سنة سجن واطلع بعد السجن ارتاح طول حياتي! هذا القانون الوضعي.

القانون الديني والحدود الدينية نظر فيها جانب الردع لذلك تشريعها واضح ولكن تطبيقها (معقد) فمتى يحكم على السارق بقطع اليد؟ ترى ان هناك شروط كثيرة جداَ، متى يحكم على الزاني بالجلد؟ ممكن في (20) شرط واصلا مستحيل تحققها في الواقع الخارجي ليش؟ لان تشريع الحدود اخذ فيه جانب الردع وهذه قضية عقلائية موجودة وانقل لكم قضية تاريخية في العصر الحديث في الثمانينات في "تونس" طبعا تونس كدولة اقتصادها بالدرجة الأولى يعتمد على السياحة ففي هذه الفترة شخصان من تونس اغتصبوا (امرأة اجنبية) سائحة وهذا امر خطير ليس لأنه اغتصبت هذه المرأة لا خطير لأنه يهز اقتصاد البلد قد يدمر اقتصادها، الرئيس التونسي/ الحبيب بورقيبة في ذلك الوقت قال انا لدي الطريق والحل لأمنع هذا الشيء فوضع عقوبة الاغتصاب (اعدام) ومنها اختفت هذه الظاهرة فهو غرضة ليس يعدم! غرضة الردع والتخويف العامل النفسي، فرق أنك ستقدم على السرقة فتذهب للسجن تأكل وتشرب وتنام ثم تخرج وبين أنك تعرف أنك لو سرقت ومسكت فستقطع يدك! العامل النفسي يصبح رادعا لك، الحدود نظر فيها هذا العامل النفسي لذلك كثير يأتون للائمة (ع) يطلبون منهم ان يقيموا عليهم الحد فيقولون لهم ارجعوا يمكن انت مشتبه ممكن الخ فيرده وعندنا قاعدة كبيرة (الحدود تدرأ بالشبهات) فذلك واضح انه ليس غرض الشارع تطبيق الحد في الخارج وايذاء الناس غرض الشارع إيجاد الرادع النفسي الذي يمنع من ارتكاب الجريمة في الخارج فالحد في حقيقته ليست عقوبة بعد الجريمة انما هو رادع نفسي يمنع من وقوع الجريمة.
                                                                                                                                   
س8: هل الإله سيهتم للأمور التعبدية كالصلاة والصيام والحج الخ أكثر من اهتمامه بالأخلاق والمعاملات الإنسانية مع بني الانسان كما يصورها البعض في خطابه الديني؟

نحن إذا رجعنا الى الادبيات التي جاء بها الدين نجد ان اهتمام الدين بالدرجة الأولى ليس بالصلاة! أكثر شيء اهتم به الدين هو "حفظ الدماء" ولذلك لو دار الامر بين أنك تصلي وبين أنك تنقذ نفس محترمة حالة التزاحم بين الامرين يجب عليك (يجب) ان تترك الصلاة وتذهب لإنقاذ النفس فالدين بالدرجة الأولى جاء 1- لحفظ الدماء 2- لحفظ الفروج 3- لحفظ الأموال.


الجانب الأخلاقي جانب مهم في الدين والركيزة الأساسية بل هو جوهر الدين ولبه، فانت مثلا الصلاة لماذا نصلي غير انه امر تعبدي ملزم؟ القران يصرح "إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر" فهذه الصلاة العبادية اثارها سلوكية على الانسان، الصوم قضية تعبدية ولكن اثارها سلوكية "كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون" والحج وهكذا كل الأمور ترى في النهاية ان لها اثار سلوكية فالعبادات هذا غرضها فغرضها أولا واخرا تهذيب هذا الانسان لذلك عندما نقرا الآيات القرآنية لماذا بعث الله الأنبياء؟ أولا: ليزكيهم، ثانيا ويعلمهم الكتاب والحكمة "تزكية" فالأنبياء جاءوا مربين ولذلك من الخطأ اعتبار ان الله عزوجل او الدين جعل الاخلاق في مرتبة متأخرة لا، الاخلاق هي الأساس فهناك رواية عن النبي (ص) لما جائه مجموعة فكانت حرب وكان سبي فقالت له امرأة انا ابنة حاتم الطائي فقال النبي (ص) اتروكوها فان ابوها كان كريما وعدد النبي من شمائل حاتم الطائي وهو طبعا كافر، جاء شخص فسال النبي سؤال جميل فقال له "هل يحب ربنا الاخلاق؟" بمعنى انت مدحت الشخص وجزاء له تركت ابنته فهل الله عزوجل نفس الشيء يحب الاخلاق؟ فرد النبي انه أصلا لا يدخل الجنة من لم يكن له اخلاق! فهي الأساس والعمدة لذلك القرآن لما أراد مدح النبي (ص) قال بأعظم المدح بماذا مدحه؟ بالصلاح بالصيام بالحج؟ بماذا؟ (وإنك لعلى خلق عظيم).


س9: هل رب العالمين خلقنا لغاية العبادة؟ وهل إجابة ان الله خلقنا للوصول للكمال الروحي كافية ومقنعة بانها الهدف من خلق الانسان؟

وجوب عبادتنا لله قبل ان يكون امر شرعيا هو امر عقلي كيف؟ لان العقلاء يحكمون بوجوب شكر المنعم انه إذا انعم عليك شخص بشيء يجب عليك ان تشكره ولذلك إذا أحد انعم عليك بشيء ولم تشكره انت تكون محل ذم عند العقلاء فيقولون لك فلان عمل وعمل وانت حتى ما رفعت السماعة وقلت له شكرا! فهذه سيرة العقلاء.

وأيضا العقلاء عندهم ان الشكر لابد أن يناسب المشكور، مثلا انا ولدي في البيت عمل شيء جيد فقمت واعطيته دينار، مديرك في العمل انعم عليك بشيء وانت تقوم من باب الشكر فتعطيه دينار! انت اردت الشكر ولكن تحول الى ذم لماذا؟ لان طريقة الشكر لا تناسب المشكور نفس الشيء نأتي ونطبق هذه القاعدتين التي هي محل اتفاق عند العقلاء، الله عزوجل انعم علينا ويكفي انه انعم علينا بالوجود فهو مستحق للشكر وهذا غير نعمه الباقية ولكن كيف نشكر الله على هذه النعم؟ فلذلك جاءت الرسل وبينت لنا كيف نشكر الله وما هو الشكر الذي يليق بالله لذلك ماذا يقول امير المؤمنين (ع) " ما عبدتك خوفا من نارك ولا طمعا في جنتك وانما وجدتك اهلا لتعبد فعبدتك" فيقول القضية ليست ان رغبتني بالجنة ورهبتني من النار (لا) انت انعمت على فلذلك تلك المرأة تسال النبي (ص) "أنك تقوم لله حتى تتورم قدماك كيف يكون هذا وتتعب نفسك وقد غفر الله لك ما تقدم وما تأخر من ذنبك؟" جواب النبي (ص) " افلا أكون عبدا شكورا"، فلذلك أصل العبادات هي وجوبها عقلي قبل ان يكون شرعيا فالله عزوجل لم يفرض علينا العبادة من لا شيء لا هو العقل يحكم بوجوب شكر الله عزوجل ولذلك العبادات إذا لم نفهمها في هذا الإطار فأنك تحسها انها عبئ لأنه يظن ان تكليف بدون مقابل لا هذا شكر للنعم التي أنعمها الله عليك "وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا".

س10: هناك شبهة تطرح في مسالة الحدود وهي ان بعض الحدود غير رادعه فهناك بعض الدول حسب إحصاءاتها مثل عقوبة الإعدام لا توقف جرائم القتل مثلا فلذلك قالوا بإلغائه والبحث عن بديل مثل العلاج النفسي؟

أولا: نحتاج نتأكد من هذه الاحصائيات المدعاة فليس كل إحصائية يقال عنها إحصائية صادقة عادة ينظر الى المركز الذي قام بها فهل هو معتد به او لا وهذه الإحصائية في كم دولة وكم عينه الخ فأول الكلام لابد من التأكد من صحة الإحصائية لأنه كما هو معروف المراكز البحثية العالمية صارت مجيرة بكثرة ومن يقرا فيما يتعلق بجانب هذه المراكز يجد الكثير من النقاط.

ثانيا: نحن لم نقل ان الحد عموما هو فقط عنصر الردع (لا)، فعندنا عناصر كثيرة من الردع فالحد عنصر منها، الدولة فيها عناصر ردع كثيرة في الإسلام من اهم عناصر الردع الايمان بان الله عالم بكل شيء " الم يعلم بان الله يرى" و " ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" وحتى الفلاسفة الغربيون الذين لا يؤمنون بالله يرون بان هذا الامر رادع، فولتير مثلا ملحد لكنه يقول انا لا اؤمن بوجود الله وارى ان الايمان بالله خرافة ولكن احب ان تكون زوجتي مؤمنه وخادمي مؤمن ومحامي مؤمن ليش لان زوجتي اذا كانت مؤمنه بالله لم تخني فاذا لم تؤمن من الذي يردعها في ذلك الوقت لا يوجد الا الايمان بالله فنفس الايمان بوجود الله من عناصر الردع، ومن عناصر الردع قوة الامن وحضور الامن طبيعي اذا لم يكن هناك امن موجود ومتوفر   لم يكون هناك ردع سيشجع على فعل السوء مثل ما نعبر المال السايب يعلم السرقة نفس الشيء هذه الاحصائية مبنية على تصور ان العقوبة هي تمام الردع وهذا غير صحيح فعندنا أكثر من عنصر من عناصر الردع ومنها مثل هذه العقوبات ودعهم يعملون إحصائيات القتل ونشوف الان أكثر او قبل أكثر؟.

س١١: بخصوص موضوع السلامة الفكرية ما هي مقومات والتشخيصات الموضوعية للأحكام الشرعية؟


نحن عندنا فتوى حكم شرعي وعندنا موضوع للحكم الشرعي مثلا عندنا الخمر حرام هو هذا الحكم موضوعة هو هذا الخمر فالفقيه دوره يبين لنا حكم شرب الخمر ويبين لنا ما هو الخمر وما الذي يطلق عليه الخمر ومفهومه فانت الان السائل الذي امامك خمر او ليس بخمر؟ هذا ليس عمل الفقيه بل عملك انت فترى إذا هو خمر يحرم عليك شربة وإذا ليس بخمر يحل لك شربه "فالتشخيص عادة هو في ساحة المكلف" متى التشخيص يخرج عن ساحة المكلف؟ هناك حالتين:

الحالة الأولى: عندما يكون هناك اختلاف بين المكلفين في تشخيص موضوع خارجي بمعنى اختلاف المكلفين في قضية اختلاف شاسع جدا فمثلا شخص يقول هذا السائل خمر والثاني يقول ليس بخمر يأتي الفقيه ويشخص ويقول اني ارى ان هذا السائل خمرا حسما لمادة الخلاف وعليه يحرم شربة.

الحالة الثانية: عندنا موضوعات خارجية خطيرة والتي تخرج عن دائرة الفرد وتشمل كل أفراد المجتمع بل كل الكيان الشيعي مثل قضية التقية فيأتي شخص ويقول نترك التقية ونطلب ونعمل كذا فهذا قرار ليس قرار فردي وليس تشخيص خاص بفرد هذا تشخيص خاص بمسار طائفة كاملة فإذا هذا ليس موضوعا عاديا بل موضوع خطير يحدد مستقبل طائفة بالكامل مثل هذه المواضيع ليست للمكلف ان يشخصها بل لمرجع الطائفة الذي يحكم في هذه القضية.

س١٢: من خلال متابعاتك والاسئلة التي تأتي إليك، أين ترى المشكلة؟ هل المشكلة في قناعتنا كمسلمين وما يرونه بالنسبة للدين والكون او التشريعات والمقارنة بين الطرح السماوي والارضي وبين الفكرة الإسلامية والعربية وانه ليس هناك اقتناع من الشباب بما جاء به الإسلام والقرآن او انهم مقتنعون فاين الخلل؟

الخلل كالتالي وهو ان الغرب تطور بسرعة خيالية بمعنى الغرب في المئة سنة الأخيرة قفز قفزات أشبه ما يكون بالخيال والواقع تغير بسرعة رهيبة وخيالية والمشكلة في العالم الإسلامي كله انه "لم يواكب" يعني بينه وبين الغرب سنوات ضوئية، أغلب الشباب يعيشون ما يعبر عنه (بالصدمة الحضارية) لماذا هم بهذه الصورة ولماذا نحن طايحين حظ! هذا يسمونها الصدمة الحضارية وهذا هو الواقع، الان هذه الصدمة الحضارية وهذا السؤال الذي يطرحه الشاب على نفسه كل واحد يجاوب على نفسه بجوابه الخاص فشخص يقول ان سببه اننا مؤمنين بهذا الإسلام والغرب ليس عندهم الإسلام فلازم نشيل الإسلام على جنب والبعض الآخر يقول انه بسبب الاوضاع الاجتماعية والعادات الاجتماعية والبعض يحملها قضايا سياسية وهكذا..، هي هذه المشكلة انه لا توجد مواكبة بين الأمرين في المقابل الخطاب الديني الذي من المفروض أن يكون مواكب لما يحصل في الغرب ويكون المادة التي يقدمها هذا الخطاب منسجمة مع متطلبات الشاب الذي هو اصلا يعيش صدمه حضارية فهو ينتظر من المنبر ان يفسر له المشاكل الموجودة ويعطيه حلول ويدفعه نحن التقدم لنصل إلى المرحلة التي وصل إليها الغرب، فيأتي هذا الشاب الى الحسينية ويجلس تحت المنبر ويسمع فيقول الناس وين ونحن وين!
في يوم خطيب جاب فتح علمي في الطب فقال إذا الميت غريق او سكته قلبية لا تدفنوه الا بعد ٣ ايام لماذا قال الروايات موجودة! حتى لو الطب قال ان ميت فيرد عليك أهل البيت قالوا هذا الشيء ويأتي لك بمجموعة روايات انت كطالب طب او دكتور وتسمع هذا الشيء ماذا ستقول؟ ويتكلم باسم أهل البيت (ع) وفي ذلك الزمن واضح ليش أهل البيت قالوا بذلك لان في ذلك الزمن هذا الأمر يعتبر شيء علمي لأنه السكتة قد القلب ينعش ويرجع وهذه الثلاثة ايام كفترة احتياط في المقابل هذا الزمن لا، الأمر مختلف الطب يعطيك معلومة دقيقة انه مات يعني مات فإذا سمع هذا الخطيب ماذا يقول باسم أهل البيت ويرى ما يدرسه فيقول فعلا خرافة وهذه هي المشكلة، انه ليس فقط المجتمع لا يواكب حتى الخطاب الديني مواكبته ضعيفة جدا وهذا الي خله الشباب يصير عندهم رده فعل وحساسية من الأطروحات الدينية الحل ما هو؟
الحل نهضة اجتماعية تشمل الكل يعني تبدأ من المسجد فلابد أن يلبي احتياجات الجيل الجديد وأن يجد الجيل الجديد ما يريده من هذا المسجد يرجع المسجد لدوره الاصلي فليس فقط هو مكان صلاة فقط بل مكان صلاة وتعليم وتربية وحل المشاكل الناس وإذا جاء الى الحسينية يرى طرح يليق باسم أهل البيت (ع) ونفس المجتمع وعاداته لابد أن تقيم وينظر فيها هل فيها فائدة او لا وهكذا وبهذه الصورة نتجاوز هذه الحالة اما إذا ما تغير وأصر على البقاء على ما نحن عليه فأنا لله وانا اليه لراجعون.

س١٣: هل نحن منفعلون بمعنى نتعامل كردة فعل مع الغرب ونحن نحاول مواكبتهم؟

طبعا لانهم سبقونا وهذا واقع لا يمكن انكار هذا الشيء وبالنتيجة هم يمتلكون التعليم ويمتلكون الإعلام والبرامج والتكنلوجيا ونحن نعتمد عليهم في التكنلوجيا فلولا الغرب لما كان عندنا شيء فانت في النهاية منفعل شأت أم ابيت لأنك أصبحت في ذيل العالم فهذا أمر ليس اختياري انك منفعل بل لأنك متأخر فإنك منفعل فكمرحلة أولى تستطيع أن تواكب بعد ذلك تسبق لتكون انت الفاعل ولكن بما انك لازلت متأخر فحتما ستكون منفعل وإلا الان حتى قماش العمامة و احرام الحج مصنوع من قبل الصين!

س١٤: ما الحكمة والفلسفة لتكون الصلاة وسيلة وطريق لشكر المنعم؟

بالنسبة للسؤال الاول فكما قلنا نحن نجهل مقام الذات الإلهية فلذلك لا يمكن نحن نأتي بشكر من عندنا وندعي ان هذا الشكر يناسب هذه الذات الإلهية فقد اشترطنا ان يكون الشكر مناسبا لمقام المشكور فالله عز وجل قال هذه الصلاة هذا العمل اعتبره شكرا والا هو أمر اعتباري، الصلاة منه من الله فقال هذا المقدار يكفيني كشكر مثلا واحد بيودي هدية الى انسان ثري جدا فانت مهما حاولت ان تكون الهدية قيمة ليس ممكن ان تكون قيمة في نظره لماذا لأنه ثري فلذلك إما ان تبحث عن هدية رمزية او هو يمن عليك بشيء يعتبره هدية منه تودي حقه ونفس الشيء الله عز وجل مهما شكرنا وفعلنا لا نؤدي حقه، منه منة اعتبر أن هذا العمل البسيط والذي هو فقط بعض دقائق هو شكر وهذا امتنان منه والا الائمة (ع) اشاروا في الادعية انه لو سجدت لك حتى يصبح لحمي ... لما وافيتك حقك.

س١٥: ما هو واجب ودور العلماء والمجتمع اتجاه الصراعات الفكرية؟

أولا لابد من ردم الفجوة بين الشباب والعلماء بمعنى العلماء الان بعيدين عن الشباب فالعلماء في كوكب والشباب في كوكب آخر، هموم الشباب مشاكل الشباب حاجيات الشباب شيء وما يطرحه العلماء على المنبر والساحة شيء آخر فكيف نردم هذه الفجوة والهوة؟ بأن نسمع من الشباب نحن نذهب الى الشباب ونستمع منهم فنعرف مشاكلهم وما هي الأمور يحتاجونها فهذا اول شيء لا يمكن أن يكون هناك إصلاح في المجتمع إذا كنا نحن نجلس في برج عاجي مرتفع وعالي والشباب بعيدين يعيشون حياتهم فالبداية تبدأ بردم هذه الهوة لأنه بهذا نستطيع أن نعرف مشاكل الشباب وما عندهم وبعدها نبدأ التفكير في حلول، إذا المشكلة الأساسية هي هذه الفجوة.   

مراجعة لكتاب د. محمد مجتهد شبستري "نقد القراءة الرسمية للدين"

مراجعة لكتاب د. محمد مجتهد شبستري "نقد القراءة الرسمية للدين" أبو محمد – مراجعة كتاب – 17 مارس 2020 في البداية يجب ع...